رأي

هكذا إذن سيّد هوكشتين:”بريشيت بارا إيلوهيم ها الشّمايم”؟(نسيم الخوري)

 

الدكتور نسيم الخوري*

 

يعني العنوان العبري بالعربية في البلاد العابرة:

” في البدء خلق الله السماوات والأرض”،

ليس لكم أن تعبثوا بهما إلى هذه الدرجة!!!!!!. تعبثون بالأرض مع المسؤولين وهذا تاريخكم منذ فلسطين؟ لكنّ الأرض كلّها كانت مغمورة بالمياه قبل أن تصير محيطاتٍ وبحاراً تتقاسمها الدول. تجمّدون حركة المياه ونحنها ثروات المتوسط من الغاز والنفط على مزاج رؤوساء لبنانيين بالجملة لا علاقة لهم بالهندسة المائية بقدر توسطكم ووساطاتكم؟

لستم أقوى من الخالق ومن خالقكم يا “سادة لبنان”.

رسموا لكم  ومعكم وجه لبنان الغد؟ ما الريشة السيادية التي حملتموها وجلّستم بها الخطوط قبل جهوزيتكم  للتواقيع؟

إقرأوا أوّلاً، الدكتور بشارة حنا ، ثمّ الباحث المؤرخ الدكتور عصام خليفة الذي يعتبر ما حصل “خيانة عظمى يعاقب عليها القانون اللبناني”، وقد  أسّسنا معاً نحن الثلاثة :”التجمّع الأكاديمي للأساتذة الجامعيين في لبنان” دراسة فائقة الدقة قدّمناها لوزير خارجية أميركا مايك بومبيو عندما جاءنا من “إسرائيل” (بين قوسين)، وأفرغتم له المطار؟ أتتذكرون؟

كتب بشارة حنّا” “أن رسالة هوكشتين أعطت دفعا للترسيم لكنها أعطت نفعا للمرسّمين  جميعا إذ خسر لبنان ما بين ١٠٠٠٠ و ١٤٠٠٠ كلم مربع من المساحة الاقتصادية الخالصة التي تختزن ما يزيد عن ١٨ تريليون متر مكعب من الغاز لمصلحة الكيان الإسرائيلي الذي حصل على تريليونات  الدولارات من اقتطاعها  بما يزيد على ٣٠٠٠ كلم مربع وليس ١٤٣٠ كلم مربع كما جاء باعتماد الخط ٢٩  وحصلت قبرص على ما يزيد عن ٣٥٠٠ كلم مربع وحصلت سوريا على ما يزيد على ١٠٠٠ كلم مربع وحصلت مصر على الباقي، أما الموافقون مسبقاً والموقّعون لاحقاً على الاتفاق الجريمة فسوف يحصلون أو ربما حصلوا مسبقاً على ما لا يمكن تقديره من الثروات”.

 

هكذا أصرخ:

أهلاً وسهلاً بصديق لبنان ومخلصه  عاموس أو ماعوس هوكستيم. عفواً هاموس هوكشتيم. عفواً أيضاً عاموس هوكشتين… والله المعذرة يا صديقهم الموفد الأميركي الإسرائيلي صدّقني:

 “بريشيت بارا إيلوهيم ها الشّمايم” أي بالعربية كما كتبنا: “في البدء خلق الله السماوات والأرض”، لكن بفضلك وبفضل الرؤساء والنواب والوزراء والزعماء الذين نسوا من زمان “بأن الكلمة هو الله” … أسألك وأحلّفك:

 “هل الله تبعكم  هو متل الله تبعنا أو تاعنا” ؟

مرحبا رئيس الوزراء الأكثر من معروف الذي رسّم وباع واشترى مع قبرص.

يوماً ما سيُفصح عن كلّ ما يحمله هذا الملف بل هذه الصفقة التاريخية.

كنّا في قلب المرشدين والمنبهين ولا زلنا، لكن؟؟؟ لا حياة لمن تنادي.

واو…واو… سيد هوكشتاين…لم يحسنوا  التلفظ باسمك بعد…. “يا نوسو شو مهضوم”، قالت زوجة سياسي. صحيح أن اسمك صعب صعب وكأنّك أنت أبو الصعب في المفاوضات والمقايضات وفنونها، وقد أصابهم اليأس للتلفظ باسمك. ليس مهماً!!! المهم… أنّ هوكشتين ” يشبه الممثلين السنمائيين والسحرة (السلام ع اسمهم) كما علّقت صبية لبنانية إعلامية: “أنظروا إلى البشاشة كيف تمشي أمامه يسبقها بخصلات شعره المتحركة بين القصور الضاحكة ملء الأفواه”

. فعلاً يا نوسك؟؟؟؟؟؟

ساعدوني…أين هو الجمر وأين الرماد؟

اين ارضنا وبحرنا يا الله؟ 

لو تُطل علينا لبنانيين فقراء معدومين.

أما امتلأت خزائنهم بعد؟

“باسم الآب والإبن والروح القدس إله واحد آمين.

وباسم الله الرحمن الرحيم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم”. 

تفقدنا يا الله. ولو كنت مشغولاً بمرضانا وبأمواتنا يتراكمون أمامك؟

أين أنت يا عزرائيل؟

كيف تنزلق السكاكين بين الظاهر والخفي عبر ألسنة حكامنا وسلوكهم وتواريخهم وسياساتهم؟

تواريخهم كما المعاطف الشتوية بوجوه وأقنعة يغطّون بها عجين أرغفتنا المتعفن ومستقبلنا وبؤسنا.

لطالما سألت الجمر المتراكم في الطرقات ومن حوله طوابير الفقراء . أين أنتم؟؟؟

ماذا تنتظرون؟ يتدحرج بقايا الوطن الآن أمامكم نحو التوقيع للذهاب فعلاً الى الجحيم.

أما سمعتم فرقعاتٍ الوطن الأسود المخنوقة وثرواته النفطية والغازية ملفوفة بالصور والصرر الصارخة: أخونا هوكشتين؟

“بريشيت بارا إيلوهيم ها الشّمايم”؟

” في البدء خلق السماوات والأرض”. لا أنت ولا هم.

أين هي أرض لبنان وسماؤه وبحاره؟ إرفع إصبعك.

أنحن في محبرة الرماد أم الجمر؟ اشرحوا لنا كي نُحسن ترويض أقلامنا وأجسادنا ونتخلّص من تهديداتكم السخيفة لنصوصنا وأصواتنا خلف كمّامات الكورونا عبر ال Private Number  والتهديد بكتم الصوت والحبر.

واضح لدينا أنّ جمرنا اللبناني متمرّد على الماء لن ينطفيء. ينحلّ تحت ألسنتنا شعباً اشتاق فعلاً للرماد والحياة عبر الرغبة في عشق اللهيب ؟؟؟.

رغبة النار في القرف من الجمر المستورد المتنقّل من غصنٍ لآخر في الشجرة اللبنانية وقد صارت  أرزة  يابسة مرتجفة.

هي البقعة التي حوّلها من اعتبر لبنان عقاراً خاصاً له ولأولاده وأحفاده وأزلامه أو طائراً نخروا آذاننا بأنه شبيه الفينيق أو الفينيقيا والله لا أعرف من يعرف أن يعلّق في علينا في نهاية المقال.

لكن شكراً لعدم الإطالة.

يصدّقون بأن اسمه فينيق زرعوا له ريشاً أبديّاً يُحرق ولا يُخرق، ونصبوا له قوائم أقوى من قلاع بعلبك ومنقاراً يهدّم حيثما نقر وأطلقوه فوق لبناننا وأجيالنا، ورحنا نتوسّل إليه التوقف عن التحليق فوق لبنان “يا أخضر حلو”.

لست من الذين يقرأون اللايك ولا القلوب الحمراء الراقصة. أعرف بأنّكم بمعظمكم شعوب يعشقون اللايك.

عاش لبنان؟؟؟ فقد لبنان جيبه وعيشه وشعاعه وأعشاشه.

 

*كاتب وأستاذ جامعي

عضو الهيئة العليا للإشراف على الإنتحابات.

سقطت النقطة من فوق حرف الحاء. انقطع التيار الكهربائي ونحن نستمر في الكتابة في العتمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى