حروبسياسةمن هنا نبدأ

نتنياهو بين الوهم والإنتحار(حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوارنيوز

قبيل عملية “طوفان الأقصى” النوعية كانت القضية الفلسطينية أو فلسطين في العقل الدولي عموماً والعربي خصوصاً ،آخذة في الضمور. فالأنظمة العربية تخلت عن مبادرة حل الدولتين محاباة لدولة الاحتلال ،وبدأت عمليات التطبيع تتسع تدريجاً، وقد بدا ذلك واضحا من سلسلة مواقف معلنة للعديد من الدول العربية والاسلامية، وبخاصة دول الخليج العربي.

وكانت حكومة الاحتلال بدأت تتعامل مع هذا الواقع بإعتباره بوابة “الحل النهائي”. فغزة يجب أن تنتهي وشعبها سينتقل ضمن تسوية شاملة إلى دولة مجاورة، والضفة إلى إلإدارة الأردنية. هكذا تنتهي القضية وتنتهي فلسطين.

بعد “طوفان الأقصى”  انقلب السحر على الساحر، رغم حجم الإبادة التي تعمدها العدو :  

– فلسطين والقضية الفلسطينية عادت حية وجدد ” طوفان الأقصى” شبابها.

– “الحل النهائي” الآن صار محكوماً باعتراف حقيقي بالمقاومة الفلسطينية ،ولم يعد ممكناً أي حل خارج إطار التفاوض من الفلسطينيين انفسهم مباشرة، لا مع الأنظمة العربية التي تعطي الأولوية لمصالحها لا لمصالح الشعب الفلسطيني.

-الرأي العام الدولي صار أكثر تفهماً للقضية، ومن كان في الأيام الأولى لطوفان الأقصى في موقع المتضامن مع العدو، تحول بعد أيام قليلة على جرائم العدو إلى معاد ورافض لممارسة العدو ،ويدعو إلى احترام حقوق الشعب الفلسطيني، لاسيما حق إقامة دولته المستقلة.

-إن تحصين قوة المقاومة الفلسطينية يكمن الآن في وحدة الفلسطينيين، وهذه فرصة تاريخية أمام قيادة السلطة الفلسطينية ممثلة بالسيد محمود عباس، وأمام قيادة حركة “فتح”، بأن يأخذوا زمام المبادرة والعمل على توحيد الجهد الفلسطيني والوقوف صفاً واحداً في وجه العدو وفي وجه الأنظمة المطبعة.

– بعد “الطوفان” لم يعد الحل الأمني للقضية الفلسطينية ممكناً، وهذا ما بات يدركه تماما العدو، لذا فهو سيلجأ إلى الدول المطبّعة لإيجاد حل اقتصادي للقضية… وحتى هذا الأمر بات صعباً على الدول المطبعة ذاتها.

كل الأمور اليوم معلقة على قدرة المقاومين على تحمل الضغوط، والاستبسال في مواجهة عدو أعمى كي يتعب من جرائمه.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى