ثقافة

المرتضى خلال العرض الاول لفيلم “يانال” : نحن شعب يواجه الحياة القاسية بفرح الإبداع كما يواجه المقاومون الموت بفرح الشهادة

 

رعى وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى إفتتاح فيلم “يانال “للمنتج  اللبناني أمير فواز (فينيسيا بيكتشرز) ومشاركة عدد كبير من الصحافيين والإعلاميين اللبنانيين والشخصيات الفنية والإجتماعية اللبنانية.
العرض الأول لفيلم “يانال” الذي كتبه وأخرجه وقام ببطولته الفنان الشاب جاد أبو علي. وعلى السجادة الحمراء في حفل الإفتتاح، صرح جميع المشاركين في الفيلم من نجوم وممثلين وتقنيين، بآرائهم وتعليقاتهم ومشاعرهم تجاه هذا الفيلم الذي يحظى برعاية خاصة من الجميع، كونه تجربة الممثل جاد أبو علي الأولى في الإخراج، وكونه يأتي في ظل أزمات متلاحقة في لبنان والشرق الأوسط، وكونه يعتبر تحديا للظروف، وهو ما أكد عليه بإعجاب وزير الثقافة، ومنتج الفيلم. حيث إتفق الجميع، على أن هذا التحدي الفني لدوام حركة الإنتاج في لبنان يستحق التشجيع والإعجاب والدعم .

فيلم “يانال” يتناول قصة شاب طموح، ينشغل بمرضه النادر، والذي يجعله يعاني الأمرين في علاج نفسه في ظل أزمة فقدان الدواء وانقطاع الكهرباء… ثم تظهر في حياته قصة حب! وهنا، تتغير سيرة حياته، وتتعقد أموره … كيف سيتعامل مع ظروفه؟ وماذا سيكون الحل من وجهة نظره؟ هنا تكون العقدة التي سنعرف كيف تصرف يانال، وكيف ساعدته صديقته “دهب” التي أدت الفنانة ليليان نمري دورها ببراعة وتفرد.

وقد حضر العرض الأول أكثر من ستمائة شخصية فنية وإعلامية ونقابية، حيث حضر نقيب الفنانين اللبنانيين، ونقيب الموسيقيين ومحترفي الغناء في لبنان. بالإضافة الى حشد من الصحفيين والنقاد الفنيين وممثلي المحطات التلفزيونية اللبنانية والعربية، والمواقع الألكترونية.

وقد فتحت إدارة “غراند سينما” ثلاث صالات من صالاتها لاستقبال المدعوين، على أن يبدأ استقبال الجمهور إبتداء من 21 كانون الأول(ديسمبر) 2023 لعموم جمهور السينما.

المرتضى
قبل البدء بالعرض، قدم الزميل الدكتور جمال فياض وزير الثقافة  القاضي محمد وسام المرتضى، ورحب به شاكرا له رعايته وحضوره للعرض الخاص للفيلم، وألقى الوزير المرتضى كلمة جاء فيها: :
ليس شيء أدعى للحيرة والروية لدى أي إنسان، من حديثه في كتاب لم يقرأه، أو فيلم لم يشاهده، أو موضوع لم يكن تناهى إليه. فالأمر قد يضطره حينذاك إلى تعمل قول أو تعمد تعميم، حتى ليخرج بالخطاب عن سمت المناسبة. لكن من عادتي دائما أن أقبل مثل هذا الحرج، متحديا فيه نفسي أولا، لا سيما متى كانت الدعوة صادرة من أصدقاء كما هي الحالة في هذا اللقاء.
 
على أن الفيلم الذي سنطلق الليلة عرضه الأول، كما يبدو من النبذة الإعلانية التي تروج له، يتناول هو أيضا قضية التحدي: تحدي الوباء بالحرية، والضائقة المعيشية بالحب، والسر بالأمانة، والواقع بالخيال، حتى انتصار الحب أو هزيمته في آخر المطاف، لا أعلم، فهذا ما ستكشفه الخاتمة. لكن أسئلة كثيرة تتبادر إلى الأذهان، أولها: من أين يأتي هذا الإصرار اللبناني على الإبداع برغم جميع الظروف الخاصة والعامة المانعة، أو المثبطة في أحسن الأحوال؟؟ وكيف تظل الثقافة، والفن السابع تخصيصا، عنوانا دائما لبث الوعي في عقول الناس حول المسائل الاجتماعية والوطنية والإنسانية الشائكة؟؟ وماذا علينا أن نعمل لنرتقي بالعمل السينمائي اللبناني إلى مراتب أعلى فأعلى، حتى التألق العالمي؟ وما دور المبدعين من ممثلين ومخرجين ومصورين، وكتاب وسواهم في ذلك؟؟”.

وتابع المرتضى:أنا بالطبع لن أجيب على هذه الأسئلة. فالأمر بحاجة إلى دراسات معمقة لا يستوعبها خطاب قصير. لكن حسبي أن أؤكد أن وزارة الثقافة الواعية لمسؤوليتها في حفظ الحرية ومواكبة الإبداع وتشجيع المبدعين، مؤمنة بأن مرتكز النجاح الأول في الفن، هو أن يكون معبرا عن الهوية، فينطق بلسان الشعب في مواجهة واقعه وبناء مستقبله، على أساس القيم التي راكمها عبر العصور. وأما المرتكز الثاني فهو أن يمارس الفن دور الناقد والمصحح للمسارات الخاطئة في السياسة العامة كما في فهم العادات والتقاليد وتطبيقها. وأما رأس النجاح، فعندما يتحرر الإبداع من كل مكبلات الشكل والمضمون، وينطلق في فضاء الحرية كما النسور صوب القمم، لكي يبتني في المجهول عوالم جديدة يوقع خرائطها بحبر هويته وقيمه غير المستعارة من أحد.

ويبقى سؤال تقليدي ينصب، منذ خمسة وسبعين عاما، علامة استفهامه أمام أعيننا وأعين الأجيال التي سبقتنا وهو: هل يجوز أخلاقيا أن نفرح بمشاهدة الكوميديا ونضحك فيها، والحرب دائرة حولنا وعند حدودنا؟؟ جوابي الأكيد نعم. فأعداء الإنسانية الذي يمعنون قتلا وتدميرا، ومجازر إبادات، يريدون لنا أن ننصرف عن غدنا وأن نتلهى فقط بأوجاع يومنا وجراحه العميقة. لكننا شعب، نواجه الحياة القاسية بفرح الإبداع، كما يواجه المقاومون الموت بفرح الشهادة، عارفين أن النصر سيكون في النهاية للحق الذي هو إلى جانبنا، أو نحن إلى جانبه، وأن الباطل دائما إلى زوال، طال الزمان أو قصر”.
 
وختم المرتضى بتهنئة جميع القائمين على هذا العمل، “من أوله إلى آخره، وأشد على أيديهم وأتمنى لهم التوفيق والنجاح فيه، وفي كل أعمالهم الآتية إن شاء الله”.
 
المنتج
ثم ألقى المنتج أمير فواز كلمة شكر فيها الوزير لرعايته وحضوره، وشكر الإعلام والصحافة والحاضرين، وقال: “شكرا معالي الوزير محمد وسام المرتضى، لتشجيع كل عمل فني وثقافي لبناني، بكافة الوسائل المتاحة لكم، رغم صعوبة الظروف التي نعرفها معا ..
ورغم صعوبة الظروف، نحن نصر على العمل، على الإجتهاد لإبقاء لبنان في صدارة الواجهة الفنية والثقافية، العربية والعالمية”.
 
وتوجه الى الوزير:” حضوركم يا معالي الوزير بالنسبة لنا، سند، ودعم وتكريم لنا … فشركتنا، التي هي إستمرار لجهود الجد في عالم السينما (شركة فواز إخوان) تعود للمشاركة في تقديم لبنان الفن والحضارة والثقافة، وستكون أقوى، بدعمكم ودعم الإعلام والصحافة ، التي كانت وما زالت تدعمنا نحن الذين نراهن بإنتاجنا السينمائي والدرامي، على أن لبنان ، هو أحد أوائل الرواد في هذا الشرق… الشرق المتعب بالمشاكل والأزمات … والمصر على الإستمرار والقيامة من كل هذه الأزمات”.
 
وختم :”شكرا لكم، وأتمنى لكم مشاهدة ممتعة في فيلم “يانال” الذي أشكر كل فنان ساهم في إنتاج هذا العمل الجميل، بدءا من مخرجه وكاتبه الفنان جاد أبو علي، والأسرة الرائعة من النجوم، وحتى آخر عامل تقني فيه”.والحكم … بعد المشاهدة !!(بس ما تقسو علينا كتير)”.
 
ثم بدأ عرض الفيلم، حيث أبدى أغلب الحاضرين إعجابهم بالفيلم والقصة المميزة، وبأداء الممثلين الشباب فيه.

جدير بالذكر، أن المنتج أمير فواز، كان قدم مؤخرا فيلم “هردبشت ” الذي لاقى نجاحا عند عرضه في الصالات. وهو منتج وموزع سينمائي، ووريث شركة إنتاج وتوزيع سينما عربية عريقة هي شركة “فواز أخوان” التي أنتجت ووزعت في الستينات والسبعينات من القرن الماضي عدد كبير من الأفلام السينمائية اللبنانية، واللبنانية المصرية المشتركة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى