تراثثقافةفنون

مهرجان بابل للثقافة والفنون: وداع مبهر بمعايير عالمية .. والمشاركة اللبنانية حبة كرز !(ريميال نعمة)

 

ريميال نعمة –بابل العراق
تحت ضوء شمس دافئة خيّمت على أيام المهرجان العشرة، احتفى مهرجان بابل للثقافة والفنون بالإبداع على إختلاف تلاوينه ككتاب او آلة موسيقية او فيلم او فكر متوقد، تماما كما احتفى العراقيون تحت ضوء قمر بابل بضيوف المهرجان بكرمهم الحاتمي وبحفاوة أخاذة تعيد لفم الضيف كل عبارات العتب والشكوى ان وجدت!
لم ينتظر الضيوف كثيرا ليأتي حفل الختام المبهر الذي تساوى بتنظيمه وابهاره مع مهرجانات كبرى ،اكثر خبرة عراقة، كجرش وقرطاج وحفلات اختتام المهرجانات الدولية للسينما.
عكس المسرح الاثري الدائري في حفل الختام سحرا خاصاً وهيبة على المكان الذي ازدحم بجمهور فاق عدده ال5000 زائر توافدوا قبل ساعات من موعد انطلاق الفعاليات الختامي، و خلال ساعات قليلة عاشت بابل وأهلها وضيوفها ليلة باذخة مضاءة بأفضل تقنيات الاضاءة وبديكور بسيط لم يفته ابراز جمالية المكان وبعده الثقافي والتراثي.

استهلت مقدمة الحفل الشاعرة والاعلامية لوركا سبيتي بكلمات مؤثرة قدمت بها الفنان اللبناني زياد سحاب الذي استهل وصلته منفردا ،لتعود وتشاركه المطربة الفلسطينية المقيمة في لبنان سلوى جرادات، فشكل الثنائي عزفا وغناء حالة استثنائية لجمهور تفاعل واستمع وانصت، ثم هب واقفا مصفقا ومنسجماً .

اطلت جرادات بزيها اللؤلؤي البسيط ذي الطابع الفلسطيني ،مترنمة بأغنيات من التراث الفلسطيني الهبت حماسة الجالسين ودعتهم الى الوقوف والتصفيق، ما زاد من حماسهم سيما في اغنية “وين ع رام الله” فكانت الفقرة متماهية تماما مع العنوان الذي رفعه المهرجان لأجل فلسطين، توالت بعدها التكريمات لنجوم حضروا وشاركوا وعلى رأسهم الفنانة العراقية المحبوبة ميس قمر والنجمة السورية سوزان نجم الدين وعدد آخر من الفنانين.  وقد اعلن مدير المهرجان اختيار المهرجان لمدينة الشارقة الاماراتية المدينة الثقافية العالمية للعام لريادتها في تقديم الاعمال الثقافية 2024.
توالت بعدها الفقرات الفنية لفرق شبابية عراقية ولفرقة للتراث الشعبي من مدينة اربيل وغيرها من الفرق.
كان للبنان واللبنانيين حصة وافرة في مهرجان بابل، كما في قلوب العراقيين الذين ينبض الود من عيونهم ويفيض الكرم واللطف من جباههم السمراء.
فقد اتاها الشاعر والكاتب عباس بيضون مشاركا من خلال ندوة خاصة ضمن فعالية “تجربتي”لخص فيها تجربته وتنقله بين الكتابة والصحافة والشعر والرواية
حملت الكثير من الغنى الفكري ببساطة وعمق هما سمات خاصة بالشاعر عباس بيضون.
اما الاعلامي والشاعر زاهى وهبي فقد روى سيرته على المسرح، فتنقل  في مطارح عديدة من الذاكرة بين الطفولة والصبا والتلفزيون والشعر والكتابة، وشاركته فيها غناء منفردا المطربة جاهدة وهبة، وحاورته بفهم عال وبحرفية الشاعرة لوركا سبيتي.  اما الأخيرة فقد قدمت فعاليات عديدة في المهرجان من حفلي الافتتاح والختام الى تقديمها لأمسية قراءات شعرية لمجموعة شعراء عرب الى مشاركتها كشاعرة في امسية شعرية قدمت فيها مجموعة من قصائدها التي لاقت الكثير من الاعجاب من ذواقة الشعر والمهتمين،ناهيك عن الحضور المختلف والمميز للفنان زياد سحاب الذي لفت جمهور العراق الذي شعر انه امام تجربة مختلفة على كافة الصعد من حيث نوعية الموسيقى واسلوب الغناء.
ومن لبنان شارك ايضا الروائي رشيد الضعيف الذي روى سيرته من زغرتا الى بيروت فعلاقته بالكتابة والرواية.
وكان حاضرا المهرجان ايضا المخرجة رندلى قديح التي تكاد تكون اسما معروفا في العراق، نظرا للعديد من المشاريع والفيديو كليب التي تستعد لتصويرها لمطربين عراقيين والتي حلت ضيف شرف على المهرجان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى