رأي

من الهوية الى الميدان: هكذا تتحول جبهة لبنان الى حرب مفتوحة(علي يوسف)

 

كتب علي يوسف – الحوار نيوز

يساور الجميع سؤال ملح و مصيري حول ما اذا كان حزب الله سيفتح الجبهة اللبنانية في حرب شاملة مع العدو، ام انه سبحافظ على صيغة الجبهة المساندة والمشاغلة عسكريا للعدو تخفيفا للضغط العسكري الصهيوني في العدوان على غزة ..؟؟؟؟؟؟
واعتقد ان الجواب على هذا السؤال تحدده هوية الحرب من جهة، وتطوراتها المتدحرجة من جهة ثانية …
ماذا يعني ذلك ؟؟ :
للجواب على هذا السؤال يجب الأخذ بعين الاعتبار ثلاثة معطيات قبل الانطلاق الى الاستنتاجات :
-اول معطى هو التوجيه الذي اصدره سيد المقاومة للاعلام باعتبار شهداء المقاومة “شهداء على طريق القدس ” واطلاق هذه الصفة على “الشهداء الذين يرتقون الى الشهادة على طريق القيام بواجبهم الجهادي”…
-المعطى الثاني هو التأكيد القاطع الذي اعلنه السيد والقاضي بعدم السماح بخسارة حماس للمعركة ….
– والمعطى الثالث هو قول السيد عن تغيير طريقة التعاطي مع الحرب العدوان بحيث لا يتم الحديث والاعلان عما سيجري في الميدان بل سيُترك الامر للميدان ثم يتم شرح ماذا جرى ومفاعيله ودلالاته ونتائجه …

و يمكن القول ان هذه المعطيات هي التي تحدد سقوف ومجريات المواقف التي سيعتمدها حزب الله في الميدان وفي السياسة وفي التكتيك والاستراتيجيا …..
كيف ذلك ؟؟…:

في المعطى الاول حدد السيد الهوية السياسية لدور الحزب والمقاومة الاسلامية في هذه الحرب بكونه يعتبرها على الطريق الى القدس و ليس دورا في حرب حدودها تبادل اسرى ،لأن مثل هذه الحدود  تتعلق ب حماس والجهاد الاسلامي والمنظمات الفلسطينية ويصبح دور الحزب دورا داعما ..عسكريا كان او سياسيا.. وبالتالي لا يستوجب ذلك الدخول في حرب شاملة من خلال الجبهة اللبنانية …

وفي المعطى الثاني حدد السيد الخطوط الحمر التي ستدفع الحزب حكما الى الدخول الشامل بجبهة حرب مفتوحة في الجنوب، لأن خسارة حماس والجهاد الاسلامي والمنظمات الفلسطينية يهدد بتصفية القضية الفلسطينية ،وهو امر لا يمكن السماح به مهما كان الثمن.  كما انه يؤدي لتغيير كبير في موازين القوى الاقليمية والدولية لا يمكن السماح به، خصوصا في ظل المسار والعمل نحو عالم متعدد الاقطاب ..
وفي المعطى الثالث جاء اعتبار الميدان العامل الحاسم والأهم مرتكزا الى نقاط عدة ضرورية لتحديد التطورات :
والاهم في هذه النقاط ارتباط الموقف بالهوية التي ستأخذها الحرب اي تبادل اسرى ام سقوط المفاوضات حول الاسرى والانتقال الى معركة وجود معركة ربح اوخسارة …
والنقطة الثانية المهمة عدم رغبة سيد المقاومة في وضع سقف سياسي قد يتناقض و التطورات التي يمكن ان تحصل في الميدان وتفرض نفسها على حركتي حماس والجهاد الاسلامي والفصائل الفلسطينية ،خصوصا في ظل ضغوطات الميدان والضغوط القطرية والمصرية وحتى التركية لاحقا، وبما يؤدي الى وجود سقفين سياسيين متناقضين للمعركة من قبل محور الممانعة، وهذا امر لا يجوز حصوله على الاطلاق …
والنقطة الثالثة المهمة تتعلق بالتطورات الميدانية العسكرية، ان على صعيد جبهة لبنان كحصول عدوان اسرائيلي يطال العمق اللبناني او يطال اغتيالات او  عدوانا كبيرا على المدنيين ما يؤدي الى تدحرج الميدان نحو معارك واسعة مفتوحة على كل التطورات .. او على صعيد الجبهات الاخرى لدول وقوى الممانعة في المنطقة، خصوصا بعد تدخل قوى متنوعة اطلسية غربية، وكذلك اخذ دول وقوى الممانعة دورها كقو ى مساندة حتى الآن، واحتمال حصول صدامات في اي من الجبهات تتدحرج بموجبه المعارك نحو التوسع واخذ وجوه اخرى ومضامين اخرى …

انطلاقا من المعطيات التي ذكرناها يمكن القول :
-ان الجبهة اللبنانية ستبقى جبهة مساندة طالما ان السقف السياسي للعدوان على غزة والمعارك الناجمة عنه هي تبادل الأسرى ..
-ان هذه الجبهة تتحول الى جبهة حرب مفتوحة اذا تعرضت حركتا حماس والجهاد الاسلامي لاحتمال الخسارة ،وهوامر غير وارد على الاقل حتى الآن، حيث مازالتا تملكان زمام المبادرة رغم كل الدمار والمجازر التي ينفذها الجيش الصهيوني ..
-ان هذه الجبهة تتحول الى جبهة حرب مفتوحة اذا سقط سقف تبادل الاسرى وتحول السقف الى معركة ربح او خسارة اي معركة وجود ..
-تتحول الى جبهة حرب مفتوحة اذا تدحرجت الاعمال العسكرية في الميدان على امتداد الاقليم الى اختراقات لا يمكن السكوت عنها او ضبطها ……

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى