سياسةمحليات لبنانيةمن هنا نبدأ

مازن عبود والانتماء النقي(حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوارنيوز

لم تكن مرحلة مراهقة أو ضياع فكري وسياسي، هي لحظة إنتماء صريح بإرادة كاملة ووعي حقيقي للوطن البديل.

وطن العدالة والمساواة بديلا من نظام الامتيازات.

وطن سيدٌ حرٌ، بديلا عن نظام رهنته الطوائف إلى الخارج وأضاعت هويته، عمداً، على مفترق طرق إقليمي ودولي.

 

وطن الحرية الحقيقية التي تفضي إلى التغيير من خلال ديمقراطية مبنية، هي الأخرى، على مواطنة خالصة.

 

وطن الحب والفرح، فيه الإنسان هو الأسمى والأرض هي الأغلى، بديلا من نظام تقوده إقطاعات استسهلت بيع الأراضي للعدو، وسهلت ارتكاب المجازر بغطاء وعمالة لا مثيل لهما في العالم.

 

كل ذلك لم يكن حلماً، بل قناعة التقى عندها مواطنون شرفاء يبحثون عن أداة لتحقيق الحلم. آداةٌ ترفض احتكار الثروة من قبل العشرة بالمئة من اللبنانيين، وترفض استغلال عرق الناس من قبل أرباب العمل الذين لا يدفعون أجراً عادلا، بل يمنون على الفقراء،  ما يكفي ليبقوا أحياء كي يعودوا في اليوم التالي إلى العمل المحفوف بالذل.

 

خطاب نبت كوردة ندوة في صحراء جافة.

واحة خضراء في مزرعة الطوائف.

لهذا الحلم انتمى مازن ورفاقه، للحزب الشيوعي اللبناني الذي قدًم ألوف الشهداء، وما زال، على طريق التحرير والتغيير الديمقراطي.

لم يساوم على قراره المستقل، ودفع في سبيل ذلك أثمانا غالية.

لم يتردد منذ اللحظة الأولى للإجتياح الاسرائيلي في العام ١٩٨٢، فأطلق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية مع أحزاب يسارية أخرى تأكيدا الدور الطبيعي والطليعي للحزب، واستكمالا لنهج مقاومة الاحتلال والعودة عن أرض الجنوب من ستينات القرن الماضي، بعد أن تخلى نظام الأقليات عن سيادة البلاد إرضاء لدول الانتداب التي جاءت به وبدولة الاحتلال.  

ليس حلما بل وعياً وطنياً وطبقياً، انتمى اليه مازن… كانوا نماذج من المناضلين الأنقياء الذين كانوا مدرسة في الأخلاق والتضحية، لا هم لهم سوى هم الوطن، ولا هدف لهم غير حزمة نبيلة وعامة من الأهداف.

لم يثروا

لم يرتكبوا

لم يأكلوا من المال الحرام.

دخلوا وخرجوا في ثيابهم النظيفة، هي هي.

التقيت مازن منذ أشهر قليلة جداً، وكانت ابتسامة عريضة وشوق لا ينضب، ووداع على أمل اللقاء…

وعلى أمل اللقاء، لك مني تحية تلميذ يقر بمهارة وأخلاق وقيم استاذه.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى