2019 عام التسامح الإماراتي: مَن يسامح مَن؟
مَن يسامح مَن؟
استوقفني ما تناقلته مؤخرا وكالات الأنباء لتصريحات مسؤولين إماراتيين محتواها ان دولة الإمارات أعلنت عام ٢٠١٩ عام التسامح انطلاقا من انها دولة محبة للسلام وتعبيرا عن تراث ثقافي مع احترام المعتقدات والتشجيع على الحوار واحترام الرأي والرأي الاخر…
عام التسامح!
كلام جميل بل ومطلوب في هذه الفترة حيث يشهد العالم والمنطقة العربية على وجه الخصوص حروبا طاحنة وتدخلات في الشؤون الداخلية، تشهد اقتتال يقوم على أسس دينية /طائفية احيانا او إثنية وعشائرية في احيان اخرى. حروب وتدخلات تؤدي الى موت اطفال وترمل نساء …الى تهديم البنى التحتية لتلك البلدان واخيرا وليس آخرا هجرة او تهجير ملايين السكان في مختلف اصقاع الارض.
عام التسامح!
التسامح مطلوب بل وضروري، مثله مثل أهمية استخدام الحوار واعلاء صوت العقل مكان اصوات الرصاص. نقول ذلك وفي القلب غصة. ذلك ان الإمارات التي تعلن عام ٢٠١٩ عاما للتسامح تقوم الى جانب دولا إقليمية ودولية على تشجيع نزاعات وحروب داخلية، كما في سورية، ليبيا العراق واليمن وذلك عبر دعم جماعات متطرفة دينيا وطائفيا ….
السؤال هل يعني ان عام ٢٠١٩ سيشهد وقف الإمارات لهذه الممارسات عبر تشجيع الحوار والكف عن التدخل في شؤون البلدان الاخرى؟
عام التسامح!
اعتقد ان للتسامح مستويات شخصية، محلية ودولية … التسامح الشخصي سهل ويقوم على قاعدة العفو بين طرفين متنازعين، هناك ايضا العفو السياسي الذي تتخذه بعض البلدان بحق سياسيين. التسامح مقابل التجييش، التسامح يعني استخدام العقل وليس السلاح في حل النزاعات.
لكن كيف يمكن استخدام التسامح مع محتل / مغتصب للأرض؟ (فلسطين مثلا) .
هل يعني عام التسامح ان عام ٢٠١٩سيشهد توقف الإمارات عن التدخل في شؤون اليمن او سورية، نأمل ذلك.
اعتقد ان الخطوة الاولى المطلوبة في عملية التسامح احترام حق الأفراد والشعوب والدول في تقرير مصيرها بنفسها دون اي تدخل خارجي ….
– احترام حقوق جميع المكونات الدينية، الطائفية والإثنية في ممارسة طقوسها السلمية دون تخوين للآخر ….
– الإقرار ان جميع المواطنين لهم ذات الحقوق وعليهم نفس الواجبات مع حل جميع الخلافات بالحوار. عندما يتم الالتزام بهذه المعايير نكون قد حققنا خطوة هامة نحو التسامح نحو عالم أكثر أمانا، عندها فقط يمكن توجيه الموارد الهائلة التي نملكها نحو القضاء على المرض، الفقر والمجاعة عوضا عن التسلح الجنوني خدمة لأجندات لا علاقة لها بأماني الشعوب.
نأمل ان تلتزم جميع البلدان بالتسامح بالفعل لا بالقول، تسامح قائم على العدالة ووقف النزعات والحروب المجنونة.
اخيرا اعتقد ان المسامحة تبدأ بوقف اي تدخل في شؤون البلدان الأخرى واحترام سيادتها، وحقها في احترام خياراتها السياسي، الاجتماعية والاقتصادية وإذا لم نفعل ذلك تبقى المسامحة مجرد شعار دون مضمون ينتهي مفعوله نهاية عام ٢٠١٩.
مع الامل ان لا يكون كذلك.