من هنا نبدأ

هنا ليست بيروت (حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوارنيوز

 

خلال حفل بمناسبة فعاليات “بيروت عاصمة الإعلام العربي 2023″، أمل وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري ” أن يكون العام الجاري طاقة فرج وأمل وباباً لعودة المياه اللبنانية العربية إلى مجاريها الطبيعية”، معتبرا أنّ “بيروت عاصمة الإعلام العربي” مناسبة لتظهير عروبتنا وتطهيرها من شوائبها، ولذلك أُطلِق نداء الى كل أشقائنا العرب لتكون هذه السنة سنة الانفتاح العربي بين عواصمنا العربية ولنجعل شعارها ثقافة تجمعنا لا جهلا يفرقنا”.

وتضمنت “وثيقة بيروت” عدة مباديء منها “حرية التعبير” واعتبرت انها: “حريّة صانها الدستور اللبناني، وعزّزتها مناخات الحريّة والديموقراطية والانفتاح في لبنان منذ فجر استقلاله، نريدها دائمًا حريّة مسؤولة لا متفلّتة، جامعة لا مُفرّقة، حامية للمجتمع لا فتنوية، مساندة للفكر لا قامعة، ناصرة للحق لا صارخة بالباطل، موحّدة باسم الضمير والمهنية، لا شاهرة سيفاً ضد الآخر”.

 

إلى هنا ما نزال في لحظة احتفالية لزوم المناسبة الكبيرة التي كنا أول من أعلن وقوفه الى جانب وزراة الاعلام في ضمان نجاح لبنان في هذا التحدي وسط ما يعانيه من ظروف صعبة على غير صعيد.

أما بعد،

فإن بيروت ليست هنا، لأنها ليست بخير.

فالحريات ليست بخير، فكيف تكون بيروت هي بيروت وقد حلّ الأمن محل القضاء؟

والصحافة ليست بخير، وقد تقدمت الولاءات العمياء على المعايير المهنية؟

بيروت ليست هنا، كيف تكون بيروت هي بيروت، وسيادتها منتقصة، ووزارة الاعلام شاهدة على ذلك؟

بيروت ليست بخير، وتقارير الحريات العامة والاعلامية متخمة بحجم غير مسبوق من الإعتداءات على الصحافة والصحافيين، كتّابا ومصوريين.

بيروت ليست بخير، وقد تحولت غالبية مؤسساتها الاعلامية والحقوقية الى وعاء أغرقته المنظمات الدولية بأموال خضراء لقاء الالتزام بتوجهات معينة وخوض المعارك السياسية بدلا عن الدول الممولة؟

ان نجاح الحملة الاعلامية يكون بتغليب المضمون على الشكل، فنتجاوز الاحتفالات المفعمة بالعراضات والصور ونطلق حوارات جدية حيال القضايا الوطنية والعربية ونبادر الى تنظيم ندوات ولقاءات لتوحيد المفاهيم المهنية الاساسية للعمل الصحفي – الاعلامي ،ونحمي العاملين وحقوقهم في المؤسسات إعلامية التي  تحولت الى مؤسسات تجارية، تجني ارباحا طائلة بعقود علنية وغير علنية، وتستغل طاقات الاعلاميين والاعلاميات من دون بدلات لائقة وضمانات وتعويضات.

بيروت ليست هنا.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى