رأي

لبنان الممنوع من “المونديال”!(حيان حيدر)

 

بقلم د. حيّان سليم حيدر- الحوار نيوز

 

     نعم.  اللبنانيون ما زالوا ينتظرون مشاهدة “المونديل”، مجّانًا، “من طريق” تلفزيون لبنان.                                         

وليس لصبرهم حدود.

     فطالما صبروا قرنًا بكامله على عدم تطبيق المادة 95 من الدستور، وطالما صبروا نصف قرن بانتظار المثول أمام قضاء مستقلّ، وصبرهم جميل ما زال مع مرور ربع قرن على عدم اعتماد اللامركزية الإدارية… و..؟  ولكن، ما علاقة “المونديال” بكلّ ذلك؟

     كان لا بدّ من عدم تصديق المسؤولين، ومَن يصدقّهم أصلًا، وتدبّر أمورنا بما تيسّر من وسائل ومشاهدة “المونديال”.  وهنا… عند “الفينال” (النهاية) كانت ركلات الترجيح، تمامًا كما يحصل في “نهائيات” كلّ عهد في لبنان.  والعهد في لبنان هو “إستحقاق” رئاسي، أو “تكليف”، أو “تأليف” حكومة، ولكن، ما بالنا نعود إلى مواضيع خارج نطاق هذه “الشوطة”.

     ربّما لأنّ الأمر يذكّرني، عقود ومرّت، بكلمات الشاعر زين شعيب حين قال:

                              ” لبنان يا إخوان إعدامْ إنْحَكَمْ

                               وما عاد ينفع لا طبيب ولا حكمْ

                                لبنان طابه والشرق ملعب كبير

                               وقرود عم تشوط وابليس الحَكَمْ “

     وبعيدًا عن محاكاة و”مماحكات” تحديد مواصفات رئيس الجمهورية الذي، باعتراف الجميع، مهما كانت مواصفاته، فلن يتمكّن من الحكم في هكذا “نظام”، لا منفردًا ولا مجتمعًأ.  وبعد النأي عن قياس مدى “ضيق” تصريف الأعمال، فلا بأس ببعض الترفيه في بلد بات شعبه “مرَفّهًا” عن كلّ أساسيات عيشه.

     لفتني في المباراة النهائية للـ”مونديال”، وكان قد سبقها مباريات مماثلة في كلّ من مراحل “التصفيات”، لفتتني القاعدة التي تقضي بتسمية خمسة هدّافين لكلّ فريق، يحدّدهم مدرّب الفريق، ليشوطوا إلينا النتيجة النهائية.  وبعد التذكير أن الفريق يتألّف، مكتملًا، من أحد عشر لاعبًا، ومن بينهم حارس مرمى واحد فقط،  وبهذا يكون العدد مفردًا في كلّ الأحوال.  أخذني هذا الأمر إلى فكرة إمكانية تشكيل فريق “وطني” لبناني بأعداد فرداوية، فتيقّنت إلى إستحالة الأمر.

     تخيّلوا (معي)، مجرّد خيال، الرؤساء والوزير المختصّ والمدراء والمدرّبين إلخ…  تخيّلوهم مجتمعين ليختاروا لاعبي الفريق “الوطني” خارج قيد الستّة وستّة مكرّر.  مستحيل.  ونصل إلى نهاية “الماتش” وتختار لجنة المدرّبين، الستّيّة التكوين، خمسة هدّافين.  فندعو، ودائمًا عملًا بِـ”الميثاقية” “المدسوس” عنها في جُزِيْء صغير من المادة 95 من دستور 1926، ندعو إلى مباريات يعلن عنها مجلس الخدمة المدنية.  ونلعب.  وتصدر النتائج.  وقد لا يُفْرَج عنها لأسباب باتت “بايخة”.  وعندما تُعْلَن “رسميًّا”، يسقط كلّ من ماهر ميسّي وكريستيان رونالدو ومعروف مودريش وميشال مبابّيه لمخالفة “جذورهم” مواصفات الميثاقية.  لا مجال لهم مع النتائج المعلنة… ولو لبسوا مئة حذاء ذهبي، ولو حملوا مئة طابة مذهّبة، ولو تَألّقوا بمئات الأهداف العالمية.  فالأمر يتعلّق بالمَذهَب وليس بالذهب.  لا مجال.

     هذا، ولن أدخل في عُقَد إختيار حارس مرمى “واحد” لا غير. 

” وقرود عم تشوط وابليس الحَكَمْ “

 

بيروت، في الأول من شبط 2023م.                                                            

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى