..وماذا بعد إغتيال العالم الإيراني؟
كتب د.أحمد عياش:
الاسرائيلي واثق بأجهزته الأمنيه وبامتدادات مخابراته وبقوة ردعه للصواريخ العابرة للحدود .
الاسرائيلي مرتاح لمعلوماته العسكرية وسعيد جداً لتزاحم الخونة من شعوبنا للعمل لصالح موساده.
لولا هذه الثقة الرفيعة بأجهزته كافة بما فيها السيبرانية لما اخترق طوق أمن طهران وأردى العالم النووي الفيزيائي محسن فخري زاده قتيلا مدرجا بدمائه وسط مرافقيه.
بعد سقوط الرئيس صدام حسين واحتلال العراق تم تصفية عشرات الكوادر العلمية العراقية في بيوتها وفي الشارع.
الامور ليست صدفة.
ومحسن فخري زادة ليس بأول عالم ايراني يتم اغتياله، فقد اغتيل قبله علماء ايرانيون آخرون.
انها حرب علمية موازية لحرب الاقتصاد و لحرب العسكر.
وحده الدماغ الاسرائيلي الذي يخطط على مسارات ثلاثة:
1-عقوبات اقتصادية-مالية
2-معارك وقصف جوي واغتيالات لرموز عسكرية آخرها الجنرال قاسم سليماني.
3-اشتباكات على خط العلوم لن يكون آخرها مقتل عالم نووي كمحسن فخري زادة.
الايرانيون ليسوا بحاجة لأي تحقيق للتعرف على القاتل طالما التهديد لايران ولبرنامجها النووي يوميّ…
ما عاد صمت ايران حيلة فارسية ،وما عاد صبرها الطويل مكرا اعجميا ولا عادت ديبلوماسية الجمهورية الاسلامية شكلا من اشكال تقية الشيعة عند الضعف.
صار الصمت والصبر والمكر والتقية صفات ضعف وجبن وهروب و ادعاءات .
إما الرد فورا وسريعا ومزلزلا وفق الخطة"أ" والخطة "باء" والخطة"ثاء"بهكذا حالات معدة مسبقا وجاهزة للتنفيذ ،والا فإن ارتدادات الهزائم والخيبات العسكرية الاسبوعية في سوريا وفي العراق وحتى في نطنز وفي بوشهر ستنقلب على ثبات النظام نفسه لتدمره من الداخل.
أما بحال عدم وجود خطط سريعة ألف وباء و ثاء فعلينا وعلى ايران وعلى دول وشعوب الصمود والتصدي و الأمة المقاومة السلام …
سؤال:
لماذا لا يجتمع وجهاء وعلماء اهل فلسطين ليوجهوا تحية لآخر المتحدثين ولآخر العاملين في المقاومة ليكملوا طريق التحرير من دون مهادنة او تطبيع .
لماذا يلوذ وجهاء وممثلو الفلسطينيين بالصمت خجلا وخوفا من دول الخليج المهرولة للتطبيع ،اضافة لدول من اهل السنة والجماعة وقعت معاهدات استسلام مع العدو الاصيل ولا يطلبون رسميا من ايران ومن حماس ومن الجهاد الاسلامي ومن حزب الله ومن كل مناضل ما زال مقتنعا بالمقاومة ان يستمروا في القتال لتحريرهم من الاحتلال؟
وكأن لا جميل لتضحيات دول وشعوب الصمود والتصدي؟
على ممثلي فلسطين كافة ،واولهم منظمة التحرير الفلسطينية ، ان تخرج ببيان واضح وصريح تطلب فيه من المقاومين الاستمرار بالاستعداد العسكري من اجل التحرير، اذ لا منزلة وسطى بين الجنة والنار ، بين الحب واللا حب، بين التحرير والاحتلال، بين البطولة والخيانة.
على ايران ان ترد وفورا ومن ارضها مباشرة والا فلتتواضع ولتتركنا بحالتنا العربية المزرية وان لا تتدخل في شؤون العرب. لا يمكنها ان تقاتل بالعرب مباشرة ولا تقاتل شخصيا ومباشرة، المستهدفة اليوم هي طهران وليس بيروت والشهيد ايراني وليس عراقي او يمني او سوري …
على ممثلي فلسطين ان ينطقوا ،فإما أن يطلبوا مساعدة الصمود والتصدي عسكريا ،والا فليقرروا لوحدهم الهزيمة، فالناس تقول "ما عاد الفلسطينيون يريدون القتال فلماذا نضحي نحن؟"