سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: الاستحقاق الرئاسي في دائرة الإرباك والانتظار

 

الحوار نيوز – صحف

ظل الاستحقاق الرئاسي في دائرة الإرباك والانتظار ،وهو ما عكسته افتتاحيات الصحف الصادرة اليوم.

 

 

النهار عنونت: ماذا وراء “تبرؤ” باريس من دعم فرنجية؟

  وكتبت صحيفة النهار تقول: بما يشبه سكب المياه الباردة على الرؤوس الحامية، جاء النفي الفرنسي المفاجئ لدعم باريس ترشيح رئيس “تيار المردة” #سليمان فرنجية ل#رئاسة الجمهورية ليثير مزيدا من التخبط واللغط اللذين يطغيان على المشهد الداخلي واللذين كانت “النهار” اشارت اليهما امس كعلامة فارقة تواكب تصاعد “صراع الرهانات” في لبنان عقب الهجوم الارتدادي الذي تتولاه الجهات الداعمة لترشيح فرنجية منذ زيارته الأخيرة لبكركي واعلانه منها بيانه الترشيحي. واذا كانت التساؤلات الأولية تمحورت داخليا حول انعكاس “تبرؤ” باريس من أي تورط في دعم أي مرشح، كما اكدت الخارجية الفرنسية في موقفها المفاجئ امس، فان ثمة تساؤلات أخرى لا تقل أهمية ودلالة أثيرت لدى أوساط سياسية وديبلوماسية من ابرزها: لماذا تأخرت باريس الى البارحة في وضع حد حازم لتوظيف اسمها في السباق الرئاسي اللبناني ولم تبادر الى ذلك قبل الان؟ وهل ثمة عوامل خفية اصطدمت بها باريس بجدية حاسمة في اندفاعها نحو تسويق معادلة دعم ترشيح فرنجية في مقابل تعيين نواف سلام رئيسا للحكومة وقيام حكومة إصلاحية أدت الى نفيها الرسمي لدعم فرنجية ؟ والاهم ما هي حقيقة مواقف الشركاء الأربعة الاخرين ل#فرنسا ضمن خماسي الدول المهتمة والمتابعة للازمة الرئاسية اللبنانية وهي الى فرنسا الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، من “المبادرة” او الوساطة الفرنسية؟ وهل فعلا حصل أي تغيير إيجابي في الموقف السعودي من ترشيح فرنجية ام ان هذا الموقف لا يزال على تحفظه الثابت من لعبة الأسماء كلا ؟

بحسب التفسيرات الغالبة لبنانيا، يبدو الموقف الفرنسي نتيجة حذر شديد من توريط باريس في التوظيفات السياسية المضخمة التي سادت الساحة الداخلية في الأيام الأخيرة منذ اندفع الفريق المؤيد لفرنجية في تسويق وتعميم هجوم مضاد محوره الزعم بنجاح فرنسا في انتزاع مرونة متقدمة من السعودية حيال ترشيح فرنجية. اذ ان ذلك رتب محاذير على باريس ودورها ان لجهة الانعكاس السلبي على ما يدور حقيقة في كواليس المشاورات بين دول الخماسي، او لجهة “النقزة” المتعاظمة لدى جهات لبنانية عديدة تصنف تقليديا وتاريخيا في خانة أصدقاء فرنسا حيال ما باتت تراه هذه الجهات من انحياز وعدم موضوعية في الدور الفرنسي، وهو امر صار ينذر بعواقب غير مسبوقة على هذا الدور وفعاليته المحتملة. ويرجح ان تكون هذه المناخات وراء استدعاء باريس لسفيرتها في بيروت ان غريو في الأيام الأخيرة وتزويدها بتوجيهات جديدة قبل عودتها الى بيروت في الأيام القليلة المقبلة.

وفي أي حال يتعين انتظار مزيد من المعطيات والمعلومات لتبين الدوافع الكاملة وراء هذا الموقف وحقيقة المجريات التي تمر بها المشاورات المتصلة بملف الازمة اللبنانية. وفي هذا السياق كانت وزارة الخارجية الفرنسية اكدت أنّ باريس “ليس لديها أيّ مرشّح في لبنان” لرئاسة الجمهورية، وذلك بعيد حديث وسائل إعلام لبنانية عن دعم فرنسي محتمل للوزير السابق سليمان فرنجية لهذا المنصب الشاغر منذ ستة أشهر. وبحسب “وكالة الصحافة الفرنسية” قالت المتحدثة باسم الوزارة آن- كلير لوجاندر خلال مؤتمر صحافي امس: “على اللبنانيين اختيار قادتهم”، في إشارة إلى الرسالة التي بعثتها باريس في الأشهر الأخيرة. واكدت المتحدّثة أنّ “على الجهات اللبنانية تحمّل مسؤولياتها وكسر الجمود السياسي لانتخاب رئيس جديد بسرعة”، قائلة انّ الشغور “يلقي بظلاله أولاً على الشعب اللبناني”.

وأضافت: “يتعلّق الأمر بانتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة مع كامل الصلاحيات تكون قادرة على تنفيذ الإصلاحات التي يحتاجها لبنان والشعب اللبناني بشكل عاجل في مواجهة الأزمة الخطيرة التي يمرّان بها”. وأشارت الوزارة إلى أنّ فرنسا تجري “اتصالات كثيرة مع الجهات السياسية لبنانية”.

 

الاشتراكي والمعارضة

ولعل المفارقة اللافتة في اطار تطورات الملف الرئاسي تمثلت في مواقف توضيحية أيضا للحزب التقدمي الاشتراكي بعدما طاولته “الاجتهادات”، اذ اشار عضو كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبدالله، إلى أن الحزب التقدمي الإشتراكي “لا يعبر عن الموقف السعودي، بل يعبر عن موقفه هو، وعندما يكون لدينا أي رأي سنقوله علناً وفي الوقت المناسب”، لافتا الى أنه “حتى الآن لا يوجد أي تغير في مواقف الدول في ما يخص لبنان، وللأسف هذا الأمر انعكس توتراً على الداخل”. وأكّد ردا على سؤال عن موقف الاشتراكي في حال بدلت المملكة موقفها من سليمان فرنجية، أن “اللقاء الديموقراطي يملك ما يكفي من الجرأة والشجاعة لإتخاذ القرار المناسب”.

وفي هذا السياق اصدرت مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي بيانا تعليقاً على تقارير تناقلتها بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية ونسبت كلاما الى النائب وائل أبو فاعور عن الموقف السعودي وترشيح فرنجية، فأعلنت “ان النائب وائل أبو فاعور لم يُدلِ بأي تصريح ولم يُجرِ أي حديث عام أو خاص حول الموقف السعودي من انتخابات رئاسة الجمهورية، وبالتالي فإن ما ذُكر حول هذا الأمر غير صحيح”.

في المقابل اعلن امس النائب ميشال الدويهي، أن “إسم صلاح حنين هو الأكثر نضوجاً بالنسبة للمعارضة، وهو كان مدرجاً ضمن سلة أسماء نواب التغيير، وهو الإسم الذي يجمع أحزاب “القوات اللبنانية ” والإشتراكي و”التغييريين” والكتائب وعدد من النواب المستقلين”. ولفت الى أن “المعارضة هي مجموع النواب الذين يعارضون وصول رئيس من محور معيّن ويضعون شروطاً حول المواصفات المطلوبة”. واشار الى أن “في حال رأينا أن مقاطعة جلسات الإنتخاب ستمنع المزيد من الإنهيار فسنأخذ قراراً بشأنها”.

 

مناشدة ميقاتي

وفيما تبدأ اليوم عطلة عيد الفطر وتمتد الى الثلثاء، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال #نجيب ميقاتي في بيان تهنئته اللبنانيين بالعيد “إننا نجدّد في هذه المناسبة أملنا وثقتنا بأنه بتعاوننا، نحن اللبنانيين، يمكننا التغلّب على الصعوبات والمشكلات الكثيرة التي نعاني منها”. وجدد مناشدته الجميع، “في هذه الايام المباركة، باعطاء الاولوية لانقاذ وطننا مما يعاني منه وتجاوز الخلافات السياسية والاختلاف المشروع في وجهات النظر، لاعادة الدور الى المؤسسات الدستورية وتحصين بنيان الدولة، وهذا هو المدخل الصحيح للانقاذ”.

على الصعيد المعيشي أعلنت الهيئات الإقتصادية امس “رفضها المطلق كل ما يتم تداوله حول زيادة بدل النقل اليومي الى 450 ألف ليرة للعاملين في القطاع الخاص”، معتبرة أن “زيادة بدل النقل اليومي الذي تم إقرارها في إجتماع لجنة المؤشر الاخير وإعتماد 250 ألف ليرة يومياً هو بدل عادل ويلبي مطلبات الإنتقال الى العمل”. وذكرت “أنها هي أول من بادر الى إقتراح زيادة بدل النقل اليومي إستجابةً لمتطلبات انتقال العمال الى العمل، مشيرة الى أن سلة الزيادات على الأجور والتقديمات (إستشفاء منح التعليم وغيرها) التي تم إقرارها للعمال والموظفين في القطاع الخاص في الفترة الماضية هي مستدامة وليست آنية وأكبر بكثير مما تم إعطاؤه للقطاع العام. كما أنها الزيادات على الأجور تدخل في صلب الراتب خلافاً لما هو معمول به في القطاع العام”.

وبالنسبة لزيادة الدولار الجمركي، طالبت الهيئات الإقتصادية “بعدم زيادة الدولار الجمركي الى ما يوازي دولار منصة صيرفة، والتوقف عند سقف الـ60 ألف ليرة، لإعطاء الوقت الكافي لدراسة أثر زيادة الدولار الجمركي من 45 ألف ليرة الى 60 ألف ليرة ومن ثم النظر في إمكانية زيادته مرة جديدة بعد أقل من 15 يوماً”.

 

 

الأخبار عنونت:إرباك المعارضة والتيار أمام حركة حزب الله

 

وكتبت هيام قصيفي في الأخبار:يضغط حزب الله في ملف رئاسة الجمهورية، في مقابل إرباك المعارضة بكافة أطيافها، ومعها التيار الوطني الحر. المعارضة تنتظر موقفاً سعودياً وتغيّراً فرنسياً، فيما يقف التيار عاجزاً عن وضع خطة «ب»

 

استندت فرنسا في دعمها لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية على قاعدتين، الأولى أن المعارضة غير موحّدة وراء مرشح واحد، والثانية أن باريس تقدم نفسها لدى واشنطن والرياض كوسيط مقبول من حزب الله لتسهيل انتخابات الرئاسة. وإذا كان المشهد السعودي تجاه فرنسا يتبلور في اتجاه واضح، يبقى القسم الأول الذي تستفيد منه باريس وحزب الله في القفز إلى الأمام. إلا أن العقدة لا تقف فقط عند المعارضة، إذ يقف التيار الوطني الحر معها هذه المرة على قدم المساواة، ويشهد إرباكاً في مقاربته الملف الرئاسي.

كانت خطة التيار تقضي بتعطيل انتخاب فرنجية وقائد الجيش العماد جوزيف عون، وهو خاض المعركتين في شكل مبكر وحاسم، إلى حد لم يترك هامشاً للمناورة للسير بأحدهما. واحتراق بعض أوراقه مع حزب الله لم تعوضها مشاركته في جلسة التمديد للمجالس البلدية. إذ إن ما انكسر بينهما في ملف الرئاسة يصعب تعويضه إلا في الملف نفسه. والتيار، حتى الآن، غير قادر على التراجع خطوة إلى الوراء في قضية بات أسيرها، لأن ذلك لن يكون مبرراً، مسيحياً وداخل التيار، بالسهولة ذاتها التي برّر بها الجلسة النيابية. معضلة التيار أنه لا يملك خطة «ب» للانتخابات، رغم أن النائب جبران باسيل كان أول من فتح حواراً خارجياً، في باريس وقطر، وداخلياً حول الرئاسة. لكن الموقف الاعتراضي على وصول فرنجية وعون، لم يستكمله بطرح بدائل يمكن تسويقها إلى حد القبول بها مع المعارضة أو حزب الله. فمع المعارضة، تحديداً القوى المسيحية، عجز التيار عن التوصل إلى تفاهم حول مرشح رئاسي في ظل فيتوات تضعها القوات اللبنانية على من يؤيد التيار وصولهم من الإطار الاقتصادي والمالي، ولم ينقلب تلاقيه مع القوات والكتائب على رفض فرنجية، إلى إيجابية لتقريب وجهات النظر حيال ترشيح عون أو شخصية أخرى يسيران فيها إلى جانب الحزب التقدمي الاشتراكي والكتائب. وجد التيار نفسه بذلك في زاوية حرجة لا يستطيع معها التقدم خطوة إضافية، ولم يفلح في إيجاد بدائل لمواجهة مرشح الثنائي الشيعي. أضف إلى ذلك أن تبني فرنسا لفرنجية يقابله تأييد قطري ومصري لقائد الجيش، ما يصعّب على باسيل إيجاد مساحة جديدة لطرح الملف الرئاسي على قواعد تتقاطع فيها العوامل المحلية والإقليمية. حتى أن تلويحه بترشيح نفسه استنفد مفاعيله في ضوء تراكم الأخطاء واستمرار الثنائي في إدارة معركة فرنجية.

أما المعارضة فليست أفضل حالاً. بعد قرار ترشيح النائب ميشال معوض، بدت المعارضة الحزبية وكأنها استكانت إلى ما حققته من تعطيل مبادرة الفريق الآخر بعدم اتفاقه على مرشح واحد والاكتفاء بالأوراق البيضاء. بعدها، ارتاحت إلى الخلاف بين حزب الله والتيار الوطني الحر حول ملف الرئاسة، وبعد تغير المشهد بترشيح الرئيس نبيه بري وحزب الله لفرنجية، بقيت مع ذلك مرتاحة إلى أن الأخير لم يرشح نفسه، ما يعني أنه مرشح تفاوض وليس المرشح النهائي. علّقت المعارضة آمالها على موقف السعودية من باريس وحيال المواصفات التي تضعها ولا تنطبق على فرنجية، فلم تعدّ العدة لصياغة أي مشروع رئاسي، عدا عن فتح معركة تأمين النصاب. فيما ظهرت معارضة النواب «التغييريين» أكثر تخبطاً في ملف الرئاسة الذي كان يفترض أن يكون مغايراً لولا تشرذم النواب 13 وخفّة أكثريتهم.
هذا كله يضع الجميع تحت سقف واحد، وجعل حزب الله أكثر القوى السياسية ارتياحاً إلى المشهد. وهو استفاد من الضخّ الفرنسي الرسمي، والاتفاق السعودي – الإيراني فسارع إلى استثماره بالضغط بورقة فرنجية، على عكس ما كانت المعارضة تأمل في التخلي عن مرشحها ومرشح الثنائي. وقد أعطاه إرباك المعارضة والتيار على السواء فرصة الارتداد مجدداً، ووضع استراتيجية مضادة تزيد الأطراف الرافضة لفرنجية تخبطاً. في الأيام الأخيرة، بدت هذه الأطراف واقعة تحت تأثيرات استنهاض حزب الله لمرشحه واستنفار المشهد السياسي الرئاسي من باريس إلى دمشق، ومن بكركي التي تقول أمام المعارضة والتيار كلاماً «مختلفاً جداً» عن ترشيح فرنجية واحتمال وصوله إلى قصر بعبدا. ويصعب على القوى السياسية التي تعارض فرنجية أن تعمل على إعداد خطة رديفة فيما هي تعاني من انقسامات وشرذمة واضحة، حتى أن القوى المعارضة لم تخرج بعد من خانة انتظار ما ستفرزه اتصالات الرياض لتبني استراتيجيتها. كلا المعارضة والتيار لا يزالان حذرين في التعامل مع مرحلة مستجدة بدأت مع التحولات العربية – الإيرانية، ومن ثم الاتصالات العربية، وها هما يواجهان استنهاضاً لحزب الله، من دون القدرة على استكشاف آفاقه حتى يسقطا نتائجه على الانتخابات الرئاسية.

 

 

 

الديار عنونت: باريس «تخلط الاوراق» الرئاسية علناً وتعمل على «المقايضة» سراً: دبلوماسية «الوجهين»!
الأسعار ترتفع بعد الزيادات العشوائية للدولار الجمركي والهوة تتسع بين الهيئات الاقتصادية والحكومة
«
إسرائيل» أمام قلق وجودي عشية «النكبة» فهل تقدم على «ضربة» استباقية مفاجئة؟

 وكتبت صحيفة الديار تقول: حالة من الترقب والحذر رئاسيا ترافق عطلة عيد الفطر انتظارا لما بعدها، خارجيا، حفلة من النفاق المفضوح بعدما خرجت باريس عن صمتها واعلنت عبر خارجيتها انه ليس لديها مرشح رئاسي بعينه، وهو موقف في توقيت لافت، لكنه يحمل شبهة دبلوماسية لها مبرراتها، لكنها لا تجوز على احد لان ما يدور في «الكواليس» عكس ذلك، والقاصي والداني، بات يدرك ان البند الوحيد المطروح للنقاش هو «المقايضة» المطروحة فرنسيا، فرنجية –سلام، لكن الفرنسيين شعروا برهبة «حرق المراحل» ويسعون لانضاج «الطبخة» لا حرقها ولا يرغبون باي استفزاز علني لاي من القوى الاقليمية المعنية وفي مقدمتها السعودية وكذلك واشنطن التي ابلغت مساعدة وزير الخارجية بربارة ليف وفدا نيابيا لبنانيا يزور واشنطن ان بلادها ترفض تدخل اي دولة في الانتخابات الرئاسية. 

والى ان تتضح معالم المناورة الفرنسية الجديدة، تعود موسكو بعد عطلة العيد الى زخم الاتصالات الداعمة للتسوية الفرنسية وقد نوقش الامر على مستوى وزراء الخارجية مع السعوديين فيما تبدو الدوحة وحيدة تبحث عن خيار ثان يبدو متعثرا في غياب القدرة على جمع المعارضين لفرنجية على اسم واحد لوضعه فوق «الطاولة»، بعد تراجع الرهان على امكان تسويق قائد الجيش العماد جوزاف عون.  

واذا كان «خصوم» فرنجية قد تحمسوا للبيان الفرنسي، فان المتحمسين والداعمين لرئيس تيار المردة يشعرون بان ظروفه باتت افضل بكثير بعد اتفاق بكين والزخم الفرنسي القائم حاليا، لكنهم يفضلون التريث كما رئيس مجلس النواب نبيه بري المتفائل جدا، لكنه يجدد التاكيد امام زواره على قاعدته الذهبية «لا تقول فول ليصير في المكيول». اما على الضفة الاخرى، فبرزت اشارات لافتة من القوى السياسية الرافضة للتسوية وآخرها ايحاء «معراب» بامكان تأمين النصاب لجلسة انتخاب فرنجية اذا ما تغير الموقف السعودي، وذلك من خلال ابقاء «الباب مواربا» وعدم حسم الجواب النهائي مسبقا فيما يجري رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع مروحة اتصالات تشمل الرياض ليبني على الشيء مقتضاه في اطلالته الاعلامية الاحد المقبل. فيما تبقى»العين» على موعد القمة العربية المزمع عقدها في السعودية في ١٩ أيار المقبل، كمحطة مفصلية في الاستحقاق اللبناني. 

باريس «بوجهين»! 

ففي موقف لافت، لا ينسجم مع طبيعة الحراك الفرنسي سواء عبر السفيرة آن غريو، او المستشار الرئاسي باتريك دوريل، أكّدت وزارة الخارجية الفرنسية أنّ باريس «ليس لديها أيّ مرشّح في لبنان» لرئاسة الجمهورية. وقالت المتحدثة باسم الوزارة آن-كلير لوجاندر خلال مؤتمر صحافي انه «على اللبنانيين اختيار قادتهم وعلى الجهات اللبنانية تحمّل مسؤولياتها وكسر الجمود السياسي لانتخاب رئيس جديد بسرعة». وأشارت الوزارة إلى أنّ فرنسا تجري اتصالات كثيرة مع الجهات السياسية لبنانية. 

ماذا تخشى فرنسا؟ 

ووفقا لمصادر مطلعة، فان الموقف الفرنسي العلني ليس مفاجئا ولا يغير من حقيقة ما يقال فرنسيا في «الكواليس» مع كل الاطراف اللبنانية، لكنه يعكس «امتعاضا» فرنسيا من تسريب مضمون الاتصالات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولا ترغب في حرق المراحل. ولهذا لا ترى المصادر، ان ذلك يعني تراجع باريس عن دعمها لمقايضة رئاسة فرنجية برئاسة حكومة يتولاها نواف سلام، وانما صدور هذا الكلام مرده الى عدم رغبة الفرنسيين بالظهور على نحو «فج» بعد الاعتراضات الصاخبة من القوى المسيحية الرئيسية، وكذلك لا تريد باريس ان تتحمل مسؤولية فشل التسوية في حال لم تتمكن من تسويقها، ولهذا تراجعت «خطوة الى الوراء» لفظيا فقط، ولا تزال المبادرة على زخمها، مع العلم ان فرنجية ليس مرشح فرنسا وفي هذا قالت الخارجية الفرنسية الحقيقة! 

هل يعقد اللقاء «الخماسي»؟ 

وقبيل الموقف الفرنسي الرسمي اشارت مصادر دبلوماسية الى ان باريس تضغط لعقد اجتماع خماسي لكن على مستوى وزراء الخارجية هذه المرة لمنح الاجتماع الجدية المطلوبة للحسم وهي تأمل ان يعقد خلال أسبوعين أو 3 أسابيع لتظهير الحلول وعرض تسوية سليمان فرنجية – نواف سلام على نحو تفصيلي ويجري الحديث عن سلة متكاملة ترضي الجميع وتشمل رئاستي الجمهورية والحكومة، والتعيينات وحاكمية مصرف لبنان والخطوات الاصلاحية المطلوبة، اما في ما يتعلق بالهواجس السعودية تجاه حزب الله، فالامر بات اسهل بالنسبة للفرنسيين لأن ترتيب هذه العلاقة وتبديد الهواجس لم يعد على عاتقهم بل تسوى الامور مع الايرانيين مباشرة.  

موسكو على خط الدعم 

في هذا الوقت، حصلت باريس على دعم لمبادرتها من موسكو التي ستنضم بعد عيد الفطر الى الجهود الرامية الى تسويق «المقايضة» مع السعودية، ووفقا لمصادر دبلوماسية، حصل تشاور روسي – صيني على مستوى مسؤولين في الخارجية وتحادث مساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع مسؤول كبير في الخارجية الصينية لمحاولة تنظيم جهد مشترك لتحريك «المياه الراكدة» على الساحة اللبنانية. وعلم في هذا السياق، ان الملف جرى بحثه في الاتصال الاخير بين الرئيس بشار الاسد ونظيره الروسي فلاديمير بوتين وكذلك بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره السعودي فيصل بن فرحان. ووفقا للمصادر، فان موسكو تعتبر فرنجية الرجل الانسب للمرحلة الحالية لانه قادرعلى مدّ جسور التواصل مع كل الأطراف من جهة وكلّ الدول من جهة أخرى. ولهذا تدعو موسكو الأطراف اللبنانية للابتعاد عن التجاذبات وضرورة انهاء الشغور الرئاسيّ، وتحذر ايضا القوى السياسية من دفع لبنان اثمان باهظة اذا لم يستفيدوا مستفيدين من المناخ الايجابيّ في المنطقة الذي يمكن ان يساعد ايضا على حل ازمة النزوح السوري.    

واشنطن وسياسة «النأي» 

وفي سياق متصل، لم تستغرب مصادر مطلعة على الموقف الاميركي موقف مساعدة وزير الخارجية الاميركية باربرة ليف امام وفد نيابي لبناني يزور واشنطن والتي اكدت ان بلادها ضد تدخل اي دولة في الانتخابات الرئاسية اللبنانية، ولفتت الى انه استمرار لسياسة الادارة الاميركية «بالنأي بالنفس» عن الاستحقاق الرئاسي، وقد ظهر الامر جليا من خلال دورها «الخجول» في الاجتماع «الخماسي». اما اذا كانت «الرسالة» في كلامها الى باريس فالامر يحمل الكثير من النفاق لان فرنسا تتحرك «بتغطية» اميركية. ولهذا فان الكلام الاميركي لا يحمل جديدا بل مجرد موقف للاستهلاك الاعلامي. 

اين قطر؟ 

ووفقا لمصادر مطلعة، فان المشكلة الاساسية بتبني غياب ما يسمى الخيار الثاني في مواجهة الطرح الفرنسي، فقطر التي تحاول ايجاد توازن للتفاوض عليه اخفقت في جمع المعارضة على ترشيح قائد الجيش جوزاف عون، واذا كان الموفد القطري الوزير محمد بن عبد العزيز الخليفي الذي سيعود بعد عطلة عيد الفطر الى بيروت، قد حاول الايحاء بان التفاهم الايراني – السعودي ليس قدرا وبالامكان مواجهته بمشروع مضاد حتى الوصول الى تسوية، وانطلق من نظرية اسقاط المرشحين الاستفزازيين، سليمان فرنجية وميشال معوض، والحض على الذهاب الى الخيار الرئاسي الوسطي، الا انه اصطدم بموقف حاسم من قبل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بعدم امكان تبني ترشيح عون، مهما كان الثمن، وابلغه في الوقت نفسه عدم المغامرة بتبني ترشيح اي اسم «مستفز» لحزب الله. كما لمس عدم وجود مرشح يعتد به عند القوات اللبنانية يمكن الرهان عليه كحصان رابح على الرغم من عدم ممانعة «معراب» تبني ترشيح قائد الجيش حين تنضج الظروف. ولهذا فشلت الدوحة في ايجاد خيار بديل حتى الآن. 

  المعارضة «والحائط المسدود» 

وفي هذا السياق، تبقى حركة المعارضة بلا «بركة»، ولا تزال الفرص معدومة امام احتمال الاتفاق على مرشح يقطع الطريق على فرنجية. ووفقا لزوار «معراب»، فان مشاركة التيار الوطني الحر في الجلسة التشريعية قطعت «شعرة معاوية» بعد رهانات على امكان حصول تقاطع للمصالح يسمح بالوصول الى اتفاق الحد الادنى لمنع وصول مرشح «الممانعة» الى بعبدا، لكن «التيار» اثبت مرة جديدة انه غير جدي، ولهذا فان المشاورات وصلت الى حائط مسدود بعد تراجع النائب جبران باسيل مجددا عن وعد قطعه بشل المجلس النيابي، لكنه عاد الى هوايته في «البيع والشراء» على القطعة! 

«القوات» تبقي «الباب مواربا» 

في هذا الوقت، تحرص القوات اللبنانية على عدم المغامرة في اطلاق المواقف على عواهنها خصوصا اذا تعلق الامر بالمملكة العربية السعودية، واللافت صدور اول اشارة الى احتمال حصول تغيير في موقف «معراب» ازاء تأمين النصاب لجلسة انتخاب فرنجية لا انتخابه، في حال وافقت السعودية على الطرح الفرنسي، واذا كان سمير جعجع يدعو سائليه الى الانتظار وعدم حرق المراحل وتقديم اجوبة على افتراضات لم تصبح امرا واقعا بعد، فان النائب جورج عقيص ترك بالامس «الباب مواربا» امام احتمال كهذا، عندما اكد انه اذا حصلت تسوية اقليمية- دولية ووافقت عليها الرياض فان تكتل الجمهورية القوية سيجتمع ويتخذ حينئذ القرار المناسب! 

«الاشتراكي» والموقف الجريء

بدوره، لم يكن عضو كتلة اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله حاسما في رفض التسوية ان حصلت، وقال رداً على سؤال عن امكان دعم فرنجية في حال تغير الموقف السعودي «ان اللقاء الديموقراطي يملك ما يكفي من الجرأة والشجاعة لإتخاذ القرار المناسب. في المقابل، نفت مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي ما تناقلته بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية، عن النائب وائل أبو فاعور، بانه لمس ان الموقف السعودي اصبح اكثر ايجابية بخصوص انتخاب فرنجية، واشارت الى انه أنه لم يُدلِ بأي تصريح ولم يُجرِ أي حديث عام أو خاص حول الموقف السعودي من انتخابات رئاسة الجمهورية، وبالتالي فإن ما ذُكر حول هذا الأمر غير صحيح. 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى