العالم العربيسياسة

رسالتي إلى دولة الإمارات: هكذا نفهم التسامح!!

أعلن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة "عام 2019" في دولة الإمارات "عاماً للتسامح"، في سعي منه لجعلها عاصمة عالمية للتسامح، مؤكدا على هذه القيمة باعتبارها عملاً مؤسسياً مستداماً من خلال مجموعة من التشريعات والسياسات الهادفة إلى تعميق قيم التسامح والحوار وتقبل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة خصوصاً لدى الأجيال الجديدة بما تنعكس آثاره الإيجابية على المجتمع الإماراتي عامة،
وسيتزامن انعقاد "ملتقى الحوار العالمي بين الأديان حول الأخوة الإنسانية" مع زيارة رئيس الكنيسة الكاثوليكية في العالم البابا فرنسيس لدولة الإمارات من 3 الى 5 من شهر شباط من العام المقبل، حيث سيشارك البابا في هذا الملتقى.
وبهذه المناسبة، مناسبة الإعلان عن "عام التسامح" وانعقاد المؤتمر الآنف الذكر لا بدّ من التذكير بأنّ هذا الإعلان هو نقلة نوعية في حياة دولة الإمارات التي سعى مؤسسها المرحوم الشيخ زايد إلى ترسيخ الإمارات كنموذج عالمي للتسامح والتعايش والتعاون، وحرص على غرس هذه القيم العظيمة لدى أبناء شعبه.
لكنّه امام هذا الحدث المهم لا ضير من لفت النظر إلى جملة من الثغرات والنواقص يفترض بالمعلن تداركها حتى لا تبقى دعسة ناقصة، ولتكمل ما سعى إليه الشيخ المؤسّس للدولة في حياته وهي: استمرار احتجاز معتقلي الرأي والحقوقيين والأكاديميين والسماح لهم بالتعبير عن آرائهم بما يكفله القانون،  تسوية أوضاع المبعدين عن دولة الإمارات بسبب آرائهم السياسية أو بسبب التجني عليهم لأنهم من طوائف معيّنة وإعادة الاعتبار لهم وجبر الضرر الذي لحق بهم وبعائلاتهم، وقف المشاركة في الحرب على اليمن وقفا تاما ونهائيا والسعي مع الدول المشاركة ولا سيما المملكة العربية السعودية لأخذ الخطوة عينها ومعالجة الأضرار التي نجمت عن تلك الحرب وإيقاف الحصار المفروض على الشعب اليمني الذي سبب هلاكا وموتا ومجاعة  التي إن استمرت ستقوض كل المساعي الرامية للتسامح وسيصعب محو آثار الندوب التي تركتها تلك الحرب.
يبقى ملف بغاية الأهمية وهو ملف الموقوفين اللبنانيين بصورة تعسفية ومخالفة لأبسط حقوق الإنسان وهم يتعرضون لأعنف عملية إحتجاز ولإعتداءات مخالفة للطبيعة، وجل جرمهم أنهم خدموا الإمارات بعيونهم وكانت النتيجة الإشتباه بهم لإنتمائهم المذهبي.
وأخيرا تحويل السياسة الخارجية الإماراتية إلى نهج تصالحي مع مختلف دول العالم العربي وتقريب وجهات النظر بينهم، وجعل التسامح والأخوة الإنسانية هدفا وغاية نبيلين تجوب بهما الإمارات مختلف مناطق النزاع في العالم في سعي حثيث لإخماده.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى