المناورة تعزيز للسيادة.. أم تفريط بها؟(حسن علوش)
حسن علوش – خاص الحوار نيوز
شكلت المناورة العسكرية للمقاومة في جنوب لبنان مادة سجالية بين رأيين:
الأول اعتبرها تعزيزا للسيادة الوطنية ولقدرة لبنان على صون سيادته وأرضه، وتأكيدا على امتلاكه ورقة قوة يمكنه الإرتكاز عليها في مفاوضاته مع العدو بغية تحرير ما تبقى من أرض محتلة.
الثاني رأى فيها انتقاصا من سلطة الدولة المركزية وتكريسا لمنطق الدويلة على حساب الدولة.
بداية لا بد من الإشارة الى ثلاثة مرتكزات تشرّع المقاومة: دولياً والميثاق الأساسي للأمم المتحدة والذي يعطي الشعوب التي احتلت ارضها حق المقاومة. ومحليا هناك نص ميثاقي – دستوري يعطي الشعب اللبناني حق المقاومة (وثيقة الوفاق الوطني – اتفاق الطائف، يضاف اليها البيان الوزاري لهذه الحكومة ولمختلف الحكومات السابقة)، وبينهما النص الذي تبنته القمة العربية والتي انهت اعمالها مؤخرا في جدة وأقرت حق لبنان بإستكمال تحرير أرضه من العدو الاسرائيلي.
أمام هذا الإطار القانوني يصعب على منتقدي “المناورة” أن يجدوا سبباً منطقياً لموقفهم. والحقيقة أنه لا يوجد ما يبرر موقفهم، خارج سياق الموقف من قضية الاحتلال وعلاقته بالتوازنات الداخلية!ولا علاقة له بمركزية الدولة ولا بقوتها ولا بسيادتها.
لقد أضاف بعض المعترضين الى رؤيتهم القول بأن “المناورة” جاءت ردا على التفاهم الإيراني – السعودي، وهي رسالة الى “المملكة” تقول: إن التفاهم لن يغير شيئا على الأرض!
ربما تجاهلت الفئة المعترضة النص المتعلق بلبنان في “اعلان جدة”، والنصوص الأخرى المؤكدة لحق لبنان في المقاومة، لكنهم، على ما يبدو أنهم لم يقرأوا جيدا نص التفاهم الايراني السعودي.
من ضمن مرتكزات “التفاهم” عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكلا البلدين. ومن ضمنها أيضا ” الاتفاق على تعزيز التعاون في كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة”.
إنطلاقا من ذلك، تتقدم بعض الأسئلة البديهية:
- ما علاقة “التفاهم” بالمناورة الردعية للمقاومة؟
- ألا تعتبر ورقة المقاومة، كعنصر من عناصر القوة بيد لبنان، ضمانا للإستقرار في المنطقة، بعد التجارب السابقة والتي كان فيها لبنان عرضة للإستباحة لأن “المقاومات” السابقة لم تكن بهذا القدر من التنظيم والجهوزية؟
- كيف لدول تسعى لتكريس مبدأ عدم التدخل بشؤونها الداخلية أن تسمح لنفسها بالتدخل في أمر بهذا المستوى ،وهي تدرك بأن التجارب السابقة والتي استندت على بيانات عربية وقرارات دولية كان مصيرها سلّة المهملات الاسرائيلية؟
رغم طابعها الهجومي (اقتحام مستوطنة) فإن “المناورة” ردعية بإمتياز،وهي رسالة واحدة ط للعدو الوحيد دون سواه.
والشاطر من “المناورة” يفهم!