لا مدنيين من اهل المقاومة في فكر “إسرائيل”!(نسيب حطيط)
كتب د.نسيب حطيط – الحوارنيوز
عندما اعلن نتنياهو ” حرب القيامة” بهدف قيامة “اسرائيل الكبرى” التي يسميها الامريكيون “الشرق الاوسط الكبير”، وأهم قواعد هذه الحرب ان لا مدنيين عند اعدائها، فكل أهل المقاومة هم أهداف عسكرية وكل بيت و مستشفى وسيارة اسعاف او قرض حسن وبئر ماء ومحطة كهرباء، وكل شيء يساهم في بقاء أهل المقاومة على قيد الحياة هو مركز عسكري ويجب قصفه!
إن ما تقوم به اسرائيل في “حربها الرابعة ” على لبنان لا يهدف لإعادة المستوطنين الى الشمال او تأمين الحدود الإسرائيلية، بل إقتلاع” الشيعة” من لبنان، طالما انهم يحملون فكر المقاومة ويعارضون التوطين ودمج النازحين، والا سيتعرضون لحرب إبادة جماعية تخرجهم من ديارهم وتُدمّر بيوتهم وتُحرق ارزاقهم واقتصادهم، ليكونوا عبرة، لكل الذين يعارضون المشروع الأمريكي_الاسرائيلي.
سيزداد التوحش الإسرائيلي، بالتدمير والقتل والإحراق، للقضاء على كل موارد الحياة عند اهل المقاومة وسلبهم كل موارد القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية والقيادية، وتحويلهم الى جماعة مهمّشة خائفة وفقيرة محطّمة وتحويلهم لطائفة “عبيد إسرائيل” مقابل الطعام والشراب وخدمة المشروع الأميركي_الإسرائيلي، وجعلهم بين خيارين: اما الاستسلام والخضوع والتبرؤ من كل عمل و فكر مقاوم وإعلان التوبة والاستسلام، والا فالموت والاحراق ، خاصة وان لا نصير لهم ولا معين يقاتلون وحدهم ويموتون وحدهم!
اطمأن العدو الاسرائيلي وراعيه الأميركي ،أنهم يستطيعون فعل ما يشاؤون بالشيعة اللبنانيين المقاومين ،عندما اعلنت إيران انها ضد الحرب وتسعى الى السلام، وهدّدت انها سترد إذا قامت اسرائيل بضرب اراضيها او الاعتداء على قادتها ومصالحها والاكتفاء بالتهديد وطلب وقف العدوان عن لبنان، وإذا كان لإيران ظروفها الموضوعية التي تمنعها من التدخل العسكري لإسناد غزة اولاً ولإسناد لبنان ثانيا ،فليس من المنطق تحميل الشيعة اللبنانيين وزر ومسؤولية الدفاع عن فلسطين و لبنان ومحور المقاومة وعن المذهب الشيعي!
يقاتل الشيعة اللبنانيون بشكل اسطوري كجماعة وليس كأفراد، فهم اما مقاتلون في الميدان او شهداء واما نازحون مشتتون ومهجّرون في لبنان والخارج!
يقاتل الشيعة اللبنانيون ، اميركا واسرائيل وحلف “الناتو” وعرب التطبيع وجماعات التكفير، وخسروا كل ما جنوه وبنوه منذ خمسين عاماً ودفعوا خلال عام اكثر من 14,000 شهيد وجريح واكثر من 50,000 منزل ومحل تجاري ومليون نازح ، ولا يقيم أي “شيعي “تحت سقف بيته وما زالوا يقاتلون ولن يرفعوا راية الاستسلام .
لكن السؤال.. اذا لم تتدخل إيران ،إما لوقف الحرب او المشاركة في الميدان، فإن الحرب لن تتوقف مهما احتاجت إسرائيل وأميركا من وقت لتحقيق هدف القضاء على المقاومة وابادة أهلها ، لقناعتهما انه اذا انهزمت المقاومة وأهلها في لبنان، فإن القضاء على إيران وبقية محور المقاومة، أمر يسير وبسيط وسيحتاج وقتا أقل، مما احتاجه القضاء على المقاومة في لبنان !
ان ما يثير الاستهجان والغضب والعتب ،عند أهل المقاومة في لبنان، عندما يسمعون تصريحات الأخوة في إيران بامتلاكهم القدرة على “محو” اسرائيل بربع ساعة إذا اعتدت عليهم، بينما هي جاثمة على صدور اهلنا وتذبحهم ولا تعتبرهم إيران جزءا من قادتها ومصالحها!
عندما بدأ الإجتياح الإسرائيلي عام 1982 بادر الإمام الخميني(رض) لإرسال الحرس الثوري الى لبنان بأقل من شهر،لمساندة المقاومة الفلسطينية ومقاومة الجيش الاسرائيلي وتأسيس “المقاومة الإسلامية” وكذلك “مؤسسة الشهيد” لرعاية عوائل الشهداء اللبنانيين والفلسطينيين ،مهما كانت مذاهبهم وجنسياتهم…اما الآن فنقاتل وحدنا!
سنصمد ونصبر ونقاوم …سواء انتصر لنا الآخرون وشاركونا القتال ام لم يشاركوا، وندعو لهم بالأمان والا تقطع اسرائيل وأميركا رؤوسهم ، بعد قطع رؤوسنا!