الموازنة العجيبة:قتل الجياع افضل طريقة للخلاص من الجوع (علي يوسف)
كتب علي يوسف
لا يكفي ان الموازنة والنقاشات التي دارت حولها في مجلس النواب تثبت تخلف هذا الكيان عن ان يكون دولة و عجز القوى السياسية عن ان ترتفع الى ما فوق التعايش والتناتش …
ولكن كل هذا في كفّة وما قاله الرئيس ميقاتي في كفّة.. وطابشة!
من اكبر مهازل ما جاء في كلمة ميقاتي اعتراضه على مطالبة نواب بخطة تعافي … !! بالنسبة الى ميقاتي ان لبنان تعافى وبدأ النهوض ….؟؟؟؟؟ وهي نظرة عجائببة يصعب وصفها … !! يبدو ان ميقاتي لديه معلومات ان الناس باتت في بحبوحة والكهرباء ٤٨ ساعة على ٢٤ والاستشفاء مجاني و التعليم مجاني والتخرج يحصل حتى من الابتدائي ويخرج الاطفال مهندسون لدى الكاراجات و اخصائيين بشهادات اجازة في التسول على الطرقات .. والمدارس تدلف الماء لتؤكد فائض توزيع المياه وفرص العمل تشهد فائضا يجعلنا في حاجة الى اكثر من مليون نازح سوري كيد عاملة لتلبية ما تحتاجه اامؤسسات الانتاجية ولتلبية طلبات التصدير …وودائع المودعين تمت اعادتها مضاعفة كعرض تسويقي للمصارف المصنفة الافضل عالميا ؟!
والمهزلة الأكثر عجائببة هي في قوله ان الدولة اللبنانية بكل وظائفها تمت ادارتها في العام الماضي بمبلغ ٨٠٠ مليون دولار في حين كانت قبلا تدار بمبلغ ١٤ مليار دولار على الأقل وانه لأول مرة هناك فائض وليس عجز في الموازنة وهذا دليل على وقف الهدر!
معقول…!
فات الرئيس ميقاتي ان هذا الخفض لم ينتج عن وقف الهدر بل نتج عن افقار كل موظفي القطاع العام حتى وصل الأمر الى ان القوى الأمنية التي يُفترض ان تكون سيادية بالمطلق باتت تتقاضى رواتب من هبات اجنبية (اميركية)اضافة الى هبات الطعام والمحروقات (من قطر) اي كلها من مرجعية واحدة تجعل موضوع استمرارية عمل ” الأجهزة السيادية”تحت رحمة هذه الهبات بما يجعل السيادة الامنية في خبر كان ويجعلها كالسيادة السياسية بيد الخماسية…!
يبدو ان ميقاتي ورفاقه من اوركسترا الحكم في لبنان هم من مدرسة من يعتقدون ويؤمنون ان “افضل طريقة للخلاص من الجوع هي في قتل الجياع ”
وهكذا ينحقق التعافي والفائض بإفقار اللبنانيين ورهنهم لمساعدات الذل وجعل الاستشفاء والدواء والتعليم وفرص العمل وحتى الكرامة “خدمات لوكس “لا يطالها الا الشعب اللبناني المختار ..؟؟؟!!!!
وهكذا نتخلص من الدين العام عبر اكبر عملية نصب لأموال المودعين خدمة لمافيات المال وتنفيذا لمشروع افقار الشعب اللبناني الهادف الى تطويع هذا الشعب خدمة لمشاريع استعمارية باتت مكشوفة ….؟؟؟؟؟
انه مشروع “قتل الجياع ” العجيب والاعجوبة …!