من هو الفاسد الذي يدعو سماحة المفتي لعدم انتخابه؟(حكمت عبيد)
حكمت عبيد – الحوارنيوز خاص
خصص مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان معظم خطبته التي القاها أمس لمناسبة عيد الفطر السعيد لقضية الانتخابات النيابية.
سماحة المفتي الذي نحترم، أمّ الصلاة وكان خلفه عدد من الذين شغلوا وتبوأوا مسؤوليات حكومية ونيابية على مدى ثلاثين عاما مضت، ومنهم من كان في موقع صانع القرارات التي رسمت للمسار الذي سلكته الدولة وأوصلنا الى الانهيار التام.
وأبرز هؤلاء كان الرئيس فؤاد السنيورة الذي أمعن في تكريس السياسات الخاطئة، وكان المستشار غير الأمين للرئيس الشهيد رفيق الحريري.
لا شك أن سماحة المفتي يدرك أن الفساد المالي والإداري له غطاء سياسي شارك فيه كل أرباب النظام الذين تولوا الحكم، بعد اتفاق الطائف، ولتاريخه، وبإحتساب سنوات الخدمة يتضح أن السنيورة في مقدمة هؤلاء.
– فمن الذي سوّق لتبديل الدين العام من العملات اللبنانية الى العملات الأجنبية بحجة تأمين وفر في الفوائد؟
-من هو الذي رفض وضع الضرائب على الأثرياء ورفض زيارتها على المصارف، بينما زاد الضرائب غير الاستهلاكية على الشعب اللبناني؟
– من سوّق لشركة سوليدير وظلم أصحاب الأملاك البيارتة قبل غيرهم، وحرمهم من حقهم المصان بالدستور بموجب قانون ثم منحهم تعويضات سخيفة؟
– من غطى واستفاد من الصفقات الكبرى واغتنى بالمال الحرام، من محرقة برج حمود الى شركات الدفع المسبق لركن السيارات في بيروت الى غيرها وغيرها؟
– من هجر أبناء بيروت الى الضواحي وأغراهم ببعض المال ومن ثم رفع قيم العقارات أضعافا وأضعاف؟
–
– من استباح بيوتا وأساء لهويتها التاريخية ولم يحافظ على عمارتها وتراثها وإجتماعها ونسيجها الاجتماعي الجميل، وموقعها الوطني الرائد والمتقدمة
أمام كل ذلك، يمكن لأي مستمع الى خطاب سماحة المفتي الذي وصف الانتخابات النيابية “بالفرصة المتوفرة أمامنا، لتحقيق هذا التغيير عبر الانتخابات النيابية المقبلة”،وحذر من خطورة الامتناع عن المشاركة في الانتخابات، ومن خطورة انتخاب الفاسدين السيئين، لأن الامتناع عن المشاركة في الانتخابات هو الوصفة السحرية لوصول الفاسدين السيئين إلى السلطة، وأن تكرار الأخطاء جريمة”، إلا أن يستنج بأن كلام المفتي يعني عدم انتخاب اللوائح المدعومة من الرئيس السنيورة لأنه هو، وشركاء له في السلطة وفي التحاصص المالي، من أبرز الفاسدين مباشرة أو مواربة.
لقد أصاب المفتي في بعض مقارباته، ومعه نسأل:
– من الذي حوّل المجرم الذي قتل رئيس حكومة سابق هو رشيد كرامي إلى بطل؟
– من قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري واستثمر في الجريمة حتى نقطة دم ووظفها في سبيل إحداث فتنة مذهبية والقيام بإنقلاب على الدستور وعلى الوحدة الوطنية وأبعد الشرفاء عن متابعة هذه القضية كالوزير النظيف والآدمي والوطني بهيج طبارة ومحاصرة المقاومة كرمى لعيون السيدة كوندليزا راقية
– من هم الذين حولوا لبنان إلى دولة فاشلة، تستجدي الماء والكهرباء، ورغيف الخبز؟
لا أحد من هؤلاء الفاشلين يملك الجرأة على الاعتراف بما اقترفته يداه الملوثتان بوحول الفساد والمال الحرام بل إنهم يصنفون أنفسهم ملائكة وقديسين، ليعودوا إلى مسرح الجريمة من جديد، يعيثون في الوطن اللبناني فسادا وإفسادا، فحذار من أقوالهم المخادعة والمضللة”.
من هم يا سماحة المفتي؟ يكفي أن تنظر خلفك لترى أطياف الشياطين تجوب أروقة مكان مقدس لا يجب أن تسمح لهم بأن يقربوه وهم سكارى بدماء الأبرياء من اللبنانيين.
نكتفي بهذا القدر من نقاش صادق كتبته من وجع، وأني لعلى ثقة بأن سماحته صاحب الصدر الأرحب ويدرك الحقيقة كما لم يدركها أحد.
نعم، نحن أمام فرصة تاريخية للتغيير لكن ليس بأدوات هي هي من صنع الأزمة واغتنى منها وصار له ولأبنائه عقارات تتجاوز بقيمتها ثروة من ضحى بماله وحياته في سبيل لبنان ووحدته وعنيت الشهيد رفيق الحريري.
فالناس، يا سماحة المفتي، فيهم الكريم واللئيم، وفيهم من إذا أحسنت إليه شكرك وعرف لك الجميل وذكرك بالذكر الحسن وكافأك على المعروف متى ما سنحت له فرصة ولو بكلمة طيبة متبعا هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: (من أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أن قد كافأتموه).
ومنهم اللئيم من إذا أحسنت إليه تمرد وكفر معروفك وأنكر جميلك وتناساك وجفاك إذا انتهت مصلحته وتمت فائدته، وهذا الضرب كثير في هذا الزمان والله المستعان.
إن نكران الجميل وقلة الوفاء من الأخلاق الذميمة التي نهى عنها الشرع وحذر منها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يشكر الله من لا يشكر الناس).
إن المؤمن ينبغي عليه أن يكون وفيا شاكرا لأهل الإحسان ذاكرا للجميل حسن العهد بمن أحسن إليه يحفظ الود ويرعى حرمة من له صحبة وعشرة طويلة لا ينسى المعروف لأهله ولو طال به الزمان.
فهل وجدت هذه الصفات ببعض من كان يقف خلفكم، لاسيما من داس على إرث الرئيس الحريري بعد أن اغتنى من ماله؟