رأي

العالم يتوق الى نهايته..فليكن ذلك بلطف!(أحمد عياش)

 

د.أحمد عياش – الحوار نيوز

 

لا ينقص هذا العالم غير ترتيب نهاياته..

بعد التقدم والتطوّر وبعد غزو الفضاء وشرح الظلام في الكون، وبعد الاتصال بأي كان من قارة الى قارة صوتا وصورة، لم يبق لهذا العالم الا ترتيب نهايته بلطف.

آن وقت اعادة الكوكب لصاحبه الحقيقي.

ما عاد من داع لهذا الوجود ولا لهذا التفكير ولا للابداع كإثبات حضور للانسان امام ربه الذي طرد جدّ اجداده من جنّة غير واضحة المعالم والجغرافيا.

كفى بالانسان حاجة للابداع وللصناعة ،وحتى لما يظنّه خلقاً، وما يفعل ذلك الا تحديا لربّه ليثبت له انه قادر ان يصل اليه بمراكبه الفضائية او بغواصاته البحرية .

كل ما نراه ليس غير بحث الانسان عن خالقه ليعتذر وإن لم يعتذر.. فليتحداه!

يخسر الانسان حتما تحديه مع الرب، الا ان الانسان مغرور بنفسه حتى يمرض.

يودّ الانسان المطرود ان يثبت انه قادر ان يعود على رجليه الى حيث كان .

سمّى الانسان تقدمه وتطوّره حضارة ليثبت لربّه انه قادر ان ينقل الجنة الى كوكب الارض طالما حُرم منها بالقوة.

لن يرتاح الانسان الا اذا اكتشف اكسير الحياة ،وتحدّى ما قرّره الرب قهرا لعباده ،اي ان يلغي مفاعيل الموت.

بإلغاء الانسان لمفاعيل الموت وبضمانته لآلية ولشروط الخلود سيظن الانسان انه انتصر على ربّه.

لن ينتصر..

يحب ويعشق الانسان اوهامه.

ما الحروب الا ليثبت الانسان المجروح من طرده من الجنة انه قادر ان يحيي وان يميت بلا طوفان وبلا نيازك وبلا زلازل.

كل زعيم وكل قائد دين وكل رئيس يظن انه “نوح جديد” مهمته انقاذ الخلق ،وهو ومن حيث لا يدري لا يفعل غير انهاء مفاعيل كل هذا الوجود ليعيد الزمن الى لحظة ايجاد الرب لنفسه بنفسه.

بعض الاباطرة صدّقوا فعلا انهم آلهة.

اذن كل هذا الوجود ليس صراعا بين ناس وناس، او بين انسان وانسان ،انّما الصراع الحقيقي اللاواعي هو صراع بين الانسان وخالقه.

تعب العالم من وجوده، وآن اوان ان ينهي العالم نفسه. لم يبق شيء للعقل لأن يفعله ولا مهمة اضافية للعقل ليتحدى السماء.

ماذا هناك اكثر من طائرة ومن باخرة ومن جهاز مرئي ومن هاتف خلوي صوتا وصورة؟ وماذا اكثر من طرف صناعي ومن زرع للقلب وقريبا زرع لدماغ ،ولو ان الذكاء الاصطناعي بدأ يتمدد تمهيدا لصناعة دماغ كامل حتى بمشاعره؟

لا مهمة للعقل وللوجود اكثر مما تم إنجازه، وما الانجازات المحتملة والمفترضة في المستقبل غير تطوير الموجود.

اخترق الانسان المستحيل وجعله احتمالا واردا.

وماذا بعد…؟

لا شيء غير  ترتيب النهايات لتكون لطيفة وهادئة، وتماما كموت مريض ميؤوس منه البقاء حيّاً.

لا ينقص العالم الان غير نهايته.

ما التهديد من فترة الى اخرى بتحريك صواريخ الشيطان المدمرة غير محاولات اخيرة لاعادة الكوكب لصاحبه.

ربما كان الانسان مشروعاً فاشلا للآلهة.

حتى في تحديد يوم القيامة يسعى بوتين وبايدن اليوم إلى تحدي الرب في تحديد يوم القيامة.

مكروا ومكر الله والله خير الماكرين*

قُتل الانسان ما أكفره*

فندم الرب على الشرّ الذي قال انّه يفعله بشعبه**

اقول كلامي هذا واستغفر الله لي ولكم…

والله اعلم.

 *العهد القديم

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى