الحوارنيوز – بيروت
نظمت مؤسسة الجادرجي للعمارة والمجتمع بالتعاون مع نقابة المهندسين في بيروت حفل توزيع “جائزة الجادرجي الثالثة والعشرين” للعام الجامعي 2022 لطلبة العمارة في لبنان برعاية وحضور نقيب المهندسين في بيروت المهندس عارف ياسين ورئيس مؤسسة رفعت الجادرجي الدكتور حبيب صادق نقيبة المهندسين – مركز القدس المعمارية ناديا حبش والمعمار العربي العراقي معاذ الالوسي، ورئيس فرع المعماريين الاستشاريين في نقابة المهندسين المعمار بسام علي حسن ورئيسة رابطة المعماريين في النقابة الدكتورة ريما سرور وأعضاء من مجلس النقابة الحاليين والسابقين وعمداء من كليات العمارة في جامعات من لبنان والهيئة الإدارية لمؤسسة الجادرجي، وأكاديميين ومهندسين ومعماريين.
ورأى نقيب المهندسين عارف ياسين في كلمة له أن “على عاتق المعماريات والمعماريين مسؤولية المساهمة في تطوير المجتمع عبر تطوير العمارة فكراً وممارسةً مع الحفاظ على النسيج الاجتماعي والعمراني والمهمة الأساسية الان للقوى الحية في المجتمع وللمعماريات والمعماريين الحقيقيين وللمهندسين عموما هي مواجهة التشوه العمراني الناتج عن السياسات المتبعة في لبنان منذ سنوات طويلة في المجالات الاقتصادية والإنمائية والاعمارية. ومواجهة المسار الانحداري السائد في مستويات متعددة في البيئة المبنية والبيئة بشكل عام من اجل الحفاظ على المجال العام الذي هو حق للمجتمع بأكمله”.
وجاء في كلمة النقيب ياسين: منذ ثلاثة وعشرون عاما تقوم نقابة المهندسين في بيروت عبر فرع المهندسين المعماريين الاستشاريين ومؤسسة الجادرجي للعمارة بتنظيم مباراة بين الطالبات والطلاب ومشاريع التخرج لطلاب كليات العمارة في الجامعات في لبنان.
انه حدث يساهم في تحفيز الطلاب الخريجين والمهندسين عموما على التفكير والنقاش ويتيح لهم الاطلاع على المشاريع والأفكار الجديدة وهي مناسبة للتفاعل الفكري والابداعي حول العمارة ودورها المفصلي في تحسين حياة الناس ودورها في بناء حضارة وثقافة الشعوب والمجتمعات.
ان انتهاء المرحلة التعليمية في الجامعة هي بداية جديدة للخريجات والخريجين للتعلم والاختبار ولصقل معارفهم وتطبيقها، نقول هي بداية لان الانسان عندما يتوقف عن التعلم وعن الخوض في التجارب يتوقف عن الابداع وعن انتاج الأفكار الجديدة وتنتهي مهنته واختصاصه الى شهادة معلقة على الحائط.
وان أخطر ما يمكن أن يقع فيه المعماريات والمعماريين هو اتباع التصاميم والأفكار الجاهزة التي هي من نتاج الآخرين والوقوع في استعمال النسخ والتقليد خصوصا أن التطور التقني والتكنولوجي الهائل الذي تشهده البشرية في هذا الزمن قد أتاح المجال للاطلاع على تدفق مستمر للتصاميم والمشاريع التي يتم نشرها على وسائل التواصل الحديثة بكل اشكالها.
لا يمكن ان تنجح المعمارية او المعمار او اية عاملة او عامل في مهنة او حرفة اذا اتبع أسلوب النقل والتقليد وتطبيق تصاميم وأفكار غريبة عن النسيج الاجتماعي والثقافي والعمراني ومنقطعة عن سياقات التطور الطبيعي للمجتمع وحاجاته، مع التأكيد على أهمية الاطلاع ومعرفة الانتاجات الفكرية والحضارية وتجارب المجتمعات على اختلاف افكارها وعاداتها منذ بدء الحضارة الإنسانية في الماضي البعيد حتى اليوم وفهمها والتفاعل معها دون تقليدها أو نسخها، وأيضاَ أهمية الاطلاع والبحث الدائم ومواكبة التطور الهائل للعلوم والتكنولوجيا في شتى المجالات؛ ومن أفكار الجادرجي بهذا المجال “إن التصميم المعماري يجب ان ينطلق من تفاعل حاجات المجتمع مع استخدام التكنولوجيا المحلية المتوفرة وبذلك تكون العمارة معبرة عن المجتمع تخدمه وتتطور معه”.
من هذا المنطلق على عاتق المعماريات والمعماريين مسؤولية المساهمة في تطوير المجتمع عبر تطوير العمارة فكراً وممارسةً مع الحفاظ على النسيج الاجتماعي والعمراني والمهمة الأساسية الان للقوى الحية في المجتمع وللمعماريات والمعماريين الحقيقيين وللمهندسين عموما هي مواجهة التشوه العمراني الناتج عن السياسات المتبعة في لبنان منذ سنوات طويلة في المجالات الاقتصادية والإنمائية والاعمارية. ومواجهة المسار الانحداري السائد في مستويات متعددة في البيئة المبنية والبيئة بشكل عام من اجل الحفاظ على المجال العام الذي هو حق للمجتمع بأكمله. وقد عبر المعمار رفعت الجادرجي بوضوح عن هذا الموضوع حيث قال: “العمارة هي من اهم أدوات الحوار الاجتماعي والمعمار يعبر عن عاطفة ووجدان المجتمع وهو يستطيع ان يقدم المفهوم العام والشكل العام المعبر عن المجتمع”.
أيها الحضور الكريم
تشكل فضاءات المدن والقرى والاحياء وانسجتها الاجتماعية روح الأمكنة، هي بنى حية تتفاعل مع الاحداث ومع التحولات، وان التأثير المتبادل بين العمارة وحياة الناس وعلاقتهم الاجتماعية يجب ان يكون أساسا لاي عملية بناء او إعادة بناء، ولكن للأسف ما يحصل اليوم وتحت مسمى التطوير العقاري وبدون أي خطة إنمائية هادفة تحصل المضاربات العقارية ويصبح الربح المادي السريع هو هدفهم، هذا هو السائد هذه الأيام والتعامل مع قضايا إنمائية وإعماريه بمنطق الربح المادي السريع أدى ويؤدي الى تشوه البيئة المبنية والبيئة بشكل عام وضرب الاقتصاد المنتج وأتباع نموذج الاقتصاد الريعي في الاقتصاد.
ومن اجل الاستمرار بالعمل على هذه القضايا البالغة الأهمية من الضروري تطوير التعاون والعمل المشترك بين نقابة المهندسين ومؤسسة “الجادرجي للعمارة من أجل المجتمع” ومع كليات العمارة والهندسة ومع القوى الحية بالمجتمع والمنحازة لقضايا الناس ومصالحهم وللحفاظ على بيئة مبنية غير مشوهة وللحفاظ على الحيز العام الذي هو حق للناس والمجتمع.
وكان سبق ياسين كلمات
لمعمار عاطف مشيمش
وكان الحفل قد استهل بالنشيد الوطني فشكر عريف الحفل الدكتور عاطف مشيمش للقيمين على جائزة الجادرجي منوها بدور فرع المعماريين الاستشاريين ورابطة المعماريين في نقابة المهندسين ومعهم مؤسسة الجادردجي من اجل العمارة والمجتمع واصرارهم كل عام على هذه التنافسية الراقية بين طلاب كليات العمارة في لبنان على الرغم من الظروف التي نمر بها. ونوه مشيمش بالجهد الذي قدمته المؤسسة ونقابة المهندسين والجامعات، لما فيه مصلحة العمارة والهندسة معا.
تلاه رئيس فرع المعماريين الاستشاريين بسام علي حسن الذي استهل علي حسن كلامه بالقول: رحبو معي بالملكة زنوبيا ملكة تدمر الرائعة الاستاذة نضال الاشقر نورت بيت المهندس بحضورك وبالحضور جميعا
ايها السيدات والسادة وانا انظر الى الحضور الكريم المتنوع عمريا اذ سرحت بي ذاكرتي الى الماضي المجيد الذي ما زلت على المستوى الشخصي اعيشه واعيش مجده وساسمح لنفسي ان اشارككم ومضات منه لعل الشباب قبل المشيب منا يتمسكون ويفتخرون ببلد الارز لبنان الحبيب
وقال: “عام 1934 في بيروت التقى الشاعر الفلسطيني ابراهيم طوقان وهو يدرس في الجامعة الاميركية في بيروت بجدي الحبيب الملحن محمد فليفل ( الاخوان فليفل ) وكان اللقاء كما اخبرني جدي في بيت الوجيه البيروتي عبد الرحيم قليلات الشاعر الذي كان يدرك ان الاناشيد الوطنية سيكون لها دور طليعي في المعركة التي ستحتدم عاجلا ام آجلا بين الجماهير من جهة وسلطات الانتداب من جهة أخرى”.
موطني
الجلال والجمال والسناء والبهاء في رباك
والحياة والنجاة والهناء والرجاء في هواك
يا رعاك
سالما منعما وغانما مكرما
يا رعاك في علاك تبلغ السماك موطني
موطني
نشيد موطني الذي تم اعتماده لفترة النشيد الوطني لدولة فلسطين الحبيبة، وهو اليوم النشيد الوطني لدولة العراق الشقيق
وانا الامس واليوم وغدا ساظل اردد مع الشعوب العربية شعر فخري البارودي والحان محمد فليفل نشيد
بلاد العرب اوطاني من الشام لبغداد
ومن نجد الى يمن الى مصر فتطوان
وللذين يتساءلون ما الذي يجمع بين مناسبتنا اليوم وما تم ذكره اوضح ما يلي:
يقول شيخ المعماريين (العراقيين) رفعة الجادرجي: انني اؤمن بأن البناء الحضاري يؤلف النصف الاول في عملية الإنجاز، وإن النصف الثاني وربما الاهم صيانته والحفاظ عليه باعتباره من ذاكرة المجتمع وامتدادا لهذه الذاكرة في الزمن. وأكمل قائلا واعتقد ان الشعب الذي لا يتمكن من صيانةً ابداعه هو شعب لا يمتلك ذاكرة يسخرها في المزيد من البناء الحضاري، بل لا يعي بأن الذاكرة هي اساس في تكوين وجدان المجتمع”.
وتابع: “نعم ايها السيدات والسادة يجب علينا الحفاظ وصيانة كل الموروث الثقافي والاجتماعي والعمراني واحد ادوار المعمار العربي بداية مساعدة جميع طبقات المجتمع العربي في صيانة ابداعات الشعوب للمحافظة على الذاكرة في سبيل تسخيرها في المزيد من البناء الحضري والثقافي والاجتماعي”.
فالفكرة التي تعمل عليها نقابة المهندسين ومؤسسة الجادرجي من اجل العمارة والمجتمع هي ترسيخ الافكار والقيم والمسؤولية الاجتماعية للمعمار كما ذكر صديقي الدكتور عاطف مشيمش ( خلال جائزة الجادرجي للعام المنصرم )
اما زميل المهنة كما وصفه الراحل الكبير والدكتور حبيب صادق (في كتابه دور المعمار في حضارة الانسان) وكما احب ان اصفه انا بصديقي وباقي الصفات التي يعرفها ولا داعي لذكرها هنا تواضعا منه و له احترامي لتمنياته
يقول صديقي كما الراحل الكبير رفعت ان مجمل الانتاج المعماري الجيد والفاسد هو فعل انساني، والاساس هنا ليس ما ينتج من عمارة بل الفكر المؤسس لهذا الانتاج ..
وتابع: “يضاف إلى ذلك، الارتباك الحاصل في مقومات المجتمع العربي، أمام متطلبات المعاصرة، في مواجهة المركزية الغربية والتخبط في التعامل مع الرصيد التراثي ومعالمه، والحيرة أمام متطلبات استحداث هوية جديدة ذات خصوصية تعبر عن حياة الفرد العربي المعاصر، وفكره.”
وأشار الى ان “العمارة لم تكن في يوم من الأيام مدرسة تعبير منغلقة على نفسها، متقوقعة بأساليبها، رافضة للتطور أو التغيير؛ بل بالعكس؛ فهي تعكس التقلبات والتطورات الحضارية والاجتماعية للمجتمع الذي تعيش فيه،
فهي كانت دائماً تكيف نفسها مع هذه التطورات وتبدع أساليب جديدة من تقنية وفنية لمواكبة العصر الذي تعيش فيه.
إن مهنة الهندسة المعمارية ليست مهنة حرة يقتصر دورها على تقديم الخدمات الهندسية، كما أن النقابة ليست مؤسسة يقتصر دورها على الدفاع عن حقوق المهندسين، فالمهنة والنقابة مرتبطتان ارتباطاً وثيقاً بالأهداف الإنمائية والإعمارية للمجتمع، كما وأنهما مرتبطتان وبشكل فاعل في انعكاسات هذه الأهداف على البيئة والتراث والوجه الحضاري لهذا المجتمع”.
وأوضح أن “الدور القيادي للمعمار في المجتمع يتبلور مع مُمَارسة المهنة انخراط في الشأن العام، من تعليم، انماء، تنظيم مدني، انتاج الرؤى والأفكار حول التحديات، ”
حيث أطلق رفعت الجادرجي حركته وجهده باتجاه تحفيز هذا الفكر، في مواجهة متطلبات التطور والمعاصرة وحالة الاستلاب امام العولمة والولاء للخارج، والمساهمة بحصتنا في صناعة وصياغة التراث الانساني الراهن بكل ما تخترنه هويتنا وخصوصيتنا، بقالب حداثي معاصر
وللحديث تتمة مشوقة ولكني ساتوقف هنا افساحا في المجال لزملائي لتقديم كلماتهم انصاتا مني منتظرا ما سيقوله صديقي”.
المعمارية ريما سرور
وقالت سرور “أقف أمامكم اليوم من ضمن جائزة الجادرجي لطلبة العمارة في لبنان ينسختها ال 23.
أود أولا تسليط الضوء على الإرث المعماري الرائع لرفعت الجادرجي ، والرابط الحاسم الذي صاغه بين العمارة التقليدية والتصاميم المستجيبة للبيئة.
قدم رفعت الجادرجي ، المهندس المبتكر والمصور ، مساهمات كبيرة في العمارة الحديثة في العراق ، كل ذلك مع تكريم التراث الثقافي الغني لوطنه.
كانت إحدى إنجازات الجادرجي الرئيسية هي قدرته على دمج عناصر التصميم التقليدية مع الحساسيات المعاصرة. لقد فهم أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية في مواجهة التحديث السريع، هكذا بث الجادرجي حياة جديدة في النسيج الثقافي العراقي. أصبحت مبانيه شهادة على القيمة الدائمة للتقاليد ، حيث قدمت مزيجًا متناغمًا من القديم والجديد.
لكن رؤية الجادرجي تجاوزت الجماليات. واعترف بأن العمارة يجب أن تستجيب لسياقها البيئي وتتصدى للتحديات الملحة للاستدامة. لقد أدرك حكمة وإبداع الماضي ، مدركًا أن أسلافنا قد طوروا حلولًا مستدامة تنسجم مع محيطهم الطبيعي. احتضنت تصميماته مبادئ التصميم السلبي(passive designs) والاستجابة البيئية. من خلال تسخير قوة التهوية الطبيعية وضوء النهار والعزل الحراري ، حققت مباني الجادرجي مستويات الراحة المثلى مع تقليل استهلاك الطاقة. دافع عن استخدام المواد المحلية والمستدامة ، ما قلل من البصمة الكربونية المرتبطة بالبناء. وبذلك سعى الجادرجي إلى إنشاء هندسة لم تكن مذهلة بصريًا فحسب ، بل كانت أيضًا مستجيبة للبيئة.
علاوة على ذلك ، لم يقتصر الوعي البيئي للجادرجي على المباني الفردية بل امتد إلى التخطيط الحضري/المدني أيضًا. لقد فهم أهمية إنشاء مجتمعات مستدامة وقابلة لتعزيز التفاعل الاجتماعي… مشجعة للمشي وتقلل الاعتماد على السيارات الخ… تشمل رؤيته ليس فقط الهياكل الفردية ، ولكن النسيج العام للبيئة المبنية ، مما يخلق مساحات نابضة بالحياة تتمحور حول الناس وتحترم التضاريس الطبيعية والنظم البيئية.
وبذلك، يمثل عمل الجادرجي مصدر إلهام ونداء للمهندسين المعماريين اليوم. في عصر أصبحت فيه آثار تغير المناخ واضحة بشكل متزايد.
نحن، كمهندسين معماريين ، لدينا مسؤولية عميقة. لدينا القدرة على تشكيل بيئتنا المبنية بطريقة تحترم تراثنا الثقافي وتحمي كوكبنا وتعزز نوعية الحياة للأجيال القادمة. لنأخذ الإلهام من إرث رفعت الجادرجي وننطلق نحو العمارة المستدامة التي تحترم التقاليد ، وتحتضن الابتكار ، وتتناغم مع الطبيعة. لتكن العمارة قوة قوية للتغيير الإيجابي ، وسد الفجوة بين الماضي والمستقبل.
الدكتور المعمار حبيب صادق
وقال رئيس جمعية الجادرجي للعمارة والمجتمع الدكتور حبيب صادق ان جائزة الجادرجي السنوية هي حدث يجب إنجازه من اجل تعليم العمارة في بلدنا ونتمنى ان يتجاوز انتاجنا المعماري كل المحرمات التي كانت تسقط مقولات جاهزة لها علاقة اليوم بأنماط الادارة السياسية في بلداننا العربية حتى لا ندعي ان المعماريين يغيرون العالم، بل يساهمون من خلال افكارهم في دعم قوى التغيير وفي دعم افكار التغيير.
أضاف: “انطلاقا من هنا باسمكم وباسم الحضور وبعد سنتين على رحيل المعمار العربي العالمي رفعت الجادرجي ومع وجود الصديق العزيز وشريك رفعت الجادرجي في مسيرته المعماريين انما في مسيرته الفكرية الاستاذ الزميل معاذ الالوسي، وفي الوقت نفسه لدي شعور عارم ان اللقاء الاخير لرفعت في الجائزة مع ريمون جبارة، واليوم نلتقي ونكرم وانه لشرف هذا النشاط ان نكرمها وتكرمنا الفنانة الكبيرة نضال الاشقر الذي كان لي شرف المرور بتجربة غنية معها شكل في مدينتنا فنا وحبا وفرحا مع الكبيرة فيروز.
التنافس هنا ليس بين جامعات بل بين مهندسين يطمحون لتقديم فكر رائد في بلدنا والجائزة تميزت في العالم العربي ولا تدعي الاستعراض وهذا لا يعني اننا لا نعترف بنشاطات أخرى مماثلة ولكن هذه الجائزة مبنية على الارتباط بقضايا بلداننا بالدرجة الأولى بكل تنوعها وبكل شبكاتنا الثقافية.
نحن لسنا صخرة صلبة واحدة نحن قطع لكننا قطعا جميلة جدا، انطلاقا من هنا تعزز هذه الجائزة مفهوم التعليم باعتباره خدمة عامة من اجل المجتمع والوطن وليس سلعة يتم عرضها في سوق ونسمع كثيرا من كل جانب وبيننا عميدنا وعميدتنا من الجامعة العربية ويكثر الحديث والخطابات اننا نلبي حاجة السوق، المعماريون ليسوا سلعة تباع وتشترى بل هم مفكرون في خدمة بلدانهم واوطانهم ومجتمعاتهم في خلق فضاءات الحياة التي تحكم سيكولوجيا البشر في علاقتهم مع حياتهم وهي مسألة جدية”.
لقد حدث من خلال الجائزة تحول كبير في الجامعات من خلال اخراج التعليم من خدمة السوق الى خدمة البلد والوطن والشأن العام، وتسليع العمارة ان نخرج من مفهوم العمارة باعتبارها سلعة خاضعة للعرض والطلب. العمارة الجيدة هي حق من حقوق الانسان والموطن بالدرجة الاولى في مشرقنا هذا وفي الدرجة الثانية على مستوى العالم العربي حتى لا يقال اننا نعمم فكرا على اعتبارنا انه لدينا ميزاتنا الطبيعية والجغرافية.
العمارة ليست سلعة وأنتم منتجون في فضاءات الحياة وهذه رسالة مؤسسة الجادرجي، يجب الا ترتبط العمارة في خدمة سلطة او رأسمال، لقد هيمنت النيوليبرالية على حياتنا ويشهد على ذلك فشلها حتى في نظام تأمين الحياة، المصارف كلها انهارت لم تعد المسألة مسألة لمن نبني، نحن بنينا لمصلحة الرأسمال المجرم في بلدنا لقد كنا ادوات لرأسمال المال وفي يد السلطة التي هتكت ستر هذا البلد. هذا ليس فقط في لبنان كذلك في العراق وسوريا وفلسطين.
زملائي الشباب اقول لكم اذا تعاطيتم مع التراث ليس بالعودة الى الماضي اتمنى عليكم ان تسعوا الى ان يكون التراث جزءا من مستقبلكم وليس ان نحتمي امام حيثيات الحاضر للاختباء في الماضي، ويجب ان نجعل حواضرنا اماكن للعيش الكريم وان تكون حقا عاما محميا بالقانون لكل مواطن في هذا البلد وان نسعى لانتاج عمارة تليق بنا وبثقافاتنا المتعددة.
المعمار معاذ الالوسي
ثم تحدث صديق رفعت الجادرجي ورفيق درته المعماري العراقي العربي معاذ الالوسي وقال اتحدث وكأن رفعت بيننا لقد حضرت المشاريع كلها، ثقوا وهو في قبره ممتن وشاكر على المستوى الذي ظهر بالمشاريع الانسان البيئة حتى الحصان كل المشاريع كانت فيالحقول التي كان يبتغيه من الجائزة بمستوى راق ورفيع ومحتشم وبمستوى يليق بنمط عيشنا. واليوم لا خاسر الكل كان فائزا واقول هذا الكلام بعد 60 سنة خبرة في العمارة. فهنيئا لكم بلغتكم وبشخصيتكم الراقية..
الفنانة والمؤلفة المسرحية نضال الأشقر
وتناولت الفنانة اللبنانية نضال الاشقر فقالت: إذا تخلف الفن المعماري فيكون أحد العوامل التي تتيشعر من خلاله الانسان بالتراجع المميت للجمال والقيم. والفن المعماري الذي يرثه الانسان عن الحضارات السابقة مكتشفا اسراره ومزاياه ويقوم المهندس المعماري بتجديده ودرس بيئته والعوامل الطبيعية حول تلك البيئة كالضوء والهواء والشمس والشجر وكل ما يحيطه كي يبني بيتا متناسقا مع الحاضر ومع الماضي دون ان يخدش محيطه بل يتناسق ويتناغم معه ويتآخى ويعمل له وباتجاهه، كل ذلك لا تنفر الطبيعة مما بناه وتحتضنه وتحبه تعيش فيه براحة وفرح وانسجام.
اضافت: انتم ايها المعماريون الاعزاء والاصدقاء تبنون بيوتنا ومدننا تساهمون في صقل طفولتنا وشخصياتنا وخيالنا. اذكر ان بيتنا حيث ولدت في ديك المحدي لم يكن بالظاهر الا بيتا عاديا بسيطا من طابقين، لكن طلته على الضيعة والنور الذي يدخله كنا نقفل ابوابه ليلا كان يحتضن اسرارنا وذكرياتنا فننام بهناء.
وتابعت: وتبقى “التتخيته” المكان الذي كنت التجأ اليه هاربة من الضجيج الصباحي، اوالقبو حيث كنت اختبيء بين خوابي الزيت والدبس والزيتون، واطلق مخيلتي واحلامي واخترع لي حياة مليئة بشخصيات موجودة او غير موجودة، حقيقية ام خيالية وقد يكون القبو والتتخيتة ما اطلق عنان حريتي وساهما في بناء شخصيتي.
كل ذلك لاقول لكم: لا تنسوا أنتم التتخيته والقبو في بنائكم الجديد. ورغم اني ولدت وعشت طفولتي الاولى في ذلك البيت غير ان والدي قرر ان يهب المكان الى عمتي كي تحوله الى مدرسة المغتربين، وانتقلنا الى بيت جديد كبير على الطريقة اللبنانية القديمة مع القناطر من الخارج والغرف الفسيحة من الداخل ويطل على شجر الصنوبر الكثيف.
وبالرغم من جمال بيتنا الجديد غير ان بيتنا القديم ظل في ذاكرتي اليومية وبقيت أشعر بأقدام صغار التلامذة يدوسون على ذاكرتي وقصصي واسراري القديمة التي حكتها بين القبو والتتخيتة.
وجاءت الحرب الاهلية فدمر بيتنا الجديد كليا، وهدمت معه آمالنا واحلامنا التي انت قد بدأت بالتكون من جديد وراحت كلها تحت الانقاض وفي الوقت نفسه هدموا مدينة بيروت كليا ومعها ايضا احلام ما حملته تلك المدينة الرائعة من تاريخ معماري مختلف ومتنوع. هدموا كل الاماكن التي شكلت ذاكرتنا المدينية وحبنا لها، وبقينا غرباء عراة.
وعندما بنوا بيروت من جديد شعرت ايضا بانقضاض وضيق لان العشوائيات التي بنيت ايام الحرب اعادوا بناءها لكن بشكل معاصر، فلم يتناغم البناء مع المدينة ام مع الانسان ام مع الموروث او مع مخيلتنا التي حملت فيها ازقة بيروت وشوارعها وسينماياتها والمقاهي القديمة وزوايا السندويشات والاهم من ذلك كله سوق الخضار وسوق الصاغة وسوق السمك وجلخ محل الطرابيش ومحال القماش والخياطين… ومسرح فاروق وكنت قد اصطحبت المسرحي البولوني الكبير غرووسكي كي يشاهد الاسكتشات الشعبية على طريقة المونولوغ المضحك وغناء على الطريقة المصرية ومشاهد من موليير باللهجة الدارجة وعندما ك ا نت تتوه احد المؤديات وتبدأ بالارتجال كان يقوم ممثل آخر بتذكيرها بأنهم يقدمون موليير للجمهور فتعود الممثلة الى قواعدها سالمة.
وكان المسرح كناية عن نسخة مصغرة لمسرح اوروبي يتوسط الاسواق وكان مسرحا ليليا شبه دائري ذو طابقين الطابق السفلي الذي يقدم الاراجيل والطابق العلوي الي يقدم البيرة والاراجيل والاستمتاع بالمشاهد المتتالية. هذا المسرح قضى بحريق كبير قبل ايام الحرب اللبنانية وظل المسرح الكبير
le Grand theatre خارج الاسواق على قيد الحياة وحى الآن. هذا المسرح الذي بني على شكل اوبرا غارنييه في باريس وزرته اواخر الحرب وكان نفس المؤدين الجمهور يحوم في المكان وكانت البرادي الكبيرة والديكورات والكراسي في مكانها ولو مع فوضى عارمة وكان للمسرح وما زال قبة تفتح وتغلق فوق الخشبة لادخال النور الى الداخل، بعدها قمت بحملة كبيرة لابقائه واعادة ترميمه وكان معاذ الالوسي من المعماريين الاوائل الذين ساعدوني لاعداد مشروع انقاذي لهذا المسرح وبقيت سنوات طويلة مع الكثير من الرفاق والصحافيين والمعنيين نناضل لابقاء هذا المسرح علما اساسيا فنيا ثقافيا لمدينة بيروت، لكننا فشلنا اكتشفت فيما بعد ان القيميين على مشروع بناء المدينة الجديدة يريدون ان يحولوه الى مطعم وملهى مسرح ليلي بدلا من ان يكون مسرحا وطنيا ومتحفا ومكتبة ومركزا لانطلاقة مدينتنا الحبيبة بيروت.
وختمت: “ايها المعماريون، انتم الذين ترسمون الحاضر مدنا لتصبح مستقبلا وتاريخا وحضارة، انتم مؤرخوا المدن تعطون الشكل والمضمون للامكنة والفضاءات والمساحات بذوقكم وعلمكم ومعرفتكم وحسكم المرهف. انتم الذين تشيدون المدن لتبقى وترسخ وتدوم، وتعطون وجها وهوية دامغة للامكنة لتشبه مكانها وزمانها، بحيث لكم ان تصحلوا هذا الخراب”.
نقيبة المهندسين في فلسطين مركز القدس
وشرحت باسم لجنة التحكيم نقيبة المهندسين – مركز القدس المعمارية ناديا حبش عمليات التقييم التي جرت للمشاريع المتقدمة مبدية ملاحظات اللجنة حول بعض المشاريع مشيرة الى ان عملية التقييم استغرقت يومين من دون مشاركة المتقدمين يعني تقييم بوسترات في اليوم الاول، بحيث كان هناك عرض للمشاريع والفكرة المولدة وكيفية الشرح الوافي والمهم للمشروع في اليوم الثاني. ولفتت الى انه في اليوم الثاني تبلورت فكرة بعض المشاريع التي لم تكن واضحة في اليوم الاول بحيث يجب ان يعبر البوستر عن التصميم بحذافيره فضلا لفكرة المشروع.
ونوهت بالمشاريع المتقدمة معتبرة ان كل مشروع له نكهته الخاصة تتعلق بالفكرة المشروع او بفهمه ومعالجة المشكلة واسلوب المعالجة المعمارية لهذا المشروع.لانه لا يجوز فصل الواقع الاقتصادي السياسي عن حلولنا المعمارية. ستواجهون مشاكل حقيقية بالمجتمع وستكونون جزء فعال في حلها ونحن نعمل ببيئة لها معاييرها وقوانينها وانظمتها وستكونون جزء من تعديل القوانين في حال تطلبت…
توزيع الجوائر
ووزعت شهادات المشاركة على كل الطلاب الذين قدموا مشاريعهم وعلى لجنة التحكيم التي اجرت تقييما للمشاريع بعد الاطلاع عليها..
بعد ذلك جرى توزيع الجوائز على الفائزين حول مشاريعهم من كليات العمارة في جامعات من لبنان
في المرتبة الأولى: فازت الطالبة غادة محمود سعد من كلية الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية عن مشروعها “إعادة صياغة مفهوم السكن الاجتماعي في التجمعات الفلسطينية. مجمع سكني في حي السكة – صيدا لبنان.
في المرتبة الثانية: فاز الطالب محمد فادي شميساني من الاكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة (ALBA) عن مشروعه: المركز المدني الفلسطيني: انسجام الاحياء الفقيرة مع المجتمع.
وفي المرتبة الثالثة: فاز الطالب لؤي محمود غزاوي من جامعة بيروت العربية عن مشروعه: مصنع طحالب البحر الحيوية.
وقد حاز على تنويه خاص كل من الطلاب المعماريين: جيسن ايلي قربان من كلية الفنون الجميلة – الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية عن مشروعه: إعادة احياء العلاقة بالساحل اللبناني “اكثر من مجرد موقع عقاري”.
-الطالبة المعمارية مريان كلود حبيب من كلية الفنون الجميلة – الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية عن مشروعها: النصب التذكاري الخاص بشهداء 4 آب ذكرى انفجار مرفأ بيروت.