رأي

هل تنجح صواريخ المقاومة… بوقف النار في لبنان وغزة!(نسيب حطيط)

 

كتب د.نسيب حطيط – الحوار نيوز

 

حرّك التصعيد العسكري على جبهة لبنان الجمود الدبلوماسي ،قبل تطوّر المرحلة الثانية من المشروع الأميركي ،لتصفية حركات المقاومة والتي سيكون لبنان احد اهم ساحاتها لموقعه الجيو-سياسي ولتأثيره المباشر على الداخل الإسرائيلي، ولما يمثله من حجر الزاوية في محور المقاومة، والذي يعتقد الامريكيون وحلفاؤهم ان اسقاطه او تفتيته سيكون الضربة القاسية لإيران ومحور المقاومة، وان اسقاط المقاومة في لبنان يسرّع بالضربة القاصمة للثورة الإسلامية بعد 40 عاماً من المحاولات الأمريكية المتعددة الوسائل وفي مقدمتها الحصار الاقتصادي والسياسي.

ولا شك ان الرغبة الأمريكية والإسرائيلية والعربية والغربية هي التمكن من تحقيق هذه الضربة، والثأر من المقاومة التي ساهمت بشكل قوي ،بعرقلة المشروع الامريكي في المنطقة.

ويستند الحراك الدبلوماسي الذي بدأه الموفد الفرنسي وبالتلازم مع التحرك العراقي والإيراني ويوافق عليه  معظم الطاقم السياسي اللبناني على اصدار قرار من مجلس الامن لوقف النار في لبنان ، كمرحلة اولى يتبعها مرحله ثانية بعد اسبوع واسبوعين لوقف إطلاق النار في غزة، واتمام صفقة تبادل الاسرى  وفق التالي:

– وقف العمليات العسكرية المتبادلة بين المقاومة والعدو.

– تنفيذ القرار 1701 مع بعض التعديلات ،لجهة القوات الدولية والمنطقة العازلة.

–  العودة المتزامنة للنازحين من جنوب لبنان والمستوطنين في شمال فلسطين .

ويعتقد الوسطاء ان هذا الحل يمكن ان يكون الطبق “السياسي والميداني” المريح لجميع الاطراف المتقاتلة، والتي اعلنت انها لا تريد الحرب الواسعة على مستوى الاقليم ،لكنها تخوض حروباً موسّعة على مستوى الجغرافيا المتنقلة من غزة الى لبنان وربما الى اليمن وبعدها الى إيران !

لا يخلو عمليا هذا الطرح من بعض الخبث والخداع باتجاه المقاومة في لبنان التي وجدت نفسها وحيدة في الميدان مع اسناد من العراق واليمن، وغياب تام للبقية والتي اضاف العدو الاسرائيلي ضغوطاً عليها بالتهجير الجماعي لأهل الجنوب  وسيتم وضع المقاومة امام خيارين:

 – الخيار الأول:إعلان الالتزام بقرار مجلس الأمن بوقف اطلاق النار، وبالتالي فصل الجبهة اللبنانية عن الفلسطينية ولو مؤقتاً،ويحقق المطالب الإسرائيلية لعودة النازحين وفصل المسارين(اللبناني والفلسطيني) والتقاط الانفاس وإعطاء ورقة للرئيس الأميركي “بايدن” وحزبه في الانتخابات الأميركية  مقابل وقف الحرب في لبنان وغزة دون تعهدات سياسية.  .

– الخيار الثاني: رفض المقاومة لهذا القرار،ما سيجعلها ،بمواجهة مع بعض الداخل اللبناني وبمواجهة القرار الدولي  ويسمح لإسرائيل باستكمال توحشها ومجازرها في لبنان، وتكرار نموذج غزة في لبنان والذي قامت به اسرائيل في الاسبوع الاخير من “مجزرة البيجر” الى اللاسلكي الى المجازر ضد المدنيين حيث اصابت أكثر من 7000 لبناني بين شهيد وجريح ودمرت الاف المباني السكنية وهجّرت حوالي نصف مليون لبناني.

يبدو ان الجميع يريد اقتناص اللحظة، للتخلص من المقاومة سراً وعلانية، والبعض يشجّع المقاومة على الاستمرار بتلازم المسارين اللبنانيين والفلسطيني ويقف على التلة متفرّجاً، ينتظر هلاك المقاومة ويرمي الجميع بأحمالهم على المقاومة من ايواء النازحين والتعويضات والقتال والإدارة السياسية لإرهاقها وانهاكها دون شراكة معها في تحمل المسؤوليات، في لحظة تهدد “وجودياً” الطائفة الشيعية في لبنان ووحدة الاراضي اللبنانية!

إن قدرات المقاومة العسكرية مع كل الضربات القاسية التي تلقتها والتي اثبتت قوتها تؤهلها للصمود وفرض معادلات “الألم المتبادل” مع العدو، لكن الخوف ان يتم غدر هذه المقاومة سياسياً!

ان المقاومة العاقلة والشجاعة والتي استطاعت ان تنجو من كمائن الحرب الطويلة والتي يتم استفزازها واستدراجها اليها ،قادرة على ان تأخذ القرار الصائب بعيدا عن العتاب او النقد او التجريح، وكما فعل الامام الخميني في العام 1988 ،لحفظ الثورة الإسلامية وقال: ” ويلٌ لي لأنّي ما زلت على قيد الحياة لأتجرّع كأس السّمّ بموافقتي على اتّفاقيّة وقف إطلاق النار “بالموافقة على القرار الدولي(598)بعد ثماني سنوات من الحرب العالمية على إيران بيد عراقية ،لكنه كان قائداً مؤمنا وانسانياً ويعمل وفق الحكم الشرعي وليس وفق مواقف واراء الناس ونقدهم له!

نقول للمقاومة التي قدّمت وما زالت التضحيات الكبيرة ، ان كان حفظ المقاومة وأهلها ، بالقبول بالحل الدبلوماسي ،فلك الخيار والتأييد، ولا تلتفتي للخبثاء والمنافقين والمقصرين والقاصرين!

قدّمت الدماء والشهداء والعذابات…وفق تنوّع الأدوار والقرات مع وحدة الهدف (حفظ الأهل وحماية الأرض) كما هو نهج الأئمة (ع)…ولن نلتفت الى من  يزايد عليك من القاعدين…!

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى