لبنان في مهب جامح لأخطار قاتلة: أين الحكومة ؟(وجيه فانوس)
د. وجيه فانوس – الحوارنيوز خاص
إنَّ ما بات يعيشه اللُّبنانيون، في هذه المرحلة المتبقِّية لانتخاب رئيس جديد للجمهوريّة، من قهر وحرمان وذل وعوز، صار يتجاوز كلَّ منطق إنسانيٍّ وطنيٍّ، ويُشير إلى تخوينِ كلِّ توجُّهٍ سياسيٍّ لا يُعارض هذا الواقع ولا يدعو إلى معالجته الفوريَّة.
جميع النَّاس يعلمون أنَّ لبنان ليس بالبلد المفلس على الإطلاق؛ بل هو بلد منهوب من قِبل إداراته وكثير من الأشخاص القيِّمين على الشُّؤون الماليَّة والسِّياسيَّة فيه.
تقع علَّة العلل في لبنان في توجيه مُضَلِّلٍ للأنظار إلى صراعات طائفيّة وأخرى مذهبيّة وثالثة سياسيّة فارغة، ولا جدوى منها جميعها؛ في الوقت الذي يجب أن تتركّز فيه الأنظار الوطنيّة وجميع الرُّؤى المخلصة ونوايا الفعل المؤمنة حقًّا بلبنان، على بناء الوطن على أسس الحقّ في المواطنة الشّاملة وعلى المحاسبة الإداريّة والماليّة لكلّ مسؤول وقَيِّم على الأمور.
إنَّ ما يجري، حاليّا، من عدم وجود حكومة فاعلة ذات رؤية إصلاحيّة وقدرة محاسبيّة فاعلة، ذات استراتيجيّة وطنيَّة واضحة لإنقاذ البلد بِرُمَّتِهِ من البؤس القاتل الذي يعيشه الشَّعب؛ لا يمكن النّظر إليه سوى أنَّه من باب المماحكات السِّياسية غير المسؤولة والممارسات الدّيماغوجيّة الفارغة، التي لا تخدم سوى عبثيَّة هدر الوقت الوطنيِّ وتضييع الفرص المجدية للعمل فيه.
ترى “ندوة العمل الوطنيّ”، بناء على كلّ هذا، أنّ تشكيل حكومة للمهام الوطنيّة والمعيشيّة والسّياسيّة المُلِحَّة، والقادرة على حفظ المصلحة الوطنيّة الكاملة في أيّ تفاوض دوليّ حول الموضوع الماليِّ والحقّ اللُّبنانيّ في استخراج الغاز الطّبيعيّ والنّفط من المياه الإقليميّة اللُّبنانيّة، أمر لا يحتمل أيّ تأجيل؛ ولا بدّ من إبعاده، بصورة كليّة قاطعة، عن أيّ منطق طائفيّ أو مذهبيّ وأيّ مكاسب تخصّ هذا الفريق السّياسيّ أو ذاك.
لبنان في مهبٍّ جامحٍ لأخطارٍ قاتلةٍ من رياحٍ عاصفةٍ لا ترحم؛ وعلى جميع المسؤولين وعي هذا الواقع، إلّا إذا أرادوا أن يكونوا خارج الوجود الوطنيّ.
*رئيس ندوة العمل الوطني- لبنان