معاناة النحّالين تتفاقم مع سوء الأحوال الجوية:خسائر فادحة وغياب رسمي
علي رمضان* – خاص الحوار نيوز
يقول العالم الانجليزي اسحاق نيوتن “يحتاج العالم اربع سنوات للانقراض اذا ابيد النحل”.
في هذا القول إشارة واضحة الى اهمية هذه الحشرة في حياة الانسان و الطبيعة، إذ هو يصنف على اختلاف أنواعه البالغ عددها 20000 نوع من الحشرات التي تعود في تصنيفها إلى رتيبة “ذوات الخصر”، والتي تنتمي إلى رتبة غشائيات الأجنحة، وتختلف هذه الأنواع في طبيعتها تبعاً لاختلاف أشكالها، وألوانها، وأحجامها، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالدبور.
كما يُلاحظ اختلاف في أنماط حياة كل نوع منها، والأماكن التي تتخذها بيوتاً، بالإضافة إلى مواسم نشاطها، ونوع الأزهار التي تزورها. فبعض أنواع النحل تقوم بعملية تلقيح الزهور تبعاً لموعد تفتُّحها وإنتاجها للرحيق، وهناك أنواع تمارس نشاط التلقيح خاصتها طوال النّهار، وأنواع أخرى عند الفجر، وثالثة ليلية تعمل في ضوء القمر.
وعلى الرغم من تعدد أنواع النحل ومواسم نشاطه، إلا أنّه يقدم للعالم خدمة بيئية لا تقدّر بثمن، تكمن في كونه المسؤول عن تلقيح 80% من النباتات المزهرة،بالإضافة إلى تلقيح ما نسبته 75% من أشجار الفواكه، والخضروات، والمكسرات. لذلك فهو السبب الاساس في استمرار الحياة البشرية والطبيعية وحتى المناخية.
إن ما يجري منذ بضع سنوات من عوامل طبيعية وأخرى مفتعلة، كلها لها ارتدات سلبية على هذه الحشرة وتؤثر سلبا على وجودها .
نحن كنحاليين نتكبد خسائر جمة بفعل تغاضي السلطات المعنية عن الافعال السلبية التي يقوم بها بعض المزارعيين عبر استعمال الادوية السامة الممنوعة في اكثر الدول في العالم .
مع اننا رفعنا صوتنا عاليا مرارا مع المسؤولين و حتى اصحاب الشأن من المزارعين ، فضلا عن اللجوء الى وسائل التواصل للتنبيه من هذه المخاطر، الا ان كل ذلك لم يلق الصدى المطلوب. وهنا نسجل عتبًا على الاعلام المرئي والمسموع لعدم اعطاء هذا الجانب حيزًا كافيًا من الاهتمام التوعوي في الأقل منه، وما زلنا على مر السنوات نخسر من جهدنا وتعبنا وانتاجنا واقفارنا الكثير.
ولم يكن ينقص هذا القطاع الزراعي الحيوي، عدا عن السرقات المتزايدة هذه الايام، الا سوء أحوال الطقس والعوامل المناخية المتقلبة هذا العام، التي تضاعف معاناة النحالين وتحملهم خسائر لم تكن في الحسبان، حيث ان قساوة الطقس ادت الى خسائر تفوق الـ 35% بسبب البرد والجوع .
انه مؤشر خطير يجب التنبه له بعيدا عن الاكلاف والخسائر، انما الأساس هو المحافظة على وجود هذه الحشرة لما لها من فوائد متعددة ذكرنا بعضها آنفًا.
صحيح ان لا علاقة للسلطة بأحوال الطقس ،انما هي معنية بطبيعة الحال في رعاية النحالين وحمايتهم، ومنع استعمال المبيدات السامة والتعامل مع السرقات على انها جرائم، وتخفيف الاكلاف الجمركية على المواد المستوردة لمساعدة هذا القطاع على تخطي الازمات والاستمرار به.ايضا العمل على برامج توعوية من خلال اشراك القطاع الاعلامي في ذلك بالتعاون مع نحالين فعليين يسهرون على هذا القطاع.
*مربي نحل