العالم العربيسياسة

مؤتمر بغداد والأسئلة المشروعة التي بقيت من دون جواب(طلال الإمام)

طلال الامام / استوكهولم

عقد في العاصمة العراقية بغداد يوم السبت الفائت في 28  أب/ألجاري مؤتمر اطلق عليه “مؤتمر التعاون والشراكة” بين دول جوار العراق، شاركت  فيه كل من: السعودية، العراق، الامارات، الكويت، قطر، مصر،  الاردن، تركيا، ايران  وفرنسا، إضافة إلى الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي.

صدر عن الاجتماع بيان ختامي أكد على  “دعم جهود جمهورية العراق في إعادة الاعمار وتوفير الخدمات ودعم البنى التحتية. كما أثنى  على جهود العراق وتضحياته الكبيرة في حربه على الإرهاب، مجددين رفضهم لكل أشكال الارهاب.

وأشار إلى أن المشاركين أكدوا ضرورة استمرار التعاون في مواجهة جائحة فيروس كورونا من خلال تبادل الخبرات ونقل التجارب الناجحة.

ولفت البيان الختامي إلى أنه تم “الاتفاق على ضرورة توحيد الجهود للتعامل مع التحديات الناجمة عن التغيير المناخي والاحتباس الحراري”.

قر اءة في البيان الختامي تفضي إلى قناعة بأن الافكار الواردة في البيان، ربما لم تكن بحاجة لعقد مثل هذا اللقاء ولهذه الضجة الاعلامية التي رافقته.

نتمنى أن يكون هذا اللقاء كما جاء في البيان الختامي وفي تصريحات المشاركين  فيه ،لمصلحة الشعب العراقي الشقيق وشعوب المنطقة التي تعاني من  ارهاب واحتلال ونهب لخيراته.

لكن، وفي الوقت ذاته، طرح  هذا اللقاء جملة من التساؤلات:

أولاً – حول أهدافه  الحقيقية التي لا تظهر عادة  في البيان الختامي وكلماته الديبلوماسية  ،بل تحتاج  لوقت كي  يتم الافصاح عنها بشكل مباشر او غير مباشر.

ثانياً – كان من المستغرب والمستهجن عدم دعوة الجارين الاقرب للعراق، نقصد سورية ولبنان ،اضافة الى خلو  البيان الختامي من اي ذكر لما يتعرض له الشعب السوري من  ارهاب واحتلال ونهب لخيراته وحصار ظالم …او الاشارة الى الازمة الخانقة التي يمر بها لبنان الشقيق !؟

ثالثاً – توقف المتابعون حول دعوة ماكرون للمؤتمر، ولبلده دور معروف في أزمات المنطقة،  وجغرافياً بعيد عن العراق !؟ تُرى هل وجوده تكليف من العم سام والناتو ؟! أم هو الحنين الفرنسي  لدور استعماري ولى زمنه ولن يعود؟

رابعاً – لماذا  لم يتم دعوة الصين وروسيا للقاء،وهما اقرب للمنطقة جغرافياً من فرنسا، ولهما دور كبير على الساحتين الاقليمية والدولية  !؟

إن  هذه التساؤلات  وغيرها تشير الى ان القمة طرحت اسئلة بدل ان تجيب على اسئلة كثيرة تقلق  المواطن العادي في العراق وجواره  الذي يحتاج لفرصة عمل ، مشفى ، مدرسة ،الى لقمة عيش شريفة  …اجوبة حول  الارهاب والاحتلال ونهب الخيرات واهمية الخلاص منه لتحقيق نهضة شاملة .الشعوب تحتاج الى خطوات عملية وليس الى بيانات ووعود لاتسمن او تغني عن جوع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى