رياضة و شبابمنوعات

الدرس الأخلاقي العربي ..من المغرب الى العالم (أحمد عياش)

بقلم د.احمد عياش – الحوار نيوز

حسناً.. ففرحنا لمنتخب المغرب مبرّر ولو أنّه فرح العاب تبدأ وتنتهي، الا ان الرسائل الرياضية تحمل في طياتها دروسا في الأخلاق، والمغرب قرّر ان يكون المعلّم وان يطلق الدرس الأول للأخلاق لكل العالم.

ظنّ العالم ان الفرحة لا تأتي والتقدم لا يحصل الا بمواكبة حفلات التعرّي لأي منافسة ولأي تطوّر. فقد حضرت منتخبات رياضية مع مشجعات شبه عاريات كالعادة لتشجيعهم ،ما جعل المُشاهد المسكين يربط بين صورة الرياضي البطل كفحل ،وصورة المرأة شبه العارية كهدية وكإشارة بطولة.  الا ان العرب حضروا بالمرأة المحتشمة وحتى المحجبة وهنّ يهتفن للمنتخبات من القلب ،ما قلب المشهد و ما تسبب لتجار ترويج الموضة والجنس الرخيص والثقافة التدميرية ان يصابوا بالصدمة النفسية، إذ تبدلت الصور الأخلاقية الى حد ان يركض اللاعب البطل كي يقبل يد أمه المحجبة السمراء البشرة، بدل ان يقفز الى ثدي عشيقته العاري المترنح يمينا وشمالا في الملعب.

تبدلت المفاهيم و وصلت الصورة الناجحة.  فقد اكد الجمهور القطري والسعودي والتونسي والمغربي ان لا علاقة للتعري وللاغواء الرخيص بصنع اداء مميز وابتكار العاب جميلة .
انه الدرس الاخلاقي الاول لعالم متعب بافكار تجارية تبغي الربح، ولو على حساب تفكيك القيم وعلى حساب سحق ثقافات الشعوب.
كادت الشعوب المحافظة ان تقتنع ان اللا احتشام بالثياب وعرض تفاصيل الاجساد دليل حضارة.
خطأ ثقافي في العنوان.
واكثر..  فقد اكد الفريق السعودي بتغلبه على ميسي الارجنتين ان الجمل ليس دلالة عن تخلف الصحراء، واكد فريق تونس بتغلبه على فرنسا بلاتيني ان الدولة الافريقية العربية الصغيرة قادرة ان تطلب من الكبير المغرور ان يتواضع.  كما اكد المنتخب المغربي بفوزه على اسبانيا برشلونه ومدريد وعلى برتغال رونالدو ان بلدا لم يتفاءل بنجمة علمه الاحمر، اي احد قادر ان يؤكد ان زمن الاستعمار الرياضي واحتكار تجارة الفوز قد ولّى وان افريقيا والعالم العربي ليسوا فقط جغرافيا للصيد الرأسمالي الحرام.
بامكان لاعب لا يتقاضى أجراً عاليا ان يهزم رياضيا ذا اجر عال جعله الاعلام اسطورة في مكاتب الرهانات.
واكثر والاهمّ هو اكتشاف العربي لقلبه، إذ كان خجولا في بدايات المونديال في التعبير عن حبه وعن تضامنه مع منتخبات بلاده لخيباته المتكررة القاتلة ،فإذا به يكتشف انه عند اول بارقة أمل للنهوض خفق قلبه هاتفا:  فلتحيا السعودية، ولتحيا تونس، ولتحيا قطر وليحيا المغرب، وكيف لا وقد أثبتت الصور والمشاهد والاصوات كيف كانت الجماهير العربية كلها تقاطع وتشتم مراسلي العدو الاصيل في قطر وتصرخ:  فلسطين..  فلسطين..  لا للتطبيع لا للتطبيع.
الشعوب لا تؤمن بسياسة دولها ،كما ان لا شعوب مقاومة وشعوب عميلة الا بعقول التافهين، فكل شعب اصيل ويعرف تاريخه ويعرف عدوه الاصيل.
واكثر،
شاهد وسأل العالم كله عن سرّ هذا العلم الذي يرفعه كل عربي عند فرحته ،فكان الجواب هذا علم فاسطين.
الموت للعدو الاصيل.
واجمل درس اخلاقي ان من ظنوا ان الانحراف الجنسي المرضي المثلي اللواطي تعبير عن رقي الشعوب، قد رحلوا بخيباتهم وبتفاهاتهم الثقافية وبحماقاتهم العلمية الطبية مع منتخابتهم الى بلادهم.
رغم كل شيء.
ما زلنا بخير.
ما زال العرب بخير.
نحن بخير.
قادرون ان نعطي دروسا ايجابية للعالم.
تحية لابن عربي ولابن خلدون ولسان الدين الخطيب ولطارق بن زياد ولصقر قريش.
الى الامام.
المجد للفدائي العربي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى