رأي

وقت ضائع من خارج النص …(أحمد عياش)

 

د.أحمد عياش – الحوار نيوز

 

لا يحزنن احد،

لا يخطئنّ احد في تقييم الذات، لا فشلا ولا نجاحا.نحن في وقت ضائع ليس من العمر ،ولم يقبل ان يسجله الزمن كمرحلة منه.

وقت من خارج النصّ..كل الاحداث التي تحصل لم تكن في حسبان ايّ عقل راجح ومتزنّ.

أبدع الاشرار.

المأساة التي تجد نفسك فيها لم تصنعها انت،اقحموك ظلما فيها.لطالما ظننت نفسك محتاطاً بذكاء، وإذ بك تجد نفسك وقد سقطت في الفخّ. في اسفل قعر الحفرة…

ليست المأساة التي تؤلمك ،انما يؤلمك ان الذين تسببوا بها ينكرون ويدّعون انهم قادتك وانهم منقذوك وانهم لو لم يكونوا هنا لكنت ذكرى منسية منذ زمن بعيد ،ولكان وضعك أسوأ…

 

أأسوأ مما نحن فيه؟..لا يوجد !

 

الصراخ يُجدي قبل وقوع المأساة ،اما بعدها فالصراخ ليس غير نواح وبكاء ورثاء.

نحن انتهينا من العويل ومن البكاء، وننتظر الآن دفن الجثة لإنهاء الجنازة.

نحن ميتون.

نحن وجه الهزيمة لمن يبحث عنها.

أُرسمنا بثقة ايها الرسّام ، تكون قد رسمت الهزيمة ضاحكة…!

كل الاقوياء محقّون في نفاقهم لحين يفقدون البطش والقمع والقوة ،بعدها يتحوّلون لمنظّرين ولشبه فلاسفة ولمتدينين ولدعاة سلام ، لا وقت لديهم لغير كتابة مذكراتهم .

 

كلّ الذين ظنّوا انفسهم خالدين ماتوا ولم يبق من اثرهم غير حكايا تتسلى فيها الناس ،كيفما تحبّ الاوهام لا كيف كانوا حقيقة…

ما قاله الله ليس بالضرورة ما فهمه الناس.

أجمل ما اتى به الله هو الموت لا الولادة.

الموت الذي نكرهه هو اجمل ما في الوجود.

اجمل ما فعله ويفعله الله هو في قهره لعباده بالموت ،ولو أمدّهم بالعمر رغم طغيانهم لأسباب نجهلها نحن، ويعلمها الربّ  ،نقبلها بقساوة انما بلا سرور  .هو قال عزّ وعلا:وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ   ) سورة آل عمران 178 )”

 

هذا الوقت غير محسوب في وجودنا.

هناك من يسرق وقتنا وزماننا.

هناك من يسرق العمر.

ينهب الاعمار.

كثير الحظ مَن بقي حيّاً ولم يطرق بعد رأسه بجدار البيت او بجدار الشارع ،ولم يُجنّ ولم يتحول لقاتل او لسارق او لمتآمر او حتى لعميل لأي طرف الا للوطن.

اجبروا الناس ان تتعامل حتى مع الأبالسة بعدما تيقنت الناس من هوية سارقي الاعمار.

اين الوطن؟

الوطن وهمٌ كبير لا وجود له.

الدولة ليست وطناً..

الدين ليس اخلاقاً..

الناس ليست شعباً..

القضاء ليس عدالة..

الحرس ليس جيشاً..

الديمقراطية اسوأ الديكتاتوريات..

ان تعيش ليس معناه انك حيّ في حياةً.

 

هذا الوقت غير محسوب…

لا بدّ لنا من فرصة أُخرى في حياة موازية…

اين ومتى؟

الله أعلم…

لا تلُم نفسك ولا تعاتبها ،لا فشلا ولا نجاحا،انت بريء من كل التهم!!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى