حروبسياسة

وعد بلفور 2023: الهجرة المعاكسة!(أيسر حجازي)

 

د. أيسر حجازي – الحوارنيوز – خاص

 

عصابات الهاغانا الصهيونية استقدمت اليهود ،لإنشاء كيان صهيوني في فلسطين.

دول الغرب،شجعت ومولت هذة الهجرة،للتخلص منهم ومن مصائبهم،واستعمال هذا الكيان لتفتيت العالم العربي ومنع وحدته وسرقة ثرواته.

وعد بلفور المشؤوم في 2 تشرين الثاني 1917،والذي يتضمن أنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين،التي كانت تحت سلطة الإحتلال البريطاني بعد الحرب العالمية الأولى.

اليوم نشهد انحداراً لهذا الكيان غير المتماسك والذي يشهد أزمات داخلية غير مسبوقة،وأتت عملية “طوفان الأقصى” للمقاومة الفلسطينية لتظهر تصدعه ،وابراز هشاشة بنيته العسكرية والأمنية والإستخباراتية،وتوجه له ضربة موجعة ،لا سابق لها منذ العام 1948…

ومنذ الساعات الأولى سارعت أمريكا لإرسال بوارجها وحاملات طائراتها،وزودت الصهاينة بوسائل الدفاع الجوي وصواريخ الباتريوت ، ونقلت عبر اسطولها الجوي كل وسائل القتل والدمار،بالإضافة إلى قوات النخبة،عدا عن الدعم المالي غير المحدود وكذلك فعلت انكلترا من خلال بوارجها،بالإضافة إلى فرنسا والمانيا وأيطاليا….

وسارعت كل هذه الدول لإيفاد مسؤوليها من رؤساء ووزراء خارجية ودفاع،للوقوف إلى جانب هذا الكيان المغتصب وذرف دموع التماسيح، وعطلت اي دور لمجلس الأمن للتوصل الى هدنة او وقف اطلاق النار،وشهدنا ويشهد العالم على حجم الدمار والإبادة الجماعية وقطع كل مقومات الحياة عن الشعب الفلسطيني ،في غزة المحاصرة،تحت ذريعة القضاء على حماس وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين.

هل أن كل هذه الحشود والترسانات الحربية،هي فعلاً لتحقيق هذا الهدف !؟

بالطبع لا،بل الهدف هو إستمرار لمخطط الشرق الأوسط الجديد،وهو تفتيته إلى كيانات اثنية ومذهبية وقومية،ضعيفة ومتناحرة في ما بينها، وهذا ما نجحت به في سوريا والعراق وليبيا ولبنان واليمن …تبرر وجود هذا الكيان العنصري الفاشي،وممارساته الوحشية بحق المدنيين العزل.

واستنكار شعوب العالم للهمجية الصهيونية بحق الأطفال والنساء والشيوخ،واستهداف المستشفيات والجسم الطبي والتمريضي وسيارات الإسعاف ودور العبادة ومراكز الإيواء وطاقم الأونروا ،واغتيال الصحفيين ومنع كل وسائل الإعلام من تغطية ما يجري داخل الكيان الصهيوني والتعتيم الإعلامي على الرأي العام الداخلي والعالمي ،يدل على عمق الأزمة التي يعيشها كيان العدو، وبالتالي فإن الوضع مفتوح على كل الاحتمالات، خاصة وأن رئيس وزراء العدو نتنياهو استفرد بأخذ قرار الحرب واستدرك لاحقاً بتشكيل حكومة طوارئ وعقد اجتماع للكنيست الصهيوني للموافقة على هذا القرار.

وما نشهده بعد مرور حوالي الشهر هو الفشل الذريع على كافة المستويات ،وكل ما فعله هو الإقتصاص من أطفال غزة ونشر الموت والدمار في كل مكان،ولم يحقق لغاية الآن أي نتائج على الأرض،والواضح أنه سيغرق أكثر في الرمال الغزاوية،هذا عدا ما يمكن أن يواجهه مع حزب الله اللبناني وباقي فصائل المقاومة في العراق وسوريا واليمن… وبالتالي وفي حال الفشل سينعكس ذلك على الداخل الإسرائيلي ونشهد حالة من الهجرة المعاكسة ،كون أغلبية الصهاينة لديهم جنسيات مزدوجة،وما بدأ به اسلافهم واجدادهم بتشجيع القدوم الى،”ارض الميعاد” سيقابل بتسريع وتيرة الهروب من “أرض الجحيم” وها هي بوارج الإستعمار الذي أتى بهم،عليها أن تسهّل لهم هذا الهروب السريع.

وستبقى فلسطين لأهلها شاء من شاء وأبى من ابى ،وكل من نال جائزة ترضية من الإستعمار نتيجة سكوته وخيانته سيلحق به نفس المصير مهما طال الزمن.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى