الحوارنيوز – صحافة
تحت هذا العنوان كتب نبيه البرجي في صحيفة الديار يقول:
خلاصة جلسة سياسية، وأمنية، مع مرجع معني: “لبنان في مرحلة خطيرة لم يشهد لها مثيلاً على مدى مائة عام، حتى إذا ما بقينا على تبعثرنا، لا أحد يستطيع التكهن الى أين يذهب بنا الاعصار الذي يضرب المنطقة”.
لاحظ أن الأميركيين، “بإصرارهم على ابقاء النازحين في لبنان، دون ايجاد أي سبيل لإعادتهم الى بلادهم، يشي بأن ثمة سيناريو ما تم اعداده، ربما في الجحيم، لكي ندفن الجمهورية، ومعها رئاسة الجمهورية، بأيدينا”.
أشار المرجع الى “أن المؤسسة العسكرية، وبالرغم من امكاناتها الضئيلة تبذل، بالتعاون مع المؤسسات الأمنية، جهوداً هائلة لاستيعاب أي محاولة لإشاعة الفوضى الدموية، بعدما مضت احدى الجهات (وذكرها بالاسم) الى أقصى حدود التأجيج الطائفي ضد طائفة أخرى، والى حد تهديد أبناء هذه الطائفة بالاقتلاع، وبالتهجير، وعلينا أن نتصور ما يمكن أن يحدث للبنان، وللبنانيين، قبل أن نتمكن من احتواء الحرائق قبل اندلاعها”.
بالكثير من الاستغراب، وبالكثير من المرارة، تحدث عن ذلك القصور الدراماتيكي في الرؤية، وفي الرؤيا، لدى بعض القيادات التي تراهن على أن الصدامات الدموية ضرورية لتنفيذ تلك التخيلات البلهاء حول تفكيك لبنان طائفياً، وجغرافياً، لإقامة كانتونات هي، وكما قلت أنت، في إحدى مقالاتك، بمثابة مقابر على أبواب جهنم”.
تحدث عن ذلك الضجيج الطائفي المبرمج، لدى اختطاف، وقتل، الراحل باسكال سليمان بالرغم من أن الدافع الى الجريمة كان السرقة فقط، وهذا مأ أثبتته الوثائق المصورة، وكذلك افادة المعتقلين، أثنى على دور البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وعلى تفهم أرملة الضحية التي تصرفت بمنتهى الاتزان، والعقلانية. ليلاحظ اصرار الجهة اياها على سياسة التعبئة الغرائزية.
قال “دعني أكون أكثر وضوحاً، لأسأل أين المنطق في توجيه الاتهام الى ما يدعونه “الثنائي الشيعي”، وبصورة توحي بالرغبة في الصدام بين المسيحيين والشيعة الذين، وبحسب علمي، تعايشوا بوئام، على مدى قرون، ودون أن تسجل أي حالة دموية بين الطائفتين”.
المرجع اعتبر أن ما يحصل “لا يمكن أن يكون بعيدا عن الخيوط، أو عن الأيدي الخارجية، التي تتوخى اغراق لبنان بالدم، ظناً منها أن ذلك يفضي، تلقائياً، الى توريط “حزب الله” في صراع داخلي، بنتائجه المأسوية المعروفة ودون أن تدرك الجهة المذكورة مدى السذاجة في هذا الرهان الذي مثلما يعني نهاية لبنان يعني نهاية اللبنانيين بكل أطيافهم، وبكل طوائفهم”.
في نظره “ان على حدودنا يجثم عدو لا نظير لبربريته، وحيث التداخل بين الهيستيريا الايدولوجية، والهيستيريا التاريخية، ودون أن يتوقف يوماً عن التهديد بإعادة لبنان الى العصر الحجري. والمثير أنه ازداد جنوناً حين فوجئ بتلك المقاومة الأسطورية التي اظهرها أهل غزة، وحيث كان الرجال يقاتلون حتى بعظام آبائهم، وبعيون أطفالهم، بعدما كان بنيامين نتنياهو ينتظر رفع الرايات البيضاء منذ الايام الأولى للغزو، الأمر الذي لم يحصل ولن يحصل”.
استطراداً “عدو لا يمكن أن يواجه الا بالقوة، ونحن ندرك ما الخطر الذي يمثله على لبنان، على الأقل إذا ما عدنا الى كتابات ميشال شيحا وموريس الجميّل، وكذلك كتابات ميشال ادة، كأدمغة استثنائية، في فهم لبنان، وفي فهم المصالح المستقبلية للبنان”.
يقول “لا أريد أن أتكلم في السياسة، وان كان الأمن مرتبط، جدلياً، بالسياسة، لأقول أن من الطبيعي أن يكون الجيش هو من يمتلك السلاح، لكننا نعرف تماماً ما هي ظروف لبنان في مواجهة دولة يقدم لها الأميركيون أكثر الاسلحة تطوراً، وفتكاً، هذا دون أن نغفل الى اي مدى انتهى التعاون بينهما في مجال التكنولوجيا العسكرية”.
المرجع يرى أن من الطبيعي، في ظل تلك الظروف، أن تنشأ المقاومة التي لا يمكن الا أن تكون لبنانية، ونابعة من التراب اللبناني. وهذه هي حال “حزب الله” الذي عرف كيف يبني ترسانة عسكرية لحماية لبنان ليس فقط من الاقدام الهمجية، وانما للوقوف في وجه لعبة الخرائط التي يلوح بها الأقربون (حتى في الداخل) والأبعدون. بكل معنى الكلمة، القوة العسكرية للحزب، وهي قوة ضاربة، هي ضمانة لبنان في وجه الرياح التي تهدد المنطقة”.
كلام المرجع يعيدني الى قول للفيلسوف الكاثوليكي تيار دوشاردان لقادة العالم، لا سيما القادة المسيحيين، لأوجهه لقادة لبنان، لا سيما القادة المسيحيين،”ما حدث منذ 2000 عام قيامة المسيح لا قيامة يهوذا..”.