رأي

إلى الشركاء في الوطن:هل أنتم كما يراكم الصهاينة؟(أكرم بزي)

 

كتب أكرم بزي – الحوار نيوز

 

للوهلة الأولى عندما تسمع من يطالب بتنفيذ القرار  1701، تظن أن هذا القرار هو طوق النجاة “للبنان واللبنانيين”، أو كأنه يندرج ضمن سياقات يريدها بعض المطالبين بتنفيذه أنهم قد يحققون “انتصاراً” ما على خصومهم السياسيين من الطرف المقابل، إلا أنه وبنظرة سريعة لتاريخ الصراع بين “الكيان الصهيوني” والعالم العربي، وخاصة لبنان، تجد أن هذا القرار لا يقدم ولا يؤخر من حيث مضمونه، وهو ليس ذا قيمة من حيث المقارنة بالقرارات الدولية على مستوى الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والدول الراعية لمثل هذه القرارات، فيما لو تعارضت مع المصلحة “الصهيونية”، فلطالما بقيت حبراً على ورق شأنها شأن القرار 181، تقسيم فلسطين المحتلة إلى دولتين، أو قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 (هو قرار تم تبنيه قرب نهاية حرب فلسطين 1947-1949.يحدد القرار مبادئ الوصول إلى تسوية نهائية وإعادة لاجئي فلسطين إلى ديارهم. المادة 11 من القرار تقرر ذلك).

وللتذكير فقط (لجهابذة بعض المدّعين) ولمن لم يقرأ تاريخ لبنان منذ العام 1948 لغاية الآن، لا بد من الإطلاع على بعض ما تعرض له لبنان والجنوب اللبناني، خاصة منذ تلك الفترة ولغاية الوجود الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان. فالهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان من 1949 وحتى ما قبل اجتياح 1978.

تاريخ العدوان العسكري الصهيوني على الجنوب يعود الى سنة 1948، عندما خرقت الحدود الجنوبية للبنان من العصابات الاسرائيلية ، وذلك ضمن عملية حيرام التي بدأت في 29 تشرين الأول ، واحتلت نحو 15 قرية، وقامت بتنفيذ مجزرة في بلدة حولا الحدودية في الأول من تشرين الثاني والتي اودت بحياة 93 مواطنا، وقد حاول الصهاينة آنذاك فرض امر واقع من خلال دخولهم الى لبنان ، وهو البقاء في القرى التي احتلوها والوصول الى نهر الليطاني للحصول على حصة من مياهه، لكنهم عادوا وانسحبوا الى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد التوقيع على اتفاقية الهدنة مع لبنان في رودوس في 23 آذار 1949 .

على الرغم من اتفاقية الهدنة ، واصل الصهاينة اعتداءاتهم وعملياتهم العسكرية التي شملت معظم القرى والبلدات الحدودية ، وحتى القرى الجنوبية البعيدة عن الحدود ، وتمثلت هذه الاعتداءات بغزو القرى وقتل المواطنين ، وضرب البنية الاقتصادية والاجتماعية، ودفع الأهالي الى النزوح.

في عام 1960 وقع اشتباك بين الجيش اللبناني وجيش العدو الاسرائيلي، واسر اللبنانيون على أثره اربعة جنود اسرائيليين جرى تسليمهم فيما بعد.

وفي تشرين الأول 1965 أغارت الطائرات الاسرائيلية على منابع الحاصباني والوزاني، وعطلت المشروع الذي كان مجلس جامعة الدول العربية قد أقره في العام 1964، ويقضي بتحويل مجاري الأنهر التي تصب في بحيرة طبريا، وهي الحاصباني والوزاني اللبنانيان وبانياس السوري.

وفي ليل 29/30 تشرين الأول 1965 ، اجتازت قوات العدو الاسرائيلي خطوط الهدنة مسافة 3 كلم. ودخلت قريتي حولا وميس الجبل، ونسفت منازل فيها وخزانات مياه عامة.

وفي حرب حزيران 1967، وعلى الرغم من أن لبنان لم يشارك في فيها ، فقد اجتاحت اسرائيل مزارع شبعا في جبل الشيخ واحتلتها وطردت أهلها وفجّرت منازلهم.

ومساء يوم 28 كانون الأول 1968، نزلت فرقة كوماندوس إسرائيلية واحدة نزلت في مطار بيروت بواسطة طائرات مروحية ، لأربعين دقيقة ونسفت 13 طائرة من الطائرات المدنية ثم غادرت دون أية مواجهة.

وفي العام عام 1970 ، دخل جيش العدو الإسرائيلي الى قرى عدة في العرقوب ومرجعيون وبنت جبيل، وشن هجمات تحت غطاء مدفعي ثقيل، وغارات جوية ثم انسحب .

وقد صدر عن مجلس الامن الدولي القراران 279 و280، وطالبا بالإنسحاب من الأراضي اللبنانية .

وأعاد جيش العدو الإسرائيلي اجتياحه في مطلع العام 1971 وفي أيلول 1972 حيث قام جيش العدو، بقصف الجسور التي تربط المناطق الجنوبية بعضها ببعض، خصوصاً جسور نهر الليطاني.

وكما في اجتياح 1970 تصدى الجيش اللبناني بالإمكانات المتوفرة لديه للهجمات الإسرائيلية وخاض مواجهات مشرفة.(وهذا غيض من فيض).

“الكيان الصهيوني” والمزروع قهراً وغصباً على الأراضي الفلسطينية المحتلة بإرادة غربية (أميركية وأوروبية تحديداً)،  لا يحترم القرارات الدولية ولا شرائع الدساتير والقوانين، ووفقاً لكثير من قادتهم وحاخاماتهم، يرون أنفسهم فوق أي قانون مهما كان قوته ومهما بلغ حجمه، لا بل يذهب البعض منهم للقول إن هذه القوانين وضعت لخدمتنا نحن وليس لخدمة عامة البشر، (فالبشر خلقوا مثلنا على هيئة بشر ولكنهم بالأصل هم حيوانات).

وعلى سبيل المثال أورد ما جاء في “الكنز المرصود في قواعد التلمود” الكتاب الثالث – فساد الآداب – الفصل الأول – (القـريب) – قريب اليهودي هو اليهودي فقط ـ باقي الناس حيوانات في صورة إنسان هم حمير وكلاب وخنازير ـ يلزم بغضهم سراً ـ قاعدة النفاق الجائزة… جاء في التلمود: إن الإسرائيلي معتبر عند الله أكثر من الملائكة. فإذا ضرب أميٌّ[1] إسرائيلياً فكأنما ضرب العزة الإلهية.

رأي الحاخام (اريل)، لأنه كان يعتبر الخارجين عن دين اليهود خنازير نجسة تسكن الغابات. ويلزم المرأة أن تعيد غسلها إذا رأت عند خروجها من الحمام شيئاً نجساً، ككلب أو حمار، أو مجنون، أو أميّ، أو جمل، أو خنزير، أو حصان، أو مجزم[4]. والخارج عن دين اليهود حيوان على العموم، فسمه كلباً أو حماراً أو خنزيراً. والنطفة التي هو منها هي نطفة حيوان.

وقال الحاخام (اباربانيل) المرأة غير اليهودية هي من الحيوانات. وخلق الله الأجنبي على هيئة الإنسان ليكون لائقاً لخدمة اليهود الذين خلقت الدنيا لأجلهم، لأنه لا يناسب لأمير أن يخدمه ليلاً ونهاراً حيوان وهو على صورته الحيوانية. كلا ثم كلا فإن ذلك منابذ للذوق والإنسانية كل المنابذة. فإذا مات خادم ليهودي أو خادمة، وكانا من المسيحيين، فلا يلزمك أن تقدم له التعازي بصفة كونه فقد إنساناً، ولكن بصفة كونه فقد حيواناً من الحيوانات المسخرة له!!

وعلى اليهودي ألا يبالغ في مدح المسيحيين، ولا يصفهم بالحسن والجمال، إلا إذا قصد أن يمدحهم كما يمدح الإنسان حيواناً، لأن الخارج عن دين اليهود يشابه الحيوان!!

وبعد، أيها “الشريك” في الوطن، هل بقي لديك شك، وهل تعتبر نفسك إنساناً كما تعتبر نفسك أم حيواناً كما يعتبرك اليهود؟

وهل لديك شكوك بعد ما جرى من إبادة جماعية للبشر والحجر وقتل الأطفال أكثر من 10000 آلاف طفل لغاية الآن، والمجزرة مستمرة في قطاع غزة، والعالم يشاهدها على شاشات التلفزة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي ولم يتحرك أحد من الدول ذات النفوذ لإيقاف هذه المذبحة والتي تعتبر من أكبر المذابح والمجازر في التاريخ المعاصر.

احذروا، إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه ولم يوضع حد لهذا الكيان الغاصب المجرم فقد يأتي يوم ما تجد نفسك تحت سكّينه التي لا ترحم.

(المصادر: “الكنز المرصود في قواعد التلمود” الكتاب الثالث/ صحيفة السفير اللبنانية (المركز العربي للمعلومات)/ صحف ومواقع لبنانية).

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى