سياسةصحفمحليات لبنانية

هل تسعى “إسرائيل” لتحقيق إنجاز ما في الجنوب لتعويض الفشل في غزة؟

 

الحوارنيوز – صحافة

تحت هذا العنوان كتب محمد علوش في صحيفة الديار يقول:

 

على وقع التصعيد “الاسرائيلي” في جنوب لبنان، ستكون الزيارات الرسمية الفرنسية الى بيروت، والتي يُفترض أن يشهدها لبنان هذا الشهر، كزيارة وزيرة الخارجية الفرنسية الى بيروت و”تل أبيب”، أو زيارة الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون غير المؤكدة بعد، والهدف الفرنسي لم يتغير، وهو محاولة إبعاد كأس الحرب المرة عن لبنان.

الزيارات الفرنسية بحسب مصادر سياسية متابعة لن تحمل طروحات جديدة، بعد كل ما سبق ونقله الفرنسيون الى بيروت، فلا تفاوض شامل وكامل قبل توقف الحرب، ولكن لا ضير من بعض النقاشات التي قد تُفضي مستقبلاً الى اتفاق، ولكن ما يجب التوقف عنده اليوم هو التصعيد “الاسرائيلي” جنوب لبنان، فجيش العدو أطلق نهاية الأسبوع الماضي موجة جديدة من التصعيد بوجه منازل المدنيين، فعدّل في وجهة قذائفه، وعمّق غاراته في الجنوب وصولاً الى جبل الريحان، ولو أنها لم تكن المرة الأولى التي يتم استهداف فيها المنطقة، بحسب المصادر.

كذلك كاد الجنوب اول من أمس الاثنين، أن يشهد على مجزرة “اسرائيلية” في بلدة الطيبة، بعد سقوط قذيفة في دارة أحد المنازل، وأصابت بشكل مباشر المختار الشهيد حسين منصور، فالقذيفة لم تنفجر، ولو انفجرت لكان عدد الضحايا قارب العشرة لان المختار لم يكن وحيداً، وبالتالي يمكن القول ان العناية الإلهية منعت وقوع مجزرة، كان يمكن أن تغير من مسار المعركة.

هذا التصعيد “الاسرائيلي” بحسب المصادر، يأتي في إطار الضغط للتفاوض من جهة، وفي إطار البحث عن إنجازات من جهة أخرى، فواقع الحال يقول أن “الجيش الاسرائيلي” يفشل في غزة في تحقيق أي إنجاز عسكري سوى الدمار والخراب، وبالتالي قد يبحث عن إنجاز في لبنان يقول من خلاله أنه انتصر.

هذا التفكير “الاسرائيلي” سيعني المزيد من التصعيد في العمليات التدميرية واستخدام اوسع للقنابل الضخمة، وهو يعني أيضاً تدحرج المعركة بشكل أوسع، لكن ضمن نطاق الجنوب اللبناني، وتحديداً جنوب الليطاني بشكل خاص، دون أن يعني ذلك استبعاد تعرض مناطق شمال النهر الى استهداف.

بالمقابل، هناك مَن يرى أنه لا يمكن الحديث عن سعي “إسرائيلي” لتحقيق إنجاز على جبهة جنوب لبنان، نظراً إلى أن القيادتين السياسية والعسكرية تدركان أن الخلل الأساسي هو في جبهة قطاع غزة، على اعتبار أن عملية طوفان الأقصى هي التي كسرت ما كانت تعتبره “تل أبيب” خطوطاً حمراء، أما بالنسبة إلى الجبهة اللبنانية فإن الهدف هو السعي للوصول إلى قواعد ردع جديدة مع حزب الله، تعالج المخاوف التي برزت لدى سكان المستوطنات الشمالية، الذين لديهم مخاوف من العودة، بسبب احتمال تكرار ما حصل خلال عملية طوفان الأقصى.

وفي هذا السياق، كان لافتاً ما أعلنه وزير الدفاع “الإسرائيلي” يوآف غالانت عن أن “إسرائيل منفتحة على إمكانية التوصل إلى اتفاق مع حزب الله، إذا تضمن منطقة آمنة على الحدود وضمانات”، وهذا ما يسعى “الاسرائيلي” الى فرضه دون اللجوء الى خيار الحرب، ولو أن فريقاً “اسرئيليا” داخل الحكومة يرى الظروف مناسبة اليوم للحرب على لبنان بعد انتهاء العملية في غزة، بظل الوجود الأميركي في المنطقة، ولكن ما لم تحققه “اسرائيل” في حرب تموز عام 2006، لن تحققه اليوم في حال حصلت الحرب أم لم تحصل، هذا ما تؤكده المصادر.

ما أعلنه وزير دفاع العدو بخصوص جنوب لبنان، يشبه حديث “الحكومة الاسرائيلية” عن استعدادها لفتح باب التفاوض حول هدن انسانية وتبادل للأسرى في غزة، ولكن بحال كانت حركة حماس قد أكدت أنها تنتظر وقف إطلاق النار قبل اي تفاوض جديد، فإن حزب الله في الجنوب كان أشد وضوحاً عندما أكد أن أي بحث بشأن الجبهة الجنوبية لن يحصل قبل انتهاء الحرب على غزة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى