دولياتسياسة

هذه هي أميركا:صراع بين قوي قادر وكبرياء متمرد…

 

د.أحمد عياش
هناك من يراهن في السياسة والعسكر ويصدق رهاناته.يظن ان في سقوط رئيس وتبوء رئيس آخر للحكم، سينجو بأعجوبة.
في الولايات المتحدة الاميركية منظومة حاكمة تبدل الادوار، تغير اسم رأس حربة القتال والهدف واحد:المصالح العليا للبلاد والمصالح العليا للقبضة المالية العالمية.
لم يكن دونالد ترامب مجرد قرصان مال بعقل اسبرطي وبسلوكيات مصارع على حلبة مراهنات ،انما كان ايضا خروجا عن مألوف منظومة مالية حاكمة لم تعتد الفظاظة والوقاحة والصراحة والوضوح في الكشف عن حقيقة وجه الرأسمالية الممزوجة بالعجرفة وبالفوقية وبروحية مبادىء شعب الرب المختار.
كان ترامب افضلهم بالوضوح بالتعبير القاسي عما تفكره منظومة حاكمة تتبادل السلطة ،انما متفقة ان كل آخر يختلف معها بالرؤية خصم وعدو.
ان الذي اسقط الترامبية السياسية المتمردة على الديبلوماسية هي الكلاسيكية الامريكية التي وجدت ان الترامبية اوقعتها في خلافات قوية مع دول كثيرة في العالم عادت على الولايات المتحدة الاميركية بالضرر.
الكلاسيكية الاميركية الآتية باستطاعتها ان تعيد ترتيب الامور عالميا بابتسامة ماكرة وبكلمات لائقة، فلن يتغير شيء سوى ان حاملة الطائرات المكشوفة فوق ماء البحار ستتحول لغواصة نووية مختفية في المحيطات والبحار والخلجان.
عودة المنظومة الكلاسيكية الاميركية ستحقق اهدافها في الاتفاق النووي مع ايران ،من دون ان تؤذي وجود اسرائيل او ان تضعف هيمنتها القتالية .
ما عاد الجيش العربي السوري قادر ان يحقق توازنا استراتيجيا عسكريا مع العدو ،والجيش العراقي صار في "خبر كان"، بالاضافة لنهاية الممول الاساس للتنظيمات العسكرية المتمردة على الانظمة العربية وعلى العدو فقد قتل في ليبيا.
الترامبية السياسية لم تسء فقط للدول العربية ،انما ايضا  لروسيا وللصين وتركيا وللاتحاد الاوروبي وصولا الى الامم المتحدة.
المنظومة الكلاسيكية الاميركية تؤمن بضرورة ان يبقى العبد بصحة جيدة وبأمان ،ليخدم مصالحها بقوة اكبر، بينما الترامبية السياسية كانت تؤمن ان على العبد ان يدبر رأسه وان يدبر طعامه وان عليه واجب الخضوع وخدمة مصالحها.
تمادت الترامبية السياسية في بطشها الى حد مست به سرّ خداع العقل العالمي ،اذ هُددت الديمقراطية ببطش الرعاع ورعاة البقر وقاتلي الهنود الحمر.
هذا ما لم يُتفق عليه بين الكلاسيكية والترامبية الهوجاء فكان لا بد من اسقاط الأخيرة.

الراسمالية الاقتصادية- الحربية تعرف تماما ماذا تريد وماذا تفعل .
ليس الصراع في العالم بين حق وباطل. لا، الصراع ببن قوي قادر وكبرياء متمرد.
كل كبرياء متمرد سيعاني من الفقر ومن العوز ومن حروب اهلية ،وممنوع عليه تأميم ثرواته الوطنية والاستفادة منها، والمطلوب منه فرط القطاع العام وخصخصة كل المرافق.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى