لماجدة الرومي: السكوت من ذهب
إذا كان الكلام من فضّه فالسكوت من ذهب، مَثَل عربي يُفتَرض بكل انسان سوي ان يعرف أهميته فكيف اذا كان شخصاً يحسب نفسه على فن انساني عريق كالغناء!
من المفيد ان تعلم السيدة ماجدة أن السكوت هو الاصل لأنه أول الكلام وآخره، وهو يأتي بالفكر والحكمة وهو ابن التأمل والصفاء والتفكير الذي يسبق حركه اللسان للتعبير عن الموقف باللغة.
السيدة ماجدة الرومي كمسيحية فاضله تعرف جيداً من الإنجيل تحديداً انه " في البدء كانت الكلمة وكانت الكلمة الله، وعبرها كلّمنا الرب بالفضائل بواسطة السيد المسيح الذي لم يكن الا كلمة الله، أُرسلت لنا عبر سيدة نساء العالمين السيدة مريم، لذلك أحب هنا ان الفت نظر السيدة الرومي إلى سؤال إبن جَنِّي في مؤلفه "الخصائص" كالتالي:
-لماذا قالوا: " كَلَمَ" للجُرح وكلم للكلام ؟
– ذلك أنّه سببٌ لكل شرّ وشدّه في أكثر الامر.
سيدتي ذهبت إلى بلد يحكمه متهمون بأبشع الجرائم وليس آخرها قتل الصحافي جمال خاشقجي بالإضافة إلى الجرائم المتمادية منذ سنوات.
بلدٌ حاصره أكثر البلدان ديمقراطية وحرية، بما فيها تلك التي تربطها مصالح إستراتجية مع نظام الحكم السعودي، حصار فرضته عليهم وحشية حكامه، حتى خجل منهم أقرب اصدقائهم وحلفائهم وتركوهم بعد ان سرقوهم.
ذهبت سيدتي مع "ارطه" مهزومة تسعى خلف صورة وبعض الجاه، إلى بلد يبحث عمّن يعطيه شرعية بعد أن سقطت شرعيته وتلطخت يداه بكل ما هو حرام ومحرّم.
ذهبت للغناء للاسترزاق وكان يمكن لنا ان نغض النظر ونتفهمك، لأن العالم في ضيقه.
اما الخطاب والكلام ذو المغزى السياسي فهو كالفن سلاح ذو حدين.
حذرتك سابقا، من مطب او فخ سيتم نصبه لك قبل بداية الغناء، وتوجهت إليك ألا تتحدثي بالسياسة فتضعين نفسك في موقف ليس لك، فماجدة الرومي لا يمكن لها ولغيرها أن تسوّق وتبرر وتلمّع صورة نظام ارتبط اسمه بكل أنواع القمع والقتل، كما ارتبط اسمه بالفكر الوهابي المُتخلّف البربري والمقيت، لكنك وقعت في الفخ الذي نصبته لك "القوات" وشركات الإنتاج والشركات المكلّفة بالعمل لتلميع صورة قاتمة لمملكة من رمل.
ليتك غنيت فقط، الشرقي على طريقتك التي تتداخل فيها التقنيات بلا قواعد ولا أصول. ليتك غنيت بالغربي فشوهتي الغربي بشرقي لم تتقنيه يوماً.
ليتك نشّزتي بالغناء ومخارج الحروف كعادتك دائماً، لكان هان الامر!
أما ان تخطبي وتعلني مواقف سياسية فتسيئين للّغة وللناس وللعباد وللضحايا واهل اليمن وأطفال اليمن، بكلام لا لون له ولا طعم ولا رائحة، فلك بذلك سوية بالمهزومين خصوصاً أولئك اللذين ينسون أصولهم الفلسطينية التي يفتخر بها كل عربي أصيل وحر.
سامحك الله سيدتي
اللهم لا حقد ولا شماتة.