مازن عبود ..اسمح لي ان ابكيك!!(أحمد عياش)
د. أحمد عياش – الحوارنيوز- خاص
عندما اخبرنا في بيته امام عائلته أنّه يعاني من مرض خبيث،قال كلماته واتبعها بعبارة رائعة سحرية:
-لا تحزنا،أمر عابر،امر سهل…
شعرت برجفة ساقيّ صديقي المهندس عصام وهي تهز اطراف الطاولة الصغيرة امامنا، ما جعل كوبي القهوة يرقصان معنا رقصة الاوجاع الاخيرة.
مارد كان ومارد انتهى ،وكأن مازن ولد عملاقا من اجل حماية الوطن.
لم يدافع مازن يوما الا عن وطن بينما كثيرون ماتوا وهم يدافعون عن دولة او عن حزب او عن تنظيم او عن قيادة تافهة او عن مصالح ضيقة.
كنت احبّ ان يعيد علينا الرواية الحقيقية عن البطولة،كيف القت مجموعتهم قنبلتين على جنود العدو الأصيل الذين كانوا يفترشون الرصيف قرب صيدلية بسترس.كان يعيد لنا الحكاية لنطمئن ان في البلاد وطنيين شرفاء قادرين ان يدافعوا عن الوطن إن هرب الانتهازيون وإن جبُنَ الاوغاد.
في ايلول من سنة 1982دخلت قوات العدو الأصيل الى بيروت ودخلت معها مجموعات من وكلائه الانذال، ولولا ابطال وكوادر “جمول”(جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية) لادعى العدو الأصيل ووكلاؤه انهم دخلوا بيروت و جلسوا في مقاهي شارع الحمراء وادّوا صلاتهم الصهيونية ومارسوا طقوسهم الوحشية ولم يجدوا احدا من الوطنيين اللبنانيين ومن شرفاء العرب.
كان مازن و رفاقه يؤكدون للتاريخ ان بالامكان غدر بيروت لكن لا يمكن احتلالها.
كان مازن ورفاقه هنا وكان خالد علوان يركض هناك.كان جورج قصابلي قد سقط شهيدا هنا وكان الانجاس يرتكبون مجزرة صبرا وشاتيلا هناك.
في يوم رحيلك يا مازن اسمح لي ان ابكيك،الا استمع لندائك وانت تواسينا نحن في مصابك انت، الاليم.
كان من واجبنا ان نزرع فيك الامل، فوجدناك تقدم لنا الامل كما تقدم لنا فنجان القهوة.
عشت بطلا وكافحت كشهم، وها انت تغادرنا كما يغادر المساء الاحباب.
اسمح لي ان ابكيك عند رحيلك، ليس جبنا وليس ضعفا ،انما لعلّي بدموعي احييك.
المجد عند اقدام شهداء المقاومة الوطنية اللبنانية .
عاش مازن.
عاشت عنقون.
عاش لبنان.
عاشت “جمول”.