قمة عربية في 19 أيار في السعودية.. بحضور سورية
الحوارنيوز – القاهرة – خاص
بعد أكثر من 11 عاما، هل يقرر مجلس وزراء الخارجية العرب عودة سورية الى جامعة الدول العربية بعد قرار له بتاريخ 11 تشرين الثاني من العام 2011 قضى “بتعليق عضوية سورية وفرض عقوبات اقتصادية وسياسية ضد دمشق “.
القرار الذي كان أحد اشكال الضغط على النظام السوري لإسقاطه بالتوازي مع دعم غير مسبوق لدول عربية لأكثر من مجموعة متطرفة مسلحة، جاء تحت عنوان “إلزام سورية بالمبادرة العربية للحل في سورية”!
سؤال يفرض نفسه بعد التطورات الكبيرة التي تشهدها المنطقة ،ومنها التقارب السعودي الإيراني والمعلومات التي تتحدث عن قرب لقاء سعودي – سوري يمهد الطريق لعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
ويأتي التقارب السعودي – الإيراني بعد تطور مبادرات عربية تجاه سورية تجاوزت بها قرار تعليق العلاقات وسحب السفراء وفقا لقرار 2011 ،ومن هذه الدول الامارات العربية المتحدة التي اعادت فتح سفارتها في دمشق في العام 2018 وإعلان وزير خارجيتها عبد الله بن زايد في العام 2021، “أن مشوار عودة سوريا إلى محيطها الإقليمي بدأ، وهو أمر لابد منه، كونه يشكل مصلحة لسوريا وللجامعة العربية أيضًا”.
ولم يكن الموقف الرسمي المصري بعيدا عن الأجواء الإيجابية لعودة سورية لتمارس دورها الطبيعي، ففي 26 كانون الثاني من العام 2021 تحدث وزير الخارجية المصري، سامح شكري عما وصفها بـ”التعقيدات” أمام عودة العلاقات الدبلوماسية المصرية مع سوريا، مبدياً في نفس الوقت تطلّع بلاده إلى “عودة سوريا لمحيطها العربي.
وشهدت مصر تغييراً في الموقف الرسمي الداعم لما سمي بالثورة السورية، بعد الانقلاب الذي نفذه الرئيس عبد الفتاح السيسي على، محمد مرسي، في تموز 2013.
وخلال مقابلة أجراها مع قناة “RTP” البرتغالية، في تشرين الثاني 2016، دعا السيسي إلى دعم ما وصفه بـ”الجيش الوطني” في سوريا، في إشارة إلى قوات النظام السوري.
ومن المواقف العربية المؤيدة بقوة لعودة سورية الى الجامعة، موقف سلطنة عمان التي لم تقطع علاقاتها مع سورية، وكان وزير الخارجية العماني عمان يوسف بن علوي، قد انتقد في شباط 2019، مواقف بعض الدول العربية التي تعرقل عودة سوريا إلى الجامعة العربية.
تصريحات بن علوي سبقتها مباحثات أجراها مع نظيره الروسي، آنذاك، الذي يدعو منذ سنوات لإعادة النظام إلى جامعة الدول العربية، إذ دعا لافروف، مطلع شباط 2017، إلى إنهاء تجميد عضوية سوريا فيها، باعتبار أن إبقاء النظام السوري خارج الجامعة “لا يساعد” في جهود إحلال السلام، وفق تصريحه.
وحافظت مسقط على علاقتها بالنظام السوري، وأبقت على سفارتها مفتوحة في دمشق رغم تخفيض تمثيلها الدبلوماسي عام 2012.
يضاف الى هذه المواقف الدعوات المستمرة لدول المغرب العربي لتصحيح الخلل في علاقات الدول العربية من النظام السوري، وهي دعوات لتصحيح الخلل في الموقف العربي تجاه سورية، كما قال وزير دولة عربية للحوارنيوز.
والى هذه المواقف لا بد من الإشارة الى أن ثلاثة بلدان رفضت قرار مجلس وزراء الخارجية العرب بتعليق عضوية سورية وهي: سورية، لبنان واليمن.
سورية ستكون حاضرة في القمة، أكان ذلك مباشرة أم بطريقة غير مباشرة حيث سيشكل غيابها بعد هذه التطورات وفشل محاولات عزلها مادة سياسية ومضمون أكثر من خطاب لعدد من الرؤساء العرب.
وتفيد معلومات خاصة للحوارنيوز أن قرار عودة سورية الى جامعة الدول العربية يحتاج الى قرار لمجلس وزراء الخارجية العرب أو الى قرار قمة عربية.
وكشفت المعلومات للحوارنيوز بأن إجتماعا لوزراء الخارجية العرب “سيعقد في غضون أسبوعين للتمهيد والتحضير للقمة العربية ومن المرجح أن يتخذ في المجلس قرار العودة، وفي أسوأ الأحوال قد يترك للقمة العربية.
الى ذلك أعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، أنه من المنتظر أن تعقد القمة العربية الثانية والثلاثين في المملكة العربية السعودية في 19 أيار المقبل.
وقال زكي إنه عقب المشاورات التي قام بها الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط مع حكومة المملكة العربية السعودية وإفادة الأخيرة بترحيبها عقد القمة في التاريخ المشار إليه، فإنه من المرتقب أن تعقد القمة الـ32 للجامعة في المملكة العربية السعودية في 19 أيار المقبل.
وأضاف الأمين العام المساعد أن القمة ستسبقها عدة اجتماعات تحضيرية على مستويي كبار المسؤولين والوزراء تمهد لانعقادها على مدار 5 أيام.