سياسةمحليات لبنانية

مجلس الوزراء غدا: تماه مع أهداف الإنتفاضة.. ورعب داخل منظومة النهب

 


علاء المولى -الحوارنيوز خاص

غدا الثلاثاء تاريخ قد يكون مفصليا في تطور الأحداث في لبنان، ولذلك تسبقه وسوف تواكبه جملة من الاتصالات والضغوط وتبادل الرسائل بين رموز الإتجاهين المصطدمين حاليا على خلفية سعي الحكومة للقيام بأولى الخطوات على صعيد ضبط الوضع النقدي والمالي.
الجميع يعلم ان المال "المختفي" موجود معظمه لدى أركان منظومة النهب والفساد.
الجميع كان يهمس بإستحالة كشف أو محاسبة متورط في هذا الملف المتشعب.
لكن رئيس الحكومة قرر البدء بمقاربة هذا الملف بطريقة تؤدي إلى تحقيق ما أمكن من إنجازات فيه.
آراؤنا حول الطريقة لا تفيد الآن، فالرجل يتصرف وفق ما بين يديه وما بإستطاعته، منفردا.
سوف يكون لرأي البعض من المنتفضين قيمة، بالتوازي مع اعلان تقاطعهم مع جهوده؛ فما عدا ذلك ،هو أدرى بظروفه.
لكن ، أيا كانت الطريقة والخطوة الأولى فمن الطبيعي أن تستنفر المتضررين منها؛ وهذا ما يجب التنبه له.
ولا مفاجأة عند أحد من "كيفية" تصرف المتضررين والمستهدفين: تحريض طائفي، تحوير القضية، اتهامات سياسية وتلويح بفوضى الشارع.
لكن على العاقل ألا ينساق إلى الأفكار والإتهامات السائدة والتي تقنعنا الميديا غير المحايدة أنها، هي، جوهر ما يجري.
فالمسؤول الحقيقي عليه، ببساطة، أن ينظر إلى جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء غدا لكي يفهم أسباب هذا السعار الطائفي والسياسي الذي انطلق.
فلا يفهم موقف الوزير السابق النائب وائل ابو فاعور، مثلا، إلا رعبا من سعي الحكومة لكشف أصحاب الحسابات التي حولت أموال منها بعد ١٧ تشرين؛
وعلى هذا المنوال ينبغي فهم رعب القيادات (التي امتصت أموالنا طيلة عقود) من انكشاف أفعالها أمام جمهورها عندما تتمكن الحكومة من التحقيق وكشف نتائجه على الملأ؛
ومن الطبيعي ان مثل هذه العملية يجب أن تمر من عند المصرف المركزي وأن يجري الإشتباك مع حاكمه فهو الصندوق الأسود للمنظومة، ويمكن خوض الإشتباك معه وفق قواعد قانونية وإجرائية تلقى قبولا محليا وتحرج أي تدخل خارجي. وهذا ليس هو الحال مع الجناح السياسي للمنظومة ،حاليا ،رغم انه مربك ومضطرب.
ازاء هذا الوضع – الاشتباك التكتيكي – وهذا السياق- الإحاطة بالوضعين المالي والنقدي – تكون الحكومة ذاهبة باتجاه ما طرحته الانتفاضة الشعبية على هذا الصعيد.
ولذلك، فإن القوى الجدية في هذه الانتفاضة مطالبة بأن تكون أوعى من الانجرار إلى الشعارات الشعبوية والحملات الهادفة إلى حرف الامور باتجاهات أخرى.
على هذه القوى،هذا الأسبوع على الأقل، أن تشعر رئيس الحكومة انها تدعم خطواته وتطالبه بالمزيد منها ، لا أن تتركه وحيدا يقاتل الوحوش الطائفية التي أطلت برأسها خلال اليومين الماضيين.
هكذا، فقط، نزيد من حظوظ كسبنا ولو معركة واحدة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى