رياضة و شباب

محمد عطوي..نحبك ونكره الجاني!

 

كلما ركلتَ قدمك اليسرى استحضرتنا المدرجات لننهض ونراقب رحلة تلك الكرة، فيسراك يا محمد مذهلة كيفما حركتها، فنحن كنا بين الجماهير نرقبك، نتابعك، ننتظر أن تسدد فتسجل، أو تمرر فتكون تمريراتك حاسمة.
لقد كنت تجتهد، وتتعب، وتبذل ما استطعت إليه سبيلاً، وكنا نسعد ونفرح، وتبقى لمحاتك محط جدال ونقاش، بين محبيك ومن هم يؤيدون غير فريقك حيث تلعب.
يا محمد، في خلال متابعتي لعشرات المباريات في الملعب، لم أسمع صوتك، حتى أنك تتقن الاحتراف في لمحات عيونك، فأنت نادراً ما تطلب الكرة من زميلك، فهو كان يعرف مبتغاك، فحينما ترمقه بعينك يدرك أنك تطلب الكرة، حتى لو كنت محاصراً من أخصامك، فكنت تطلبها لتريح زميلك وتدرك أنك ستستخلص طريقها وترسلها محررةً من كل قيد، بل ترحل بسلاسةٍ نحو هدفها.
إن سجلت هدفًا تفرح، لكنك لا تستفز، ولا تجرح خصمك، فكم من كرةٍ جميلة لخصمك تلحق به في أرض الملعب وتهنئه عليها. ما هذه الأخلاق الرياضية الرائعة التي تملأ قلبك وعقلك النقي الطاهر!
ترى، أين أنت يا مطلق الرصاصات الغشيم؟ الرصاصات التي هوت في بيروت ذات ظهيرة حارة، أصابت ثلاثة أشخاص في ثلاثة أمكنة من بيروت. ففي الرملة البيضاء أصيب عامل بنغلادشي قادم ليسترزق من بلادنا، وفي بئر حسن أصيب عامل كان لتوه خارجًا من وظيفته، وأصيب محمد عطوي في محلة الكولا، حيث هوى وارتطم رأسه بالأرض مباشرةً. ترى أين أنت أيها المجرم؟ لو كنت، لا سمح الله، مكانك لسلمت نفسي للقضاء، وركعت وقبلت قدم أم محمد، وركنت تحت قدمي ابنها، أقبلهما، أدلكهما، أعتذر منهما، قبل أن أعتذر منه شخصيًا.
يا أيها المجرم ،ضع رأسك بين قدميك، وذُلّ نفسك حتى تهلك فتموت. نعم مُت غيظًا وقهرًا وحبسًا، فلا تأخذك رحمةُ قاضٍ بحكمه، فكلنا، يا مجرم، كلنا نكرهك ونبغضك، ونحب محمدًا مع أن حبّنا لن يفيده بشيء ،سوى الدعاء بالعودة الى أمه وإلينا.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى