هكذا تتشكل الحكومة الجديدة..

باتت استقالة الرئيس سعد الحريري نافذة بمجرد اعلان القصر الجمهوري ،أن الرئيس ميشال عون تسلم الاستقالة من رئيس الحكومة .
كان يفترض برئيس الجمهورية أن يعلن تفويض رئيس الحكومة تصريف الاعمال ،ويدعو الى استشارات نيابية ملزمة لتسمية رئيس الحكومة المكلف تشكيل الحكومة الجديدة.
أحجم الرئيس عون عن الدعوة الى الاستشارات بانتظار إجراء مشاورات مع المرجعيات السياسية والنيابية لاستمزاج آرائهم في الشخصية التي ستكلف تشكيل الحكومة الجديدة في ظرف شديد الحساسية.فقد درجت العادة أن يذهب النواب الى الاستشارات في قصر بعبدا لتسمية الرئيس المكلف بعد التفاهم على الأسم.
في أي حال سوف يدعو رئيس الجمهورية النواب الى الاستشارات ،لكن الدستور لم يحدد مهلة لذلك ،وعليه فإن مهلة تحديد موعد الاستشارات ستكون مفتوحة اعتبارا من الغد .
بعد تسمية الرئيس المكلف وإبلاغ رئيس مجلس النواب بنتيجة الاستشارات ،يستدعي رئيس الجمهورية الشخصية المسماة ويكلفه شفهيا من دون اصدار أي مرسوم.
يبدأ الرئيس المكلف زيارات لرئيس الحكومات السابقين ،ثم يحدد موعدا للمشاورات مع النواب والكتل النيابية في مجلس النواب لاستمزاج رأيهم في طبيعة الحكومة الجديدة وبرنامجها .
بعد ذلك يعكف رئيس الحكومة المكلف على دراسة نتائج المشاورات، ويبدأ بوضع مسودة للتشكيلة الجديدة بالتشاور مع رئيس الجمهورية والمرجعيات السياسية والنيابية .
وهنا تبرز الثغرة الدستورية الفاغرة ،إذ ليس امام الرئيس المكلف مهلة محددة لتشكيل الحكومة كما هو معمول به في الدول الديموقراطية ،حيث المهلة مفتوحة أمامه ،من يوم واحد حتى أمد غير محدد،إلا اذا قرر هو شخصيا الاعتذار .
بعد تشكيل الحكومة يتوجه الرئيس المكلف الى القصر الجمهوري للحصول على مباركة رئيس الجمهورية للتشكيلة المرتبط إعلانها بموافقته،فإذا وافق عليها تصدر ثلاثة مراسيم دفعة واحدة :
الأول قبول استقالة رئيس الحكومة السابقة ممهورا بتوقيع رئيس الجمهورية فقط.
الثاني مرسوم تكليف رئيس الحكومة الجديد ممهورا أيضا بتوقيع رئيس الجمهورية منفردا.
الثالث مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة ممهورا بتوقيع رئيسي الجمهورية والحكومة .
بعد ذلك تعقد الحكومة الجديدة أول اجتماع لها برئاسة رئيس الجمهورية ،وهي جلسة شكلية لتشكيل لجنة مهمتها اعداد البيان الوزاري الذي تذهب بموجبه الى مجلس النواب لنيل الثقة في جلسة علنية يحدد موعدها رئيس مجلس النواب،مع العلم أن الوزراء الجدد يتسلمون مناصبهم من أسلافهم قبل جلسة الثقة ويمارسون مهماتهم على قاعدة تصريف الأعمال.