سليم الحص: قتلوه ويقفون اليوم أمام عتبة منزله للإحتفال بشارع (حسن علوش)

حسن علوش – الحوارنيوز

بينهم من خانه ومشى ليلتحق بمشروع دولة المحاصصة ويغطي بخبرته في صناعة الفبركات الخارجة عن القانون والدستور، بما يبني دولة الاستدانة والمديونية وتجاوز حد القانون.
بينهم من التحق التحاقا أعمى، لكن عن سابق تاريخ وتصور وتصميم، بمشروع المحور الأميركي في المنطقة. قاض صار الوطن عنده “صخرة” أما السيادة والوحدة الوطنية والاستقرار السياسي والاقتصادي فمسائل من الدرجة الثالثة.
وبينهم من أقر لاحقا بخطيئة تياره وبعض سياساته، والآن يحصل أن يتأكد من صحة ما كان يطرحه الرئيس الراحل من مواقف وطنية وعربية/ عروبية ومن مواقف في السياسات الاقتصادية والمالية.
فالرئس الحص هو الوحيد إلى شلة صغيرة من الاوادم كانوا يحذرون من نتائج كارثية للسياسات الاقتصادية والمالية، وهو الوحيد الذي وضع في العام 1999 خطة خمسية للخروج تدريجا من أزمة المديونية بالتعاون مع وزير المالية العامة آنذاك د. جورج قرم.. لكن للأسف.
بينهم من ناصر العدو خلسة وقبّل وزيرة الخارجية الاميركية العام 2006 كوندليزا رايس وشجعها على مشروعها الذي بدأ تنفيذه في عهدها، وها هو يستكمل اليوم في غزة ولبنان والمنطقة، والقُبل هي هي لا زالت حامية!
الرئيس سليم الحص لم يطلب شيئا لنفسه، لا مالا ولا جاها ولا شوارع، فهو بحجم أمة ووطن.
لم يساوم على مواقفه، ولن يكون الشارع مناسبة لتزوير تاريخ الرجل القوي الذي واجه الصديق قبل العدو بقول كلمة الحق دون خوف أو مواربة.
لم ترهبه عبوات رئيس جمهورية سابق، كان ظله حاضرا وقويا في “الشارع”، ولم ترهبه عبوات من رؤساء أحزاب لا زالوا أحياء يرزقون.
لم ترهبه تحذيرات أو اتصالات كانت تأتي من عنجر أو البوريفاج، فكيف من مناطق وعواصم أخرى؟
كانت سيادة لبنان هي المقياس، لذلك كان داعما لحق لبنان في مقاومة كل احتلال أو مس بالسيادة الوطنية وبإستقلالية قراره السيادي.
وكانت الحرية والحريات خطاً أحمر بالفعل، لا القول، فتنازلت آخر حكوماته عن كل دعاوى الحق العام بحق الزملاء الصحافيين، وهو يعلم علم اليقين أن في لبنان الكثير من الحرية والقليل من الديمقراطية.
لقد قتلت الطائفية حرية الرأي وأعدم المال الفاسد قدرة الناس على رؤية الصح من الخطأ أو التمييز بين الصدق والكذب.. وها نحن اليوم نحصد نتائج سياسات الكذب.
لو كان حياً لرفض شارعا بإسمه، فهو لم يطلب شيئا لنفسه في حياته ولا نخاله يطلب ذلك اليوم.
فلترتاح مع رفيق دربك وصديقك الصدوق، مع السيد الذي أصاب عندما قال أمامي: “مع الرئيس الحص نحن ننام وعيننا مغمضة”.
أما بعض المبتهجين بإفتتاح شارعك، فالمخاوف مشروعة ومفتوحة والألم جرح ينكأ بدمه بعض الواقفين أمام منزلك دون أن يسمح لهم بالدخول، لا سابقا.. ولا الآن.



