من خروتشيف ..الى حسين!
يحكى ان الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف وفي بدايات عهده الرئاسي ،اكثر من نقد مرحلة حكم الرئيس جوزيف ستالين، متهماً اياه بفرض عبادة شخصية القائد الاوحد للبلاد. وفي احد لقاءاته مع الصحافيين وجّهت له اسئلة خطية ،ومن بين تلك الأسئلة سؤال جريئ:لماذا لم تقولوا ما تقولونه الآن عن الرفيق ستالين أمامه وله؟
نظر الرفيق خروتشوف بالصحافيين بحذر وانتباه وترقب وسأل:
-من صاحب هذا السؤال؟
ساد الصمت وظهرت دلائل الخوف على الوجوه ،وصار كل واحد ينظر الى الآخرين لإبعاد ما بدا تهمة لعينة، لها عواقب وخيمة.
إبتسم الرفيق الزعيم وقال:
-لا بأس عليكم،هل عرفتم الإجابة الآن؟..لم اصارح الرفيق ستالين بأرائي آنذاك، لنفس سبب صمت الصحافي الآن ،الذي وجّه لي السؤال وارتعب من سؤالي.
***
من الاختبارات العيادية للأطفال الذين أعاينهم في بيروت، إعطاء الطفل دون السادسة من عمره ورقة بيضاء وقلم رصاص واقلام تلوين ،والطلب إليه ان يرسم ما يشاء، وعادة او في الأحرى غالبا ما يرسم هؤلاء بيتاً.
وفي احد الأيام حضر طفلان في عمر الخمس سنوات الى العيادة ،فتعارفا في غرفة الانتظار و جلسا قرب بعضهما البعض ليرسما ،بانتظار الانتهاء من الحديث مع والدة احدهما.
دخل الطفال الاول بهدوء وخجل وتأنٍّ مفرط ، واسمه علي ، حاملاً رسمته ليقف امام المكتب وليضع رسمته على المكتب بروية الخائف من صراخ ما. وكما توقعنا فقد رسم بيتاً وشمساً لوّنها بالأصفر وعصفوراً ازرق يطير فوق شجرة لونها بالاخضر وانثى قال انها امه.
شرح علي رسمته بانه رسم بيته وعصفوره وشمس ضيعته، وقال انه يحب اللعب تحت الشجرة بقرب امه التي تفرض عليه الامور فرضا وتمنع عنه لعبته الالكترونية.
ثم دخل الطفل حسين ومعه رسمته واثقاً من نفسه ، خابطاً الباب من غير قصد بقدمه اليمنى، وجلس بثقل على الكرسي ثم وقف بسرعة وتقدّم الى امام المكتب و وضع رسمته على المكتب بقوة وضجيج غير مفتعلين.
كانت رسمته عبارة عن بندقية تشبه الكلاشنكوف لوّنها على عجل وبفوضوية بالاسود وقربها نقاط كثيرة صفراء، قال انها رصاص.
سألته :
-ولماذا بارودة يا حسين؟
نظر في عيني مباشرة وقال بعدوانية:
–لآخذ بيت علي، ولآخذ عصفوره، ولأقتل أمه التي تبكيه.