قالت الصحف: اليوم مفاوضات الترسيم وغدا استشارات التكليف وبينهما تحركات مطلبية على وقع رفع الدعم!
الحوارنيوز -خاص
تتسارع التطورات في ملفات ترسيم الحدود البرية والبحرية مع العدو الإسرائيلي والتي تنطلق اليوم ،والإستشارات النيابية الملزمة التي تبدأ غدا، وفي كلا الملفين تحاول الصحف أن تتلمس الخواتيم في ضوء بعض المعطيات والمؤشرات والاستنتاجات، فما هي وفقا لإفتتاحيات الصحف اليوم؟
• صحيفة "النهار" عنونت:" يوم تاريخي للمفاوضات ومفصلي لتحرك الحريري" وكتبت تقول:" مع ان اللبنانيين اعتادوا منذ أشهر ظاهرة تزاحم التطورات والاستحقاقات والأزمات في بلدهم، يبدو التزامن الحاصل بين تطورات مصيرية مفصلية في الساعات المقبلة كظاهرة نادرة ربما لا تكون فصولها جارية بالمصادفة. ذلك ان هذا اليوم بالذات سيدخل في رزنامة المواعيد التاريخية محطة تفاوضية غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية بما يعنيه ذلك من دلالات وتداعيات وانعكاسات على لبنان، ولو ان المعطيات الموضوعية والسوابق التفاوضية تحتم ترقب مدة طويلة من المفاوضات ومراسا صعبا وشاقا من التعقيدات في الجولات التفاوضية.
وللمصادفة أيضا فان هذا اليوم أيضا يفترض ان يشهد حسما لجهة تقرير مصير المحاولة المتقدمة التي بادر اليها الرئيس سعد الحريري منذ طرح الاستفتاء السياسي الواسع على مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كأساس لتشكيل الحكومة الجديدة التي اعلن انه مرشح طبيعي لترأسها. ولعل المصادفة أيضا وضعت في موازاة هذين التطورين البالغين الأهمية تحركا اجتماعيا احتجاجيا ينذر بتحول البلاد كرة ثلج ثائرة عشية احياء الذكرى السنوية الأولى لانتفاضة 17 تشرين الأول 2019 بعد أيام قليلة بعدما انفضح المشهد الكارثي في البلاد بين مواطنين يعانون أسوأ ما عرفه وعاشه شعب في العالم من الفواجع والازمات والانهيارات المتعاقبة الكارثية فيما طبقته السياسية عادت تلهو بمطالبها التافهة ومحاصصتها الفاسدة واتجاهاتها البائسة على رغم كل الاهوال التي تضرب البلاد.
هذا الانكشاف السياسي المخيف برز بكل فضائحه سواء في الانقسامات التي برزت في الساعات الأخيرة بين الحكم والحكومة المستقيلة نفسها حول المفاوضات التي اثارت نزاع صلاحيات بين بعبدا و"سرايا حسان دياب" او بين بعبدا وحليفها "حزب الله " نفسه في موضوع تركيبة الوفد المفاوض. اما الفضيحة الأخرى الأكبر والاسوأ فهي ما أبرزته الطبقة السياسية في شأن الاستحقاق الحكومي من سقوط متجدد في حفرة المصالح الخاصة والمطالب الفئوية وتصفيات الحسابات الضيقة الأفق وكأن البلد لا يعاني السقوط النهائي في أسوأ واخطر وأكبر انهياراته ما لم تتشكل حكومة إنقاذيه في اسرع وقت تنقذه أولا من هذه السياسات المدمرة.
مفاوضات الناقورة
اذا تتجه الأنظار اليوم الى مقر قيادة قوة "اليونيفيل" في الناقورة الذي يستضيف حدث انطلاق المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية غير المباشرة برعاية الأمم المتحدة ومشاركة الولايات المتحدة كوسيط مسهل للمفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية علما ان مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر سيحضر هذه الجلسة كما سيبقى يوما إضافيا في بيروت لاجراء بعض اللقاءات السياسية. وفيما عقد اجتماعان تحضيريان في قصر بعبدا عشية الجولة الأولى من مفاوضات الناقورة أحدهما بين رئيس الجمهورية ميشال عون وممثل الأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش والآخر للوفد المفاوض بحضور وزيرة الدفاع زينة عكر وقائد الجيش العماد جوزف عون خصص للتوجيهات التي قدمها الرئيس عون للوفد المفاوض، برزت معلومات عن تصاعد استياء "حزب الله" من تطعيم الوفد المفاوض العسكري التقني بعضوين مدنيين بما اعتبره الحزب التفافا على الاتفاق الإطار للمفاوضات وبانه نتيجة تدخل أميركي خدمة لإسرائيل. وعلمت "النهار" ان الثنائي "امل" و"حزب الله " كانا على تواصل امس مع رئاسة الجمهورية وعبرا عن عدم ارتياحهما لضم مدنيين الى الوفد بعدما صرفا النظر عن اصدار بيان علني في هذا الصدد.
اما الجانب السلبي الاخر الذي برز عشية افتتاح المفاوضات فبدا عبر تفاقم الخلاف حول الصلاحيات التفاوضية بين رئاسة الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب الذي كان اتهم بعبدا بمخالفة الدستور. وردت رئاسة الجمهورية على دياب امس من دون ان تسميه لافتة الى ان رئيس الجمهورية لم يتول الى حينه عقد أي معاهدة دولية او ابرامها لكي يصار الى الاتفاق في شانها مع رئيس الحكومة وإذ ذكرت بانها الجهة المختصة الوحيدة بتولي التفاوض اعتبرت "كل كلام آخر كلاما تحريفيا للدستور الهدف منه اما التضليل او اضعاف الموقف اللبناني في اللحظة الخاطئة".
الحريري ام ..المجهول ؟
اما في ملف الاستحقاق الحكومي فيمكن القول ان الساعات المقبلة ستتسم بأهمية حاسمة لجهة رسم خريطة الاتجاهات حيال إعادة تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة وفق المبادرة الفرنسية والتوافقات الداخلية على تنفيذ آليات وضعها الحريري واطلع عليها المسؤولين والقوى السياسية او فشل المبادرة التي اطلقها وتولاها بنفسه. واستنادا الى نتائج اليوم الأول من جولة وفد "كتلة المستقبل" الذي ضم النواب بهية الحريري وسمير الجسر وهادي حبيش بالإضافة الى مواقف سياسية أساسية أطلقت، يبدو ميزان الاحتمالات السلبية والإيجابية حياله في نقطة وسطية يصعب معها الجزم بما سيقرره الحريري في نهاية اليوم الثاني من جولة الوفد المستقبلي اليوم. ذلك انه في خانة الإيجابيات سجل موقف رئيس تيار المردة سليمان فرنجية المؤيد بقوة لتولي الحريري رئاسة الحكومة الجديدة كما سجل استعداد إيجابي لدى كتلة نواب الطاشناق لمصلحة الحريري. وبرزت اتصالات ووساطات بين المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي لتبريد التوتر الذي ساد علاقتهما عقب الحديث الأخير لرئيس التقدمي وليد جنبلاط بما يمكن معه إعادة احياء قنوات التشاور بينهما. وستتجه الأنظار اليوم الى موقف "حزب الله" الذي سيلتقيه وفد "المستقبل " بعد الظهر بعد ان يلتقي قيادة "التيار الوطني الحر" قبل الظهر. ولكن النائب جبران باسيل ارسل موقفا سلبيا قاطعا من تحرك الحريري عشية موعد لقاء ميرنا الشالوحي مع وفد المستقبل . في اول تحرك علني له بعد شفائه من إصابته بكورونا حمل باسيل في كلمته في ذكرى 13 تشرين الأول على الحريري فقال "ليس على علمنا ان الرئيس ماكرون عين ناظرا او مشرفا عاما على مبادرته ليقوم بفحص الكتل النيابية ومدى التزامها مبادرته. وفي كل الأحوال من يريد ترؤس حكومة اختصاصيين يجب ان يكون هو الاختصاصي الأول او يزيح لاختصاصي ومن يريد ترؤس حكومة سياسيين حقه ان يفكر بذلك اذا كان هو السياسي الأول. ومن يريد ان يخلط بين الاثنين يجب ان يعرف كيف يعمل الخلطة ولكن بلا تذاك وعراضات إعلامية ".
وبعد لقاء وفد المستقبل مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب مساء، أعلنت النائبة الحريري ان جعجع اكد تأييده المبادرة الفرنسية والإصلاحات ونفت ان تكون زيارة الوفد لاستباق الاستشارات او لبحث التكليف. وعن موقف باسيل قالت غدا (اليوم) نجتمع به .
وفيما ترددت معلومات عن احتمال إرجاء الاستشارات النيابية الملزمة المقررة غدا الى موعد لاحق في حال تبين ان ثمة حاجة الى مزيد من الاتصالات والمشاورات، أفادت معلومات قريبة من بيت الوسط ان الحريري ليس في وارد عقد مزيد من اللقاءات ولن ينتظر الى ما بعد الخميس ولن يقبل ان يكون تحركه سببا لإرجاء الاستشارات بما يعني انه سيحسم موقفه في الساعات المقبلة بناء على نتائج التحرك لانه وضع خريطة طريقة واضحة لا تحتاج الى وقت إضافي لبت المواقف منها. وتحدثت مصادر سياسية مطلعة عن نقطتين أساسيتين يفترض بتهما خلال الساعات المقبلة وهما الموقف النهائي للرئيس الحريري من اشتراط الثنائي الشيعي تسمية وزرائه في الحكومة الجديدة وكذلك موقف الرئيس عون المتحفظ عن ترؤس الحريري حكومة اختصاصيين وفي حال بتهما إيجابا سيكلف الحريري غدا على رغم كل المواقف السياسية الأخرى الرافضة لتكليفه .
• صحيفة "اللواء" عنونت:" كمين باسيل للإستشارات: إرجاء أو أزمة تكليف وتأليف؟ وكتبت تقول:" بين اليوم الأربعاء، "يوم الغضب الشعبي" وغداً الخميس، يوم الفصل، في الاستشارات النيابية الملزمة لإعادة تسمية الرئيس سعد الحريري رئيساً مكلفاً لتأليف حكومة، يبدو ان دونها صعوبات، ليس أقلها، تساؤلات، واشتراطات، التيار الوطني الحر، سواء في ما إذا الحريري مفوضاً سامياً، ووصياً على مبادرة الرئيس ايمانويل ماكرون، يدخل المشهد اللبناني اياماً فاصلة، في الـ72 ساعة المقبلة، وعلى بعد ساعات قليلة من حلول الذكرى السنوية الأولى لانتفاضة 17 ت1..
فعلى الأرض اليوم حدثان، عمالي ودبلوماسي، فالاتحاد العمالي العام، واتحادات النقل البري في بيروت، والمناطق كافة دعت إلى اعتصام من الثامنة حتى العاشرة، وتسيير سيّارات عمومية وخصوصية وشاحنات، في إشارة رمزية اعتراضية، على رفض رفع الدعم عن المحروقات والخبز والدواء.
وفي الناقورة، عند الحدود الجنوبية الغربية للبنان، تنطلق مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في حدث نادر برعاية الأمم المتحدة، ووساطة أميركية، تعيد إلى الذاكرة مفاوضات 1983، ولكن بخلفيات مختلفة تماماً، فلا المفاوضات لشيء سوى تحديد جغرافيا ثروات النفط والغاز في مياه لبنان الإقليمية، ولا لأي شيء آخر، وسط مخاوف من فخ إسرائيلي، قد يحول دون انعقاد الاجتماع الأوّل اليوم، ما لم يتم تدارك محاولات تل أبيب الايحاء بالمعاني السياسية والدبلوماسية لوفد تل أبيب..
بالتزامن، تسجل أوّل زيارة لمسؤول لبناني إلى الولايات المتحدة هو المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي زار عين التينة، والتقى رئيس مجلس النواب نبيه برّي قبل سفره اليوم.
وكشفت مصادر سياسية لـ"اللواء" ان الرئيس سعد الحريري سيتخذ خطوته الثانية المرتقبة بعد التحرك الذي بدأه لاخراج الوضع السياسي من جموده المطبق والمباشرة بعملية الانقاذ على اساس التزام جميع الاطراف بدعم وتأييد تنفيذ المبادرة الفرنسية مساء اليوم بعد أنتهاء جولة الإتصالات والمشاورات التي بدأها منذ يومين مع الرئيسين ميشال عون ونبيه بري شخصيا، فيما تولى امس وفد من كتلة المستقبل النيابية مواصلة هذه الاتصالات بزيارات لرؤساء الكتل النيابية في مقراتهم وشملت المردة والطاشناق والقوات اللبنانية على ان تستكمل اليوم بلقاءات مع تكتل لبنان القوي وكتلة الوفاء للمقاومة والآخرين، بعدها يتم اجراء تقويم ودقيق ومتان لمواقف كل هؤلاء من طرح الرئيس الحريري لاعتماد المبادرة الفرنسية كمنطلق لتشكيل حكومة انقاذ من اخصائيين للمباشرة بعملية انقاذ لبنان من الانهيار على اساسها. واذ لاحظت المصادر بان الجولة الاولى للمشاورات التي اجرتها كانت مشجعة وايجابية لجهة إبداء من شملتهم الجولة، تاييدهم لتحرك الرئيس الحريري للانقاذ واستمرار دعمهم للمبادرة الفرنسية، دعت لاستكمال الاتصالات اليوم ليبنى على الشيء مقتضاه.
كمين عوني
على ان الأخطر، في هذه الأجواء الممتدة على مسافة التفاؤل الحذر والتشاؤم المغالى به، ما وصف بأنه "كمين عوني" محكم نصبه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في مناسبة 13 ت1، الذكرى الثلاثين لسقوط "حكم العماد ميشال عون كرئيس لحكومة الثلاثة جنرالات"، من لون واحد، بعد انتخاب النائب الياس الهراوي رئيساً للجمهورية، وعشية زيارة وفد كتلة نواب المستقبل التي تضم النواب: بهية الحريري وسمير الجسر وهادي حبيش إلى ميرنا شالوحي، للقاء كتلة لبنان القوي في إطار جولة على الكتل تنتهي اليوم على الارجح..
وقالت مصادر مطلعة على موقف تكتل لبنان القوي لـ"اللواء" ان خطاب باسيل لا يشي ان تسمية الرئيس الحريري في الجيب وهناك انتظار للقاء الذي قد يعقد بينهما والتوافق على شكل الحكومة والمنحى. ورأت ان لا خلاف على المبادرة الفرنسية. وقالت ان الحريري لفت الى ان الخميس هو يوم مفصلي ولم يطلب تأجيل موعد الأستشارات..
ورأت انه ليس مؤكدا ان تكتل لبنان القوي سيسميه ان لم يكن هناك اتفاق على شكل الحكومة ووجهتها وطبيعتها.
واوضحت ان الفيصل هو يوم الأستشارات ملاحظة انه لا يمكن للحريري استثناء نفسه من الطبقة السياسية التي حكمت ويقول انه المنقذ.
واكدت ان وضع الحريري للشروط المسبقة حول حكومة من اختصاصيين لا سياسيين فيها قد تشكل عائقا معتبرة ان بإمكانه ان يرفض اذا لم يكن قادرا على التفاهم مع فريق عمل. وسألت عن الخيارات، اعتذار أو افشال المبادرة الفرنسية او تأليف كما يريد.
الى ذلك افادت مصادر مطلعة لـ"اللواء" ان أي تأجيلاً للاستشارات فذاك سيكون تأجيل ضامناً أي ان رئيس مجلس النواب يضمن لرئيس الجمهورية ان هناك حاجة الى يومين او اكثر لأن هناك عملا حول موضوع معين او صيغة او حتى على المبادرة.
• صحيفة "الاخبار" عنونت:" ترسيم الحدود: الوفد اللبناني بلا شرعية" وكتبت تحت هذا العنوان:" جهّز العدوّ الإسرائيلي أوراقه، وأسلحته، لبدء التفاوض مع لبنان، في الناقورة، اليوم، برعاية الأمم المتحدة. قرب الحدود مع فلسطين المحتلة، وفي منزل كان سابقاً لأحد العملاء وصار في عهدة الكتيبة الإيطالية في اليونيفيل، ينطلق التفاوض غير المباشر، بحضور الوسيط الأميركي. والأخير، هو السلاح الأقوى في ترسانة العدوّ التفاوضية. وقبل الوصول إلى الناقورة، كان العدو قد وضع استراتيجيته، ودرس خططه، وبدأ إطلاق النيران التمهيدية. في البداية، فرض رفع مستوى الوفد المفاوض من تقني إلى سياسي. ثم بدأ الترويج لطبيعة المفاوضات، ونتائجها، ورؤيته لعراقيلها، مانحاً نفسه صفة مخلّص لبنان من أزمته الاقتصادية التي يريد "أعداء إسرائيل" لها أن تستمر.
في المقابل، يمضي لبنان إلى التفاوض بوفد منزوع الشرعيّة، دستورياً، وسياسياً، وتقنياً. رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أصدر بياناً أول من أمس رأى فيه أن قرار تأليف الوفد، من قبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مخالف للمادة 52 من الدستور، التي توجب الاتفاق مع رئيس الحكومة خلال التفاوض لعقد المعاهدات الدولية وإبرامها. وفيما تردّ مصادر الرئاسة بأن التفاوض بشأن الحدود لن يولّد معاهدة دولية، يصرّ رئيس الحكومة على موقفه. في مطلق الأحوال، نزع دياب الشرعيّة الدستورية عن الوفد. وسانده في موقفه أمس "الناطق باسم نادي رؤساء الحكومة السابقين"، فؤاد السنيورة، لجهة اتّهامه عون بمخالفة الدستور، "وتحديداً المواد 52 و54 و60". كلام السنيورة استدعى رداً من رئاسة الجمهورية، التي أصدرت بياناً كررت فيه "أننا لسنا بصدد معاهدة دولية مع إسرائيل، تعني ما تعنيه على صعيد التطبيع والاعتراف"، وبالتالي، فإنّ تأليف وفد التفاوض لا تنطبق عليه المادة 52 من الدستور.
سياسياً، وبعد مفاوضات "سريّة" في الأيام الماضية، ومشاورات بين حزب الله والنائب جبران باسيل، مباشرة وبالواسطة، وبعد اتصال أجراه رئيس مجلس النواب نبيه بري بعون، بقي الأخير وباسيل متمسكين بموقفهما. كان ثنائي حزب الله وحركة أمل يطالب بالحفاظ على الطبيعة التقنية للوفد اللبناني المفاوِض، وحصره بضباط الجيش، استناداً إلى تجارب التفاوض غير المباشر السابقة بين لبنان والعدوّ، منذ لجنة تفاهم نيسان عام 1996، وصولاً إلى اللجنة الثلاثية التي تجتمع دورياً منذ عام 2006، في الناقورة، وتضمّ الجيش اللبناني واليونيفيل وجيش الاحتلال. وحذّر الثنائي من رفع مستوى تمثيل لبنان في الوفد، كما من عدم الاعتراض على رفع العدو لمستوى تمثيله، إضافة إلى وجوب عدم منح العدوّ "صوراً تطبيعية"، كالتقاط صورة تذكارية تجمع الوفود. أما عون وباسيل، فأصرّا في المقابل على وجود مدنيّين في الوفد. تراجع عون عن إرسال المدير العام لرئاسة الجمهورية، أنطوان شقير، للمشاركة في الجلسة الافتتاحية، لكنه تمسّك بمشاركة الخبير نجيب مسيحي، وعضو هيئة إدارة قطاع النفط وسام شباط في الوفد. وبعد وصول المشاورات بين الجانبين إلى حائط مسدود، ليل أمس، أصدر حزب الله وحركة أمل بياناً فجر اليوم، طالبا فيه بإعادة النظر في تركيبة الوفد.
سياسياً، نُزِع غطاء الإجماع اللبناني عن التفاوض.
أما تقنياً، فمن غير المفهوم بعد سبب الإصرار على وجود المدنيّين في الوفد. موقف الخبير نجيب مسيحي مطابق لموقف العقيد مازن بصبوص. وسبق أن أعدّا معاً دراسة تفيد بأن حصة لبنان البحرية الجنوبية أكبر من تلك التي كان يطالب بها في السنوات الماضية، ما يعني أن وجود أحدهما كافٍ. أما شباط، فهو الذي لا داعي لوجوده، لا من قريب ولا بعيد، لأن التفاوض هو على ترسيم حدود لا على تقاسم ثروة من النفط أو الغاز. التبرير الوحيد هو إصرار باسيل على مشاركة شخص محسوب عليه مباشرة يمكّنه من ضمان باب للتواصل مع الأميركيين، من جهة؛ ومن جهة أخرى يؤمّن به "التوازن الطائفي في تركيبة الوفد، فيصبح مؤلفاً من مسلمَين ومسيحيَّين"!
وعشيّة المفاوضات، ترأس عون، في حضور وزيرة الدفاع زينة عكر وقائد الجيش العماد جوزيف عون، اجتماعاً للوفد المفاوض. وقال عون إن المفاوضات "يجب أن تنحصر في مسألة الترسيم، على أن تبدأ المفاوضات على أساس الخط الذي ينطلق من منطقة رأس الناقورة براً والممتدّ بحراً، استناداً إلى تقنيّة خط الوسط من دون احتساب أيّ تأثير للجزر الساحلية التابعة لفلسطين المحتلة".