الحوارنيوز – وكالات
لليلة الخامسة على التوالي، تواصلت أعمال الشغب والنهب في عدد من المدن الفرنسية. وزارة الداخلية الفرنسية تحدثت عن هدوء نسبي تعزوه إلى الحضور الأمني المكثف، فيما ألغى الرئيس إيمانويل ماكرون زيارة كانت مرتقبة له اليوم إلى ألمانيا.
وأدت ليلة خامسة من أعمال الشغب في مدن فرنسية، إلى اعتقال 719 شخصا على الأقل، وفقاً لآخر بيانات وزارة الداخلية الفرنسية، فيما بلغت الاعتقالات يوم السبت 1311 حالة، كما أصيب 79 رجل شرطة. وكانت باريس ومرسيليا وليون، من بين المدن الأكثر تضررا من أعمال الشغب والنهب والتدمير للممتلكات.
ورغم توقيف المئات إلا أنّ وزير الداخلية جيرالد دارمانان وصف اليوم الأحد، عبر توتير، أنّ ليلة السبت، كانت أكثر هدوءا بفضل العمل الحازم لقوات حفظ الأمن”.
وتمّ نشر 45 ألفا من رجال الشرطة وقوات الدرك ورجال الإطفاء، بمختلف أنحاء فرنسا، وفقاً لما صرحت به رئيسة الوزراء إليزابيث بورن، بينهم سبعة آلاف في باريس وضواحيها المجاورة، إضافة الى تعزيزات أمنية في مدن مثل مرسيليا وليون وغيرها من الأنحاء التي تعرضت على مدى الليالي الأربع الماضية لسلسلة من الشغب والسرقة والنهب.
هدوء نسبي
وتمّ الإبلاغ عن عدد محدود من الحوادث ليل السبت الأحد في مدينتي مرسيليا وليون، الأكبر في فرنسا بعد العاصمة. وقال متحدث باسم شرطة بوش-دو-رون “لا نرى على الإطلاق مشاهد النهب التي وقعت بالأمس”، مشيرا الى توقيف 56 شخصا بحلول منتصف الليل.
وفي العاصمة، نشرت قوة أمنية كبيرة على طول جادة الشانزليزيه بعد انتشار دعوات للتجمع منذ الجمعة، وفق صحافية في فرانس برس.
وجالت مجموعات من الشبان الذين ارتدوا ملابس سود على طول الجادة تحت أعين عناصر الشرطة، في حين قام العديد من المتاجر بتغطية واجهاتها الزجاجية بألواح من الخشب خشية تعرضها للتكسير ،كما حصل مع العديد من المحال على مدى الليالي الماضية.
يذكر أن أعمال الشغب اندلعت في المدن الكبرى في جميع أنحاء فرنسا، منذ مقتل الشاب نائل البالغ من العمر 17 عاما، برصاص الشرطة عند نقطة تفتيش قبل عدة أيام. وقضى نائل برصاصة في الصدر أطلقها شرطي من مسافة قريبة في أثناء عملية تدقيق مروري في ضاحية “نانتير” غرب باريس. ووُجهت إلى الشرطي الموقوف البالغ 38 عاما تهمة القتل العمد.
وتسبب مقتل الشاب بصدمة في فرنسا وصل صداها الى الجزائر التي تنحدر منها عائلته. وأعاد الحادث فتح النقاش بشأن تعامل الشرطة مع حالات مماثلة. وقتل 13 شخصا فرنسا عام 2022 بعد رفضهم الامتثال لعمليات تدقيق مرورية.
ماكرون أمام أزمة جديدة
وفي ظل أعمال العنف، ألغى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارته لألمانيا والتي كانت مقررة اليوم الأحد، كما اختصر قبل ذلك مشاركته في قمة للاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل الجمعة.
ويجد الرئيس الفرنسي نفسه أمام أزمة داخلية كبرى ثانية في غضون أشهر قليلة، بعد الاحتجاجات الواسعة على مشروعه لإصلاح قانون التقاعد. وأجرى ماكرون السبت اتصالات هاتفية مع عدد من رؤساء البلديات الفرنسية القلقين من اتساع دائرة أعمال العنف.
ويطرح جزء من الأوساط السياسية مسألة فرض حال الطوارئ في البلاد ،وهي مسألة تلقى متابعة حثيثة في الخارج وخصوصا أن فرنسا تستضيف في الخريف كأس العالم للرغبي ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس 2024. ويسمح فرض حال الطوارئ للسلطات الإدارية باتخاذ إجراءات استثنائية مثل منع التجول.
وقامت دول عدة بتحديث نصائح سفر رعاياها الى فرنسا، ودعتهم الى تجنب زيارة المناطق التي تشهد أعمال شغب. كما دعت القنصلية الصينية في مرسيليا رعاياها الى “اليقظة والحذر”، بعد تقارير عن تعرّض حافلة تقل سائحين صينيين للرشق بالحجارة الخميس.
وأعادت الموجة الحالية من أعمال الشغب التذكير بسلسلة مشابهة هزت فرنسا في العام 2015 بعد مقتل مراهقين صعقا بمحوّل كهربائي أثناء محاولتهما الهرب من الشرطة.