هولاند في المختارة: احتفالية عائلية بنكهة سياسية
لم يتجاوز الإحتفال الرسمي التكريمي للرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند في "قصر المختارة" بدعوة من رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي مدة النصف ساعة، ألقى خلالها الرئيس جنبلاط كلمة موجزة ورد عليها ضيفه بكلمة، ولم يدخل كلاهما في لعبة تسجيل الرسائل السياسية.
وسط حضور جرت دعوته على عجل "نظرا للموافقة الفرنسية المتأخرة التي أبلغت لسيد المختارة على تلبية دعوته القديمة"، وهو حضور، في غالبيته، حضور رمزي أشبه بالدعوة الى غداء عائلي أقيم في مناسبة اجتماعية، ألقى جنبلاط كلمة شكر فيها هولاند على موقفه من "حركة 14 آذار اللبنانية" ومن "الثورة السورية" ومن "القضية الفلسطينية"، ومر جنبلاط سريعا على هذه العناوين " لأن الفم مملوء بالماء" كما علق أحد الشخصيات التي كانت مدعوة الى الاحتفال.
وتقول شخصية قيادية حزبية ل "الحوار نيوز" ان الزيارة شخصية وليست رسمية وهي أقرب الى كونها مناسبة إجتماعية، فلا الرئيس هولاند قادر على الادعاء بأنه يمثل الدولة الفرنسية، ولا جنبلاط تمكن من تأمين تمثيل رسمي من العيار الثقيل".
في المقابل قال نائب سابق يعتبر من رموز حركة 14 آذار السابقة "أن الزيارة هي تأكيد على صحة وصوابية 14 آذار التي تخلى عنها البعض وهادن البعض الآخر بعض الحلفاء الجدد وبقينا وحدنا بالميدان".
أقصى ما يمكن قراءته سياسيا كخلفية للزيارة الخاطفة، عبر عنه جنبلاط بقوله، ردا على سؤال بشأن دلالات زيارة الضيف:" منيحة، منيحة، منيحة، الحمد لله لبعد في ناس عم تتذكرنا، وإلا في غيرون رح ياكلونا"!!!
ويرى نائب سابق في كلام جنبلاط " محاولة لإعطاء الزيارة بعد النكهة السياسية". ويأسف النائب عينه الى كون جنبلاط لا زال يضمر الحقد والبغضاء لقوى إقليمية ويدعم ضمنا قوى إقليمية دعمت وسوقت وشجعت الإرهاب الذي حاول النيل من لبنان وشعبة ودولته، وهو هو الإرهاب الذي دانه هولاند".
ويسأل النائب عينه "هل يجوز أن يدين هولاند الإرهاب الذي يدق أبواب باريس من خلال الضغط الأميركي على الدول الأوروبية للسماح للإرهابيين بالعودة الى بلدانهم الأوروبية، فيما جنبلاط لا زال على مواقفه رغم وضوح الرؤية وانكشاف حجم المؤامرة على سوريا ومن خلفها على لبنان"؟