العالم العربيرأيسياسة

مجلس التعاون الخليجي بين أربعة اتجاهات (حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوارنيوز خاص

تحاول الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي حفظ وحدة المجلس بالحد الأدنى من التضامن ،ومنع تحول التباينات في بعض الملفات الى معضلة تضع حدا لفاعلية المجلس أسوة بما هو حاصل في جامعة الدول العربية.

بعض الاختلافات في الرأي مردها مصالح وطنية واستراتجية لكل دولة من الدول، ويبدو أن تفاهماً ضمنياً على ذلك بين ملوك وأمراء دول الخليج العربي، كأن تتفهم، مثلا المملكة العربية السعودية، إنفتاح دولة الامارات العربية المتحدة على الجمهورية الايرانية والجمهورية العربية السورية.

لكن في نظرة أعمق بقليل، يبدو جلياً أن المجلس كالعربة التي تسير وقد ربط خيلها في اتجاهات أربعة.

الاتجاه الأول والأكثر تأثيرا ونفوذا للسعودية، والثاني لدولة الامارات، وبين الأولى والثانية قضايا خلافية عدة خليجية وأخرى تتصل بمقاربات لعدد من قضايا المنطقة كالموضوع السوري، فضلا عن التنافس والتنابذ بينهما في الملف اليمني…

أما الخيل الثالثة، فهي تجسيد للموقف المتردد والملتزم قرار “المجلس” من باب التضامن الأخوي ووفقا لقاعدة أنصر أخاك ظالما كان أم مظلوماً،وتمثله الكويت وقطر.

أما لاتجاه الرابع فهو الأكثر واقعية والأكثر إلتزاما بإحترام موجبات العلاقات الديبلوماسية العربية – العربية. فسلطنة عمان دأبت على الدعوة لإحترام خصوصية الآخر، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية، والحرص على حسن الجوار بين مختلف البلدان وعلى التسامح واعتماد الحوار لحل الخلافات أو نقاط التباين العالقة.

هي استراتجية لو اعتمدتها سائر دول الخليج العربي لوفرت عليها الكثير من العناء، واستبدلت استراتيجيات الحرب والعنف والإملاء بفتح مجالات الحوار وحفظ مصالح مختلف الكيانات الخليجية أو العربية، وفي المقدمة منها مصالحها الحيوية.

تحتفي بيروت بعودة السفير السعودي وليد بخاري بعد قطيعة دامت لأشهر قليلة، واحتفاء بيروت طبيعي نظرا لحجم العلاقات الأخوية بين البلدين، وهو احتفاء يعبر عن مشاعر غالبية الللبنانيين من موقع الحرص على العلاقات الأخوية التاريخية، لكن السؤال الذي يجب ألا نتجاهله: هل قرار المملكة الجديد هو نتيجة اعادة النظر في موقفها من لبنان ومن تيار المستقبل وزعيمه الرئيس سعد الحريري، الذي كان ولا يزال الأكثر شعبية في أوساط ابناء الطائفة السنية الكريمة؟ أم يأتي في سياق تزخيم الضغط؟

قبيل مغادرته الى السعودية كرر السفير السعودي وليد البخاري موقف بلاده من أن الرياض لا تتدخل ولا تريد أن تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني، فهل يمكن تفسير عودته على كونها تغيير في الاستراتيجة السعودية؟

تسقط الصحافة اللبنانية ومختلف وسائل الاعلام واقعة هي موضع تقدير مختلف اللبنانيين على مشاربهم المتعددة، وهي أن السفير العماني لم يغادر لبنان، وهو الذي دأب أمام كل من التقاهم، يمينا ويسارا، الى الدعوة للحوار “فنحن بطبيعة الحال نشجع مختلف القوى على تجاوز الخلافات بالنقاش الهاديء، فلبنان بلد الحريات والحرية المسؤولة هي الحرية المقيدة بالممارسة الديمقراطية والحوار الايجابي”.

في الخلاصة: مدرستان في محاكاة القضايا الخلافية: مدرسة إستخدام القوة بين الأخوة والنتيجة (خسارة – خسارة)، ومدرسة التشجيع على الحوار واحترام مصالح جميع المكونات وتبديد مخاوفها، وبذلك نحفظ بلداننا ونحفظ الأخوة والنتيجة: (ربح – ربح)

فإلى أي منهما ستسير التطورات المقبلة؟

  

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى