سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: قراءات في تبني حزب الله فرنجية مرشحاً لرئاسة الجمهورية

 

الحوارنيوز – خاص

شكلت كلمة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله محور اهتمامات صحف اليوم، لاسيما لجهة تبنيه رسميا ترشيح النائب السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.

كيف قرأت الصحف هذا الموقف وماذا في التفاصيل؟

 

  • النهار عنونت: أخيراً نصرالله يكرّس فرنجية “مرشح الممانعة

وكتبت تقول: على نحو جهد معه الى عدم اعتبار “الدعم” ترشيحا مباشرا من حزبه، وبطريقة توسل فيها ما امكن من “السلاسة” بحيث لا تتكرر عاصفة الاستفزاز التي اثارها شريكه في الثنائية رئيس مجلس النواب نبيه بري، وطبقا لما كان أوردته “النهار” على موقعها الالكتروني صباح الاحد، فعلها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أخيرا، واعلن سليمان فرنجية مرشح الممانعة المدعوم من “حزب الله” وثبته بهذه الصفة رسميا وعلنا.

تطور بارز في سياق تدرج الثنائي الشيعي “امل” و”حزب الله” بقيادته لمحور 8 اذار في ترشيح فرنجية واطلاق حملة سباقه الى الرئاسة الاولى أولا على لسان الرئيس بري، ومن ثم بعد أيام قليلة ملاقاة السيد نصرالله لبري في اعلان دعم الحزب لهذا الترشيح وهذا المرشح كما لو انه ليس مرشح الحزب بل المدعوم منه. ومع ان الملاقاة بين قطبي الثنائية الشيعية اثبت ان توزيع الأدوار كان سابقا لما أقدما عليه، وان مبادرة بري الأسبوع الماضي لافتتاح معركة تبني ترشيح فرنجية علنا ورسميا، كانت منسقة حتما مع السيد نصرالله، فان اللافت ان الأخير لم يتطرق الى ما اثاره بري ولا الى ردود الفعل عليه، ولو انه تعمد الإقرار بحق القوى الخصمة في تعطيل النصاب القانوني للجلسات لئلا يسقط طبعا المسوغ الذي استعمله فريقه في تعطيل الانتخابات الرئاسية حتى الساعة.

ولكن التساؤلات التي اثارها اعلان نصرالله دعم ترشيح فرنجية تسارعت بقوة ولعل ابرزها، هل يعني ذلك فتح باب التفاوض ضمنا وتسريعه لانه من غير الممكن الا يكون نصرالله كما بري مدركين “التعجيز” في تحصيل 65 صوتا لفرنجية مهما تبدلت بعض الظروف راهنا؟ وهو سؤال يفرضه أيضا الانفصال الذي أكده نصرالله بين الحزب “التيار الوطني الحر” في الملف الرئاسي ولو في معرض اظهار حرصه على عدم انهاء تفاهم مار مخايل. اذ ان نبرة نصرالله تجاه حليفه (السابق) اتسمت امس بما يتجاوز العتب والتلميح الى امكان خروجه عن الصمت حيال الاتهامات التي يوجهها “التيار” ورئيسه جبران باسيل الى الحزب. وتاليا كيف يمكن “الطحشة” العلنية بترشيح فرنجية وهو يفتقر الى الأكثرية أولا وتناهضه الكتل المسيحية الكبيرة جمعاء تاليا؟

في أي حال سيكون رصد الأصداء الداخلية والخارجية على اعلان نصرالله دعم ترشيح فرنجية عنوان الأيام الطالعة. وقد اسهب نصرالله في الجزء الثاني من خطابه امس في تناول الاستحقاق الرئاسي فشدد على “اننا نريد جديا انتخاب رئيس للجمهورية ولا نريد الفراغ .. ونحن ملتزمون بنصاب الثلثين في انتخاب الرئيس في الدورة الاولى والثانية”. وأكد اننا “لا نقبل ان يفرض الخارج على لبنان رئيسا، ولا نقبل فيتوات خارجية على اي مرشح ايا كان هذا المرشح سواء ندعمه او نرفضه، ونقبل المساعدة لتقريب وجهات النظر”. وقال “بالنسبة لأصدقائنا، فإيران وسوريا لم يتدخلا ولن يتدخلا في الاستحقاق الرئاسي وقرارنا بإيدينا نختار من نريد ونرشح من نريد ولا ننتظر الخارج ولا نراهن على اوضاع اقليمية او تسويات في المنطقة بل نعمل ليلا نهارا ليكون انتخاب الرئيس غدا”. وقال: “في نقطة تعطيل النصاب، نحن في السابق اتهمنا بتعطيل النصاب، واليوم نسمع من قادة كتل نيابية ونخب سياسية بانه في حال كان المرشح الرئاسي من محور الممانعة سنعطل الجلسة. نقول لهم اليوم هذا حقكم الطبيعي والدستوري وقلنا ذلك سابقا وبالتالي لا مشكلة لدينا بذلك ولكن المفارقة ان ما كان حراما في الماضي صار حلالا الآن بل واجبا”.

  • صحيفة الأخبار عنونت: نصرالله: رشِّحوا وتعالوا نتحاور
    نصرالله يلاقي بري: تعالوا إلى حوار بلا قفازات

وكتبت تقول: بعد الرئيس نبيه بري، أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أمس، «دعم» ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، داعياً إلى الحوار لانتخاب رئيس خلال وقت قريب.

موقف نصرالله الذي كان متوقعاً من ناحية المضمون لا التوقيت، جاء بعد اجتماعات لقيادة حزب الله ناقشت فيها خلاصات اللقاءات مع كل الأطراف المحلية ومع الجهات الخارجية. واستند القرار إلى أن فرنجية يوافق المواصفات التي يتبناها الحزب، وأن الوقت صار دافعاً للتعجيل بانتخاب رئيس، إضافة إلى معطى آخر، يتعلق باعتقاد بأن توفير الأصوات الكافية لانتخاب فرنجية لم يعد أمراً صعباً.

إعلان نصرالله يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاتصالات الداخلية والخارجية المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي. وإذا كان الجميع ينظر إلى رد الفعل المرتقب من التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل، فإن نصرالله حرص على إبداء الحرص على استمرار التفاهم بين الحزب والتيار، قائلاً إن العنوان الرئاسي أمر أساسي، لكنه ليس بنداً في ورقة التفاهم، وإن الاختلاف سبق أن حصل على مواقع أساسية في الدولة، ولم يحصل أن فض التفاهم بين الجانبين، فاتحاً الباب أمام نقاش لمجمل الملف الرئاسي انطلاقاً من دعم ترشيح فرنجية، ومثبتاً القاعدة التي كان الحزب قد عرضها على باسيل أخيراً، والتي تدعو إلى حوار ثنائي على سلة أسماء يكون بينها فرنجية وآخرون يطرحهم التيار.

الإعلان لا يعني بالضرورة أن رئاسة فرنجية باتت في الجيب، في انتظار تفكيك الألغام التي تعترضه، وهي داخل البيت المسيحي بالدرجة الأولى، إضافة إلى استمرار الفيتو السعودي الذي عبّر عنه السفير السعودي في بيروت وليد البخاري بعد كلام نصرالله بتغريدة فُسّرت كأول ردّ سلبي على دعم فرنجية. غير أن مصادر مطلعة أكّدت أن الجو السعودي في ما يتعلق بفرنجية «ليس بالسلبية التي يصورها الإعلام»، مستغربة «رد الفعل السريع للسفير السعودي قبل أن ينهي نصرالله خطابه وقبل أن يقيّم مسؤولوه فحوى الخطاب»، مشيرة إلى أنه «لم يعد خافياً أن البخاري لا يعبّر بالضرورة عن رأي الخارجية السعودية».

كذلك تتجه الأنظار نحو «ميرنا الشالوحي» لتبيّن ما سيكون عليه الموقف النهائي بعد اجتماع لتكتل «لبنان القوي» اليوم، فيما عمّم التيار على مسؤوليه والناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي ليلاً بـ«عدم التعليق على كلام السيد نصرالله لا سلباً ولا إيجاباً»، و«وجوب الالتزام بموقف التيار بموضوع انتخابات رئاسة الجمهورية أي الحوار والتشاور بين اللبنانيين للاتفاق على مرشح إصلاحي ينفذ مع الحكومة برنامجاً تحت مضامين ورقة الأولويات الرئاسية، وهو موقف مختلف تماماً عن موقف حزب الله». كذلك دعا إلى «عدم الإشارة إطلاقاً لموضوع التفاهم، إن سقط أو بقي، لأن المشكلة أبعد من التفاهم؛ وهي قضية شراكة وطنية، إن سقطت يسقط الوطن».

وبحسب مصادر فإن كلاً من نصرالله في خطابه وباسيل في تعميمه تركا الباب موارباً أمام العودة إلى شكل من التفاهم بينهما إن لم يكن على رئاسة الجمهورية، فعلى استمرار التحالف وإن بصورة جديدة.

 

 

  • صحيفة الأنباء عنونت: فرنجية “مرشح رسمي” للثنائي.. وتحرك سعودي مرتقب على خط الاستحقاق

وكتبت تقول: انتقل الاستحقاق الرئاسي إلى مرحلة جديدة على مستوى كشف الأوراق، بعد خطوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري في اعلانه ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، والتي تلتها خطوة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بإعلان أن مرشحه لرئاسة الجمهورية هو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. هذا المستجد والذي كان معلوماً رغم تمويهه بالورقة البيضاء طوال جلسات انتخاب الرئيس السابقة، يأتي ليفتح النقاش حول مصير الاستحقاق، وهو الأمر الذي مهّد اليه نصرالله مجدداً الدعوة لحوار دون شروط، قائلا: “كل لبنان يعرفنا عندما نأخذ القرار بالتسمية لن نتراجع، لذلك نحن التزمنا بالورقة البيضاء لأننا لا ندخل بلعبة حرق الأوراق”.

بالموازاة كانت لافتة التغريدة المثلثة الأبعاد التي أطلقها السفير السعودي في لبنان وليد البخاري بالإشارة إلى ظاهرة “التقاء الساكنين في الاستحقاقات البنيوية، حيث يجب التخلّص من أولهما إما حذفاً اذا كان معتلاً، أو بتحريك أحدهما اذا كان الساكن صحيحاً”، وهو الكلام الذي فُهم منه رسائل سياسية على أكثر من صعيد.

مصادر سياسية رأت أن مقاربة نصرالله لموضوع الاستحقاق الرئاسي من زاوية التشديد على دعم حزب الله لفرنجية وما سبق وأبلغه لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في هذا الصدد “يمكن اعتباره رسالة واضحة لكل من باسيل وفرنجية على السواء بأن ما لدينا كثنائي أمل وحزب الله قدمناه لكما دون تردد، مع ترجيح كفة التعاون مع فرنجية باعتباره الأوفر حظاً بالوصول الى الرئاسة مع الحرص على عدم القطيعة مع باسيل”، معتبرة في الوقت نفسه أن نصرالله “من خلال التشديد على الحوار فهو يعترف بأن هناك شركاء آخرين في البلد وعليه لن تكون لهم الكلمة الفصل بتحديد اسم رئيس الجمهورية، في اشارة لعدم توفر الدعم اللازم لفرنجية”.

النائب عبد الرحمن البزري أشار في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية الى أن “لا شيء تغيّر، وما زلنا أمام طريق مسدود”، معتبراً أن: ما قاله نصرالله كان معروفاً لناحية تأييده لفرنجية، لكن في الوقت عينه لا توجد ملامح للحلحة بعد. ويبقى موضوع تحديد جلسة جديدة لانتخاب الرئيس مرهونة بالمعطيات التي يملكها بري”. ولفت البزري الى أن “المعطيات المسربة عن الساحتين الداخلية والدولية لا توحي بأن هناك جلسة قريبة رغم مطالبة الجميع بها”.

بدوره، اعتبر النائب السابق أنطوان زهرا أنه “من الواضح أن باسيل كان يستعجل ليكون هو المرشح الأقوى على الساحة المسيحية لاعتقاده بأنه سيفوز بالغالبية كما حصل في انتخابات 2018، لكن انتخابات 2022 خذلته فضلاً عن أدائه السيء وانحيازه الكامل لمشيئة حزب الله”.

وأضاف زهرا في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية: “لقد كان هناك وعد بتأييد فرنجية بالطريقة التي جرى اعتمادها في انتخاب رئيس ونائب رئيس مجلس النواب بأكثرية 65 صوتاً”، مستبعدا اجراء انتخابات رئاسية في الوقت الراهن “لأن لا حظوظ لأحد من المرشحين المعلنين بالفوز”، واصفاً الحملة الاعلامية التي تحدثت عن “تقارب سعودي ايراني وطرح معادلة فرنجية للرئاسة ونواف سلام لرئاسة الحكومة، بأنها كانت لذرّ الرماد في العيون ولا أساس لها من الصحة”.

ورأى زهرا أن “كلام نصرالله يؤكد بأنه ليس بأفضل حال، وخاصة بعد تحميله مسؤولية التردي الاقتصادي وإقامة شبه تطبيع أمني بعد ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، مقدماً بذلك انطباعا إيجابياً للأميركيين أن بإمكانه المجيء برئيس تسوية يزيح عنه مسؤولية الانهيار الاقتصادي”.

وعن تغريدة البخاري، رأى زهرا أن “مفادها القول: انتبهوا يا سياديين فأي مرشح يخضع لحزب الله يجعلنا متمسكين بموقفنا ولن ندعم لبنان وعليكم تدبر أنفسكم بأنفسكم”، مضيفاً: “حتى السعوديين أصبحوا مقتنعين أن الاسماء المتداولة للرئاسة لم تعد صالحة ولقد جاء طرح اسم فرنجية بهذه الطريقة لرفع العتب”. 

وعليه فإن مرحلة جديدة بدأت على خط الاستحقاق الرئاسي، في حين يستعد البخاري لجولة على القوى السياسية وتتجه الأنظار الى لقاء جديد في باريس حول لبنان والذي سيكون مؤشراً مهماً حول قادم الأيام.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى