رأي

وثق بالناس فخذلوه ووثق بالله فانتصر ..وفي اليوم العاشر سقط شهيدا (أحمد عياش)

د.أحمد عياش – الحوار نيوز

لولا ايمانه بالنصر وبصدق الابطال من ذرية الرسول محمد(ص) وبقدرته على التغيير ،لما امتطى جواده ولما رافقته عائلته ولما مشى الى جانبه احبابه واصدقاؤه وانصاره.
وثق بالناس فخذلوه.
وثق بالله فانتصر.
كل القادة الشرفاء خذلتهم الناس وكل القادة الشرفاء عاشوا في وهم التضحية من اجل الناس الا ان الناس تعشق الفوضى وتهيم بالسحر وتتمناه.
الناس تتمنى الثروات لا الموت من اجل مبدأ.
منذ نعومة اظفاره يتمنى الطفل ان يكون ساحراً او اميرا.
الخيبة من الناس أمرٌ طبيعي ،فالناس بالاصل كلمة لا تعني تجمعا للشرفاء.
الناس خليط من اشخاص جيّدين وسيئيين،انتهازيين ومنافقين وصادقين.
الا ان الصادق يتعثر في المسير لأنّ طحين خبزه حلال ولا يصمد بالهرولة الا المحتال الذي لا يفرّق بين حلال وبين حرام..
الناس تبحث بغريزتها عمن يحقق مطالبها كأفراد حتى ولو كيفما اتفق .
ان كانت الجنة مباحة للطيبين فاغلب الناس يرفضونها،يريدونها لهم فقط.
انه الانسان.
انها الناس.
عند الرحيل جاءه صديق وطلب منه التريّث وان كان لا بدّ من الرحيل، فليمضي بالفرسان وان يترك النساء والاطفال في المدينة.
رفض.
وثق بالناس فخذلوه.
وثق بالله فانتصر.
ظنّ ان الناس مثله لا تراوغ ولا تكذب وشجاعة.
الامر واضح له،الحق لا يشبه الباطل.
عندما وصل ارض المعركة واحاطه الجنود من كل ناحية رأى النهر يبتعد قليلا قليلا عنه،نظر الى السماء فوجدها تقترب بسرعة نحوه.
عرف النهاية .
قرر كتابة التاريخ بالدم.
في النهار جاءه رسول يطلب منه العودة والانسحاب.
في الليل نظر الى الاهل والاحباب والانصار واقترح عليهم اتخاذ العتمة ستراً لهم للاختفاء..جملاً.
اصرّوا جميعا على القتال.
وثقوا بالناس فخذلوهم.
وثقوا بالله فانتصروا.
عند قرقعة السيوف عرف ان رأسه سيقطع وان النساء ستسبى وان كل الذين صمدوا معه سيُقتلون وان الفاسد باق وان لا اصلاح في امّة جدّه وان الناس عادت لحبّ المال الحرام وتخلصت من حكاية وهمية اسمها المال الحلال، وان الناس عادت للغزو لتسرق ولتنهب ولتسبي ولتأخذ الجزية ،وتخلّصت من فكرة الدعوة الى المساواة والى العدالة والى التواضع والى التآزر والى الدعوة لتكاثر الحسنات .
بكى اسلام جدّه فقرّر انقاذ ما يمكن انقاذه كي لا يُقال يحصل كل هذا وهو حاضر و حيّ.
جنّتهم دنياهم وجنّته بعد الموت بطهارة في السماء.
عرف ان الناس عادت الى قبيلتها والى جاهليتها وتخلصت من فكرة الوحدة والاتحاد من اجل نشر افكار جديدة عن المال الحلال.
كل القصة مال حلال ومال حرام ،و رأسمال جمع من استغلال.
انتبه ان فكرة جدّه تبدّلت من وحي صادق يوحى به من السماء الى تفسيرات والى تأويلات والى اجتهادات انسانية،كل عالِمٍ يفتي كما تيّسر له من معلومات ومن فهم ومن تحليل ومن استيعاب ومن قدرة انسانية على التعبير.
منهم من اخطأ ومنهم من اصاب.
عرف انه لو بقي حيّاً لاتخذ الاشرار من حياته توقيعا لهم على صكّ فسادهم وعلى مسرح جرائمهم وعلى تزويرهم للاصالة، فحسم الامر على الاستشهاد ليكون توقيعه بالدم على صك اعتراض وتمرّد وبطولة ليشهد الزمن ان الانذال حضروا وقاتلهم بأهله كي لا يدّعي الاشرار يوماً انهم حضروا و صالوا وجالوا وعاثوا فساداً في بلاد العرب والاسلام ولم يجدوا في الامة أحداً ليردعهم.
قرر ان يوقظ ضميرا جماعيا لتبقى الشعلة متقدة.
و انتصر.
وثق بالناس فخذلوه.
وثق بالله فانتصر.
هل عرفتموه؟
لانكم عرفتموه من دون ذكر اسمه دليل اضافي ان الله لا يخذل عبده وان الله نصر شهيده الصادق .
من هنا ومن تحت شجرة رمّان محررة في حاروف، وجالسا على تنكة تاترا صدئة ومطعوجة اتابع كيف احتكر البعض الامام و ظنّوه لهم لوحدهم.
الحسين كأخته وكوالده وكجدّه لكل الاحرار في العالم.
آجركم الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى