في الذكرى 55 للعدوان على مطار بيروت: الإجرام مستمر ..والاحتلال إلى زوال(رودلف القارح)
كتب رودلف القارح – الحوارنيوز
صادفت ليلة 28 الى 29 ك١ 2023 الذكرى ال55 للعدوان الذي شنه العدو الاسرائيلي على مطار بيروت في نهاية سنة 1968، بقيادة رفائيل ايتان وايهود باراك.
تم خلال هذه العملية الارهابية التي نفذها كيان العدو تدمير 14 طائرة لشركة طيران الشرق الاوسط.
اسمحوا لي، في هذه المناسبة بشهادة خاصة مختصرة، قد تساهم في الاضاءة على الجريمة المهولة التي يرتكبها العدو الصهيوني تحت اعيننا واعين العالم، الان، في غزة وارجاء فلسطين المحتلة.
عدوان 1969 عرفته جيدا عن كثب، اذ كنت ما زلت آنذاك صحفيا شابا في صحيفة الاوريان_ قبل “تصفيتها” من خلال دمجها بالصحيفة الناطقة باسم ال”حلف” اي ال”لوجور”.
انتقلت ليلتها الى المطار لتغطية العدوان.
اتذكّر تماما وبالتفاصيل سجالات ذلك الوقت التي كشفت لي حقيقة العديد ممن اسميهم “صهاينة الداخل”. اذكر انني اولا، كتبت يومها دفاعا عن الرقيب احمد شحادة الذي اطلق النار منفردا على المعتدين،ورويت، ثانيا، ما شاهدته وتقييمي لما حصل للرئيس شارل حلو، حيث كنت ايضا في عداد مجموعة كانت تسمّى “المستشارين الشباب” في رئاسة الجمهورية، التي كان يشرف عليها المرحوم بول طنوس.
كنا نحلم آنذاك بتطوير وتثمير ما حاول الرئيس اللواء فؤاد شهاب غَرسه في المجتمع اللبناني، من اجل بناء الدولة ومؤسساتها وتثبيت الشخصية الوطنية والتزاماتها تجاه قضايا الامْة.
اذكّر ايضا ان المجرم ايهود باراك عاد وقاد فرقة القتلة التي اغتالت في بيروت، في نيسان 1973، الشهداء ابو يوسف النجار، وكمال عدوان وكمال ناصر.
كان كمال ناصر قبل اغتياله بساعتين في مكتبي في الاوريان-لو جور، ثم نزلنا الى مكتب ميشال ابو جودة (رئيس تحرير “النهار” – اعني نهار غسان تويني وادمون صعب، واللّبيب..).
وهناك اصر الاخ كمال على العودة الى منزله في شارع متفرع من شارع فردان، مقابل البيت الدرزي وحصل ما حصل.
باختصار،
انا اول من دخل الشقة تلك الليلة المشؤومة حيث قام ايهود باراك بعد الاغتيال بمد جسد كمال ناصر على الارض بشكل صليب قبل ان ينكّل بالجثة مُفرغا فيها ممشطا كاملا من الرصاص.
كما كشفت ايضا بام العين “بونتياك” الفرقة ١٦ التي استخدمها المعتدون في العملية الاجرامية.
ولهذا الموضوع حديث آخر.
لن ننسى.
الاجرام مستمر وقتلة ذاك الزمن هم انفسهم المرتكبون.
والاحتلال الى زوال..