هدى سويد ـ إيطاليّا-خاص الحوار نيوز
البحث عن ترنيمة للحياة قد تكون صعبة في هذه الأيام ، إلاّ أنّها قد تكمن في مسائل بسيطة منها، كأن لا تتلكأ عن زيارة مدينة أقوم بزيارتها ما بين الحين والآخر ، اسمها بياترا سانتا .
مدينة تتحول إلى ترنيمة حياة ثقافية ما بين ليلة وضحاها بساحتها الرئيسة، كنيستها الرخامية اتي تعود للقرن الثالث عشر( لم تعد مكانا للشعائر المقدسة ) ذات الإرث الثقافي التاريخي ، جمالها الداخلي تعكسه كل إبداعات بعض رسامي ونحاتي المرحلة الفلورنسية تحديدا وبعض الشئ ميلانو ولوقا ..
أقول ، لو خلت هذه المدينة من الترنيمة هذه لبدت شبيهة بأي مدينة إيطاليّة أو في أي رقعة من الأرض ، أي معجوقة بطرقاتها ، مطاعمها ، مخازنها والمحال المختلفة بموضتها .. وإن كانت بياترا سانتا لا تخلو من جمال أبنيتها التاريخية وخصوصيّة أقمشتها الإنكليزية .
في كل مرّة يُدهشني الدخول إليها ، إلى ساحتها ، تقع عيناي دوما على جمال ما لا أتوقعه ، وإن كنت على دراية لما قرأته قبيل توجهي إليها .
المشهد يختلف ما مابين المخيلة والحقيقة .
ما اختزنه المكان إنما هو لوحات ، منحوتات سرديّة الشكل واللون ، إرتأى الفنان النحات الميلاني (نسبة إلى مدينة ميلانو) ماركو كورنيني ـ مواليد 17 مايو 1966، حظي بأبرز وعديد نصوص نقديّة حول أعماله ـ اختيارالإنسان موضوع أعماله بشكل عام ، المرأة الأنثى بصورة خاصة ، قولبتها في أشكال ومواقف مختلفة بقماشة حسيّة نفسيّة، تعكس الحياة العاديّة اليوميّة التي تتجلّى في عناوين منحوتاته :
عناق ، تعجبني نظراتك إليّ ، تلك ذات الخطوات الواثقة ، أفكار خلال الصفحات ، ممددة فوق سرير ، أفكار خلال الصفحات ، وحيدة ، ذكرى لحظة مرت ، حرّة أو كنبة حمراء .. مبتعدا عن الإنشاء والخطابات .
توزعت أعمال كورنيني في كل الإنحاء (منها أعمال قديمة) ، مُشكلا كما فعل من سبقه مدينة أخرى ليست حكرا على فئة النخبة ، هنا يتواصل دور كل من المدينة والفنان وبالتالي يتمكن للفن من أن تكون رقعته أوسع وفي متناول كل عابر .
ليس على المرء إلاّ الإنتقال في هذا المعرض الذي حمل عنوان “واندر أوف لوف” (1) ويستمر من 1 يوليو تموز ولغاية 18 من سبتمبر أيلول ) الموزع في الهواء الطلق وداخل الكنيسة ـ التي انتقيت منها مؤخرا منحوتة من معرض كانت غلافا لكتابي (أنا أبقى في البيت) .
من هكذا معرض عدت وغفوت بعينيّن مشبعتين ببعض من ترنيمة الحياة .