منوعات
مهنا بعد جولة فرنسية ومشاريع مشتركة: الصحة المستدامة حقٌ لكل إنسان
الحوارنيوز – خاص
عقد الدكتور كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية أثناء زيارته إلى فرنسا، مجموعة من المبادرات واللقاءات الهادفة إلى حشد الدعم والتضامن الإنساني مع لبنان على عدة مستويات، استجابة للوضع المأساوي الذي طال كل نواحي الحياة وأثر على معظم الشعب بشكل كبير في مختلف مجالات الحياة الأساسية كالصحة والأمن الغذائي والاستقرار الاجتماعي.
بداية، عقد مهنا اجتماعا مع فريق عامل فرنسا، تبادلوا خلاله التجارب وخبرات العمل الميداني خصوصا بعد زيارة الفريق للبنان في الشهر المنصرم وجولتهم على المراكز الصحية التنموية للاطلاع على عمل المؤسسة في المناطق المهمشة.
وكمحصلة لهذا الاجتماع، شارك مهنا ضمن المؤتمر الصحفي لاطلاق حركة الحق في الصحة المستدامة Une Santé Durable pour Tous بالشراكة مع عامل فرنسا وفاعلين في ميدان العمل الإنساني وعلى رأسهم بينوا ميريبيل، والتي تهدف إلى الضغط على أصحاب القرار والفاعلين في المنطقة من أجل تأمين الحق في الصحة لكل الناس بدون تمييز أو عوائق، وقد ركّز مهنا في مداخلته على ضرورة النضال الإنساني من أجل صون كرامة الإنسان في العالم من خلال تأمين حقه في الصحة الذي من خلاله يصبح قادراً أن يكون متمكناً وفاعلاً في كل المجالات الأخرى، مؤكداً أن “الحق في الصحة” والتنمية إحدى أبرز القضايا الانسانية التي تناضل من أجلها مؤسسة عامل منذ 5 عقود، وهي تسعى بشكل دائم لتصويب السياسات العامة ودعم القطاع الصحي لضمان حق الجميع بالوصول للصحة بدون تمييز. ولهذا سخّرت عامل، بالتعاون مع شركائها، على امتداد الأراضي اللبنانية، من خلال 28 مركزا للرعاية الصحية الأولية الى جانب 6 عيادات نقالة بقيادة 1200 متفرغ لتوفير الوصول للبرامج الصحية والتنموية الأساسية خصوصا للفئات الأكثر ضعفا للتخفيف من محنته.
كما شارك مهنا في مؤتمر صحفي في مدينة ليون الفرنسية، أعلن فيه عن اطلاق حملة تضامن عالمية مع لبنان في محنته، معتبراً أن لبنان بحاجة التضامن الإنساني والدعم الدولي والعربي لتعزيز صموده ومنع انهياره، وليكون قادراً على الاستمرار باحتضان العدد الهائل للنازحين السوريين، الذي يتجاوز المليون إلى حين ايجاد حل سياسي للأزمة السورية، في ظل فقدان الحس الإنساني وتراجع العمل النضالي لصالح العمل التقني والربحي عالمياً، معتبراً أن لبنان قدم أنموذجاً تضامنياً مع النازحين في حين أغلقت الدولة الغربية حدودها، بما يتنافى مع اتفاقية جنيف- البند الرابع وتخلت عن دورها في احتواء نتائج الأزمة السورية، لافتاً إلى أن صون كرامة الإنسان وتأمين الحق بالوصول إلى الحقوق الأساسية، يتطلب تضامنا عالميا وتحمّل مسؤولية من قبل صنّاع القرار والمؤثرين، كما يتطلب تقديم الأنموذج الناجح الذي يحتذى به لبناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية والتحرر الوطني، وهو ما انشغلت عامل ببنائه خلال مسيرتها في لبنان وحول العالم.
وأشار مهنا في مقابلة مع يورونيوز الأوروبية الى أنّ جائحة كوفيد-19 أظهرت بشكل واضح ضعف الأنظمة الصحية والجيش الأبيض في العالم، فضلا عن ما كشفته من تمييز في الوصول الى اللقاحات خصوصا دول العالم الثالث (أكثر من 100 دولة لم تحصل على الللقاح). واعتبر مهنا أنّ الحق في الصحة يعدّ اليوم شعارا رنانا لا صلة له بالواقع على الأرض حيث أنّ المجتمع الدولي يركز على مواضيع الديمقراطية والجندرة في حين أنّ الهوّة بين الفقراء والأغنياء تزداد سعة . ومن هنا شدّد على تجربة عامل الرائدة مع الفئات الشعبية وأنّ التزامها بالقضايا العادلة للشعوب وبتوزيع عادل للثروات أدى الى اختيارها واحدة من ست مؤسسات انسانية في تقديم انموذج ريادي للحق في الصحة مع الفئات المهمشة في العالم.