ألغت شركات الطيران العالمية أكثر من أربعة آلاف رحلة طيران حول العالم الجمعة والسبت، منها حوالي ألف رحلة في الولايات المتحدة، جراء انتشار متحور أوميكرون الذي يسجل إصابات بمعدلات مرتفعة حول العالم، بالتزامن مع احتفالات الكريسماس.
وتزامن ذلك مع ما تكشف عنه الفحوص من وقوع إصابات بالعدوى بين أطقم الطائرات، أو إلزام أفراد تلك الأطقم بعزل أنفسهم.وتسجل الولايات المتحدة، مثل غيرها من دول العالم، ارتفاعا حادًا في أعداد الإصابات بكوفيد.
وعلى الرغم مما تشير إليه الأبحاث من أن أوميكرون أقلّ خطرًا من غيره من سلالات كورونا، يعرب باحثون عن تخوّفهم من أعداد الإصابات الهائلة الناجمة عن المتحور الجديد.
وتقول هالي بريسكوت الباحثة في جامعة ميشيغان الأمريكية: “عندما نسجل ملايين وملايين وملايين الإصابات المتزامنة، لا يتطلب الأمر نسبة كبيرة من هؤلاء المصابين لكي تنهار المستشفيات”.
وسجلت المملكة المتحدة رقمًا قياسيا جديدا بأعداد إصابات كوفيد يوم الجمعة، فيما أعلن متطوعون استعدادهم للمشاركة في حملة تطعيم خلال احتفالات الكريسماس، في محاولة للتقليل من آثار أوميكرون.
وفي أنحاء أوروبا، تتأهب الحكومات، كلّ بتدابيرها الخاصة، لمواجهة ارتفاع الإصابات. وقد جعلت السلطات في كل من إيطاليا وإسبانيا واليونان ارتداء الكمامة خارج المنازل إلزاميًا.
وفي إقليم كتالونيا، شمال شرقي إسبانيا، فرضت السلطات حظر تجوال ليليّ. وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، دخلت هولندا إغلاقا صارمًا.
أما في ألمانيا، فقد أعلنت السلطات اعتزامها فرْض حظر على التجمعات التي يزيد أفرادها عن عشرة أشخاص، فضلاً عن إغلاق الملاهي الليلية ابتداء من الـ 28 من الشهر الجاري، كما تقرر إلغاء حضور الجماهير في مباريات كرة القدم.
وفي البرتغال، أمرت السلطات بإغلاق الحانات والملاهي الليلية ابتداء من 26 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وفرض إلزامية العمل من المنازل حتى التاسع من يناير/كانون الثاني المقبل.
وفي جنوب أفريقيا، حيث تم التعرّف لأول مرة على متحور أوميكرون، أوقفت الحكومة عملية تتبّع الاتصالات لرصد انتشار عدوى كوفيد، باستثناء بؤر العدوى الخطيرة أو السجون.
وأعلنت وزارة الصحة في جنوب أفريقيا أن معظم سكان البلاد قد تعرّض الآن لفيروس كورونا، وعليه فإن استراتيجية التصدي ينبغي أن تتحول من الاحتواء إلى تخفيف الآثار عبر عدد من التدابير كالرقابة الذاتية، وارتداء الكمامة، والتباعد الاجتماعي.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت اعتزامها في 31 ديسمبر/كانون الأول الجاري، رفع قيود كانت فرضتها على السفر على جنوب أفريقيا وسبع دول أخرى في القارة السمراء بسبب مخاوف من متحور أوميكرون.
ومنذ الـ 29 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حظرت الولايات المتحدة الرحلات القادمة من كل من جنوب أفريقيا وبوتسوانا وزيمبابوي وناميبيا وليسوتو وإسواتيني والموزمبيق ومالاوي.
وحذر كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، أنتوني فاوتشي، من أن السفر إبان احتفالات الكريسماس من شأنه زيادة انتشار المتحور الجديد حتى بين أولئك الذين تلقوا تطعيما كاملا.
وفي غضون ذلك، وجد آلاف الأمريكيين خططهم الخاصة بالسفر في مهب الريح، في ظل إلغاء رحلات الطيران في أنحاء البلاد.
وأفاد موقع فلايت أوير بأن 689 رحلة طيران من وإلى الولايات المتحدة أُلغيت يوم الجمعة، وإلغاء أكثر من 700 رحلة يوم الكريسماس.
وعلى رأس شركات الطيران الأمريكية المتضررة، تأتي دلتا، ويونايتد إيرلاينز، وأمريكان أيرلاينز.
وقالت شركة يونايتد أيرلاينز (الخطوط الجوية المتحدة) إن تزايُد أعداد الإصابات الناجمة عن المتحور أوميكرون “أثر بشكل مباشر على أطقم الطيران والأشخاص المعنيين بإدارة العمليات”
وفي أستراليا، تضررت آلاف الرحلات الاحتفالية الجمعة، وألغيت أكثر من رحلة طيران داخلية من سيدني وملبورن إلى مدن أخرى.
زر الذهاب إلى الأعلى