قصة قصيرة جداً في غابة…
وصل الشعب المسكين لاهثاً وهاربا من حرب ضروس وهمية الى دارة الزعيم باحثاً عن ابنائه الضائعين والتائهين بين اوهام حروب مصطنعة وبين سعي لمستقبل افضل، حروب لا يموت فيها الا التعساء والفقراء ومن لا حول ولا قوة لهم غير الدعاء للربّ.
وقف الشعب في الباحة الخارجية عند عتبة بيت القائد يسأل عن الابناء والاحفاد ،وإذ بالرئيس يخرج عليهم محاطاً بانصاره رافعا يديه الى الأعلى يبتهل للرب ويحمده على نعمته وخيره ولطفه في الانتصار، ليطمئن الناس أنه حمى ابناء الشعب من الضبع المختبىء في الشوارع ومن ابن آوى المستقرّ في فساد المؤسسات الرسمية وغير الرسمية ومن إجرام الذئب الذي لا يرحم و الساكن بالجوار.
هتف الشعب بطول عمر القائد ،وعلت الاصوات بعدها لتسأل عن الابناء والاحفاد؟
نظر الرئيس الى الناس بعطف وباستهجان وباستغراب من وقاحة السؤال بعد التعب والتضحية والعناء وقال:
أوَ تسألوننا عنهم ؟! طيور في الجنة كما الطيور في السماء، من اجلكم ، من اجل راحتكم ودفاعا عنكم أكلناهم…………………………
هنيئا لمن كان طعاما هنيا لزعيمه ولقمة سائغة لقائده ولمن ما زال في الباحة يصفق متوهما انه سيرى ابنه وحفيده بافضل حال…
"مولخا" "مولخا" لصنا حارسنا ، سبب دائنا طبيبنا، قاتلنا من يدعو لنا بطول البقاء.