بقلم قاسم قصير
للاسف، كلما أدلي بموقف أو تحليل أو قراءة لما يجري في لبنان والمنطقة ،ينبري البعض للادعاء أنني تخليت عن المقاومة أو أنني تبنيت الحياد في الصراع مع العدو الصهيوني أو غير ذلك من الادعاءات غير الصحيحة وغير الدقيقة .وللاسف ما تزال بعض المواقف التي أدليت بها سابقا في إطار النقاش والحوار تفسر بطريقة خاطئة رغم كل التوضيحات التي أوردتها ،ولذا أؤكد للمرة الأخيرة وحتى ينقطع النفس أنني مع المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني ،وأنني مع شعب فلسطين ومقاومته في مواجهة الاحتلال الصهيوني. هكذا تربيت وهكذا عشت ،وأما كيفية التعبير عن الدعم سواء من قبل الشعوب أو الأحزاب أو القوى السياسية والحزبية فلكل تنظيم وحزب ولكل شعب الإرادة والقرار بالتعبير عن ذلك بالشكل الذي يراه مناسبا ،ونحن في لبنان ما زلنا نواجه الاحتلال الصهيوني وعدوانه، ومن حقنا أن نقاومه، وان كنت طرحت وضع استراتيجية دفاعية لحماية لبنان ولحفظ حق المقاومة ،فهذا لا يعني ابدا التخلي عن المقاومة .
واليوم فإن الشعب اللبناني وقيادة المقاومة هي من تقرر كيفية الدعم ، وهذا ليس موقفا آنيا أو لحظويا لأن الدعم لا يتم خلال فترة الحرب بل هو مسار طويل من التدريب والتعاون وتأمين السلاح والامكانات ونقل الخبرات والتجارب ،وهذا يجري طيلة أكثر من عشرين سنة والشواهد كثيرة .واليوم نحن مع فلسطين وشعبها ولا حياد في هذا الصراع لأنه صراع الأحرار مع المحتلين .
وأدعو الله دوما ان يوفقني كي اكون في خدمة المقاومة بكل ما استطيع من إمكانيات وقدرات ،والحمد لله ما يجري اليوم في فلسطين هو تطور مهم واستراتيجي في هذا الصراع، حيث انتقلت المعركة إلى كل فلسطين وازالت الغشاوة عن عيون المراهنين على التطبيع أو على من يراهن على انقسامات الشعب الفلسطيني أو ضعفه .
وتبقى نقطة أخيرة أن بناء المجتمع المقاوم يتطلب أيضا الاهتمام بحاجات هذا الشعب وقدراته، ولذا فإن مواجهة الفساد والفاسدين وبناء دولة المواطنة والكفاءة والمساواة وحماية الجبهة الداخلية من الظلم هو نوع من انواع المقاومة أيضا وكلما كان المجتمع قويا كلما كان قادرا على دعم المقاومة ومواجهة الاحتلال الصهيوني.
كل التحايا للمقاومين في فلسطين وفي كل مكان .
والنصر لفلسطين وشعبها .
قاسم قصير