سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: هل يفتح صمود غزة باب المفاوضات؟

 

الحورنيوز – خاص

رغم تنامي جرائم العدو الاسرائيلي في غزة، ما زالت غزة صامدة وصابرة تراهن على تعب دولة الاحتلال لفتح باب المفاوضات، وتستعد في الوقت عينه للمواجهة البرية. وعلى الجبهة الجنوبية ما زالت عيون رجال المقاومة تترصد تحركات العدو وتقابل الاعتداءات بالرد المناسب…

خلاصة افتتاحيات صحف اليوم والتي جاء في بعضها:

 

 

  • صحيفة النهار عنونت: “يوم صاروخي” عبر الحدود: عند مشارف “الجبهة” ماكرون يحذر رئيسي من توسيع الحرب نحو لبنان

وكتبت تقول: رسمت معالم اليوم “الميداني” الذي شهده الجنوب اللبناني امس الصورة الأقرب الى اعتبار ان لبنان بات على المسافة الأقرب من اندلاع المواجهة الكبيرة بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي بما يعني فتح الجبهة الثانية بعد جبهة غزة منذ شن حركة “حماس” عملية “طوفان الأقصى” ضد مستوطنات غلاف غزة في السابع من الشهر الحالي. ذلك ان يوم امس اتسم بتصعيد استثنائي للهجمات الصاروخية والعمليات التي نفذها “حزب الله” ضد المواقع الإسرائيلية على طول خطوط الانتشار الحدودي ردا على عمليات القصف التي قامت بها القوات الإسرائيلية لمناطق حدودية ولمقتل مدنيين ومقاتلين في صفوف الحزب. وإذ بدا واضحا ان قرار “الحزب ” بزيادة وتيرة الردود وتكثيفها اتسع ليطاول بعدا اعمق من نقاط المواجهة، فان ذلك وضع منطقة الجليل برمتها في عين الاشتعال اسوة بالجنوب، فيما كان لافتا مرة جديدة دخول حركة “حماس” الى جانب “حزب الله” في تنفيذ عمليات قصف صاروخي من الأراضي الجنوبية بما يضفي طابع التسخين الأكثر حدة وعنفا على الجبهة الجنوبية المرشحة للاشتعال الاوسع في أي لحظة. ومع ذلك يتضح ان “حزب الله” ينطلق على ما يبدو من حسابات ميدانية لا تزال تستبعد هذا الاشتعال الشامل حتى لو زادت وتيرة عمليات تبادل القصف اذ ان إسرائيل عاودت التأكيد انها لا ترغب في اشتعال جبهة الشمال (أي مع لبنان) وحضت “حزب الله” على تهدئة متقابلة بما يعني ان القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل لا تزال تحصر اولويتها بعملية غزة “وتؤخر” الى اقصى المستطاع اشتعال الجبهة اللبنانية. وسيتيح ذلك لوزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا التي زارت امس إسرائيل ان تحض المسؤولين اللبنانيين الذين ستقابلهم اليوم بعد وصولها الى بيروت على تجنب انزلاق لبنان الى الحرب.

 

وفي هذا السياق، أفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حذر امس نظيره الايراني ابراهيم رئيسي من اي تصعيد اوتوسيع للحرب خصوصا في لبنان، وقال في اتصال هاتفي له بحسب الرئاسة الفرنسية انه نظرا لعلاقات ايران بـ”حزب الله” وحماس، فان عليها مسوؤلية في هذا الاطار. وطالب ماكرون رئيسي “بضرورة بذل كل جهود ايران لتجنب اشتعال اقليمي . اما بالنسبة للوضع الانساني في غزة فذكر ماكرون بالموقف الفرنسي انه ينبغي ان تتخذ كل الاجراءات لتجنيب المدنيين وان القانون الدولي الانساني ينبغي ان يتم احترامه وان فرنسا تتخذ الاجراءات بالمشاركة مع الامم المتحدة لدعم العمليات الانسانية في غزة . واعرب ماكرون عن قلقه البالغ ازاء وضع المواطنين الفرنسيين الاربعة المعتقلين في ايران وطالب تحريرهم الفوري.

الى ذلك اشارت الرئاسة الفرنسية ان الرئيس ماكرون “ذكر بضرورة ادانة عمليات حماس الإرهابية في اسرائيل التي لها الحق بالدفاع عن نفسها كما انها لها الحق بالتخلص من المجموعات الارهابية التي ضربت شعبها “. وذكر ان من بين الضحايا والرهائن هناك فرنسيين وفرنسيات وتحريرهم هي اولوية تامة لفرنسا.

 

التصعيد

واما ابرز الوقائع الميدانية فتمثلت في قصف عدد من الصواريخ المضادة للدروع من لبنان تجاه مستوطنة حانيتا قرب الحدود، وأُفيد عن وقوع إصابات، ما أدّى إلى رد إسرائيلي استهدف المنطقة القريبة من الحدود عند أطراف بلدة بليدا وميس الجبل.

 

وأعلن “حزب الله” مهاجمة ثكنة حانيتا ‏الإسرائيلية بالصواريخ الموجّهة، “مما أدى إلى إصابة دبابتين من نوع ميركافا وناقلة جند مجنزرة ‏وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف جيش العدو” وذلك “في مواصلة للردّ على قتل وجرح الصحافيين في بلدة علما الشعب والمدنيين في بلدة شبعا”. ‏ ثم أعلن الحزب استهداف مناطق جل العلام، بركة ريشا، موقع راميا، موقع المنارة وموقع العباد، بالأسلحة المباشرة والمناسبة، واستهداف الكاميرات والتجهيزات الفنية الإسرائيلية المثبتة على جدار مستوطنة المطلة عند الحدود اللبنانية الفلسطينية بالأسلحة المناسبة مما تسبب بتعطيلها، وفق الحزب.

 

 

 

  • صحيفة الأخبار عنونت: تفاصيل «الصفقة الانسانية» برعاية قطر ومصر
    أميركا «تهدأ» قليلاً… والقاهرة تشترط ادخال مساعدات ومنع خروج الفلسطينيين

وكتبت تقول: تتقدّم إسرائيل يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة من إطلاق عدوانها البري على قطاع غزة. لكنّ المعوّقات لا تتعلق فقط بالحسابات التي يراد إقناعنا بها، مثل تدريب القادة على كيفية تجنب إصابة المدنيين كما أبلغ الأميركيون محاوريهم من العرب، بل تكمن أساساً في أن السقف المرتفع الذي وضعه العدو سياسياً، يحتاج إلى عملية برية كبيرة جداً. وعند هذا الحد، يتوقّف المستوى السياسي عن الكلام، ويُترك الأمر لإجابات المستوى العسكري، حيث يتضح أن القادة العسكريين لا يريدون أي مفاجأة في طريقهم، لذلك يفترضون أنه يجب ممارسة المزيد من القصف ليس لإخلاء السكان من شمال غزة فقط، بل لتوفير درجة عالية جداً من الدمار، فيما تشير مصادر معنية بالاتصالات إلى أن إسرائيل طلبت دعماً عسكرياً أميركياً خاصاً، ولا سيما مخزوناً كبيراً من القذائف المخصّصة لضرب الأنفاق.

 

إلى ذلك، تفيد المصادر بأن الحكومة الإسرائيلية التي لا تشهد توافقات تامة حول آليات العمل عسكرياً، تواجه تحدياً يتمثل في إصرار الولايات المتحدة على إفساح المجال أمام هدنة مؤقتة، يجري خلالها إتمام «صفقة إنسانية»، تهدف الولايات المتحدة من خلالها إلى تأمين خروج حاملي الجنسية الأميركية وجنسيات أخرى من سكان القطاع، وإطلاق الأسرى الأميركيين.

وعلمت «الأخبار» أن الجهد الأساسي الذي تبذله الولايات المتحدة مع مصر وقطر يتركّز على هذه النقطة. وقد عُرض على قطر مشروع اتفاق يقضي بإطلاق الأسرى المدنيين كافة، بمن فيهم الأميركيون وإفساح المجال أمام خروج «الأجانب» من القطاع، مقابل إدخال مساعدات طبية وغذائية إلى غزة. وفي المعلومات أن القطريين الذين أبلغوا حماس بالمقترح الأميركي عادوا بأسئلة وأجوبة لم تعجب الأميركيين، مثل:

 

أولاً، تطلب «حماس» تسليمها قائمة بأسماء من تقول أميركا ودول أوروبية أخرى بأنهم في عداد الأسرى الموجودين في القطاع، والتثبت من كونهم مدنيين أو عسكريين كانوا يقاتلون إلى جانب جيش الاحتلال خلال عملية «طوفان الأقصى». ومن يتبيّن أنهم من العسكريين فإن مصيرهم سيكون مرتبطاً بصفقة التبادل مع الأسرى الفلسطينيين في سجون العدو.

ثانياً، تنفي «حماس» وجود إحصاء شامل لكل الأسرى في القطاع، وقد يتبيّن بعد التدقيق أن من تطالب بهم أميركا قد لا يكونون ممن تم إدخالهم إلى القطاع، وربما كانوا من بين المفقودين الذين لا يزال جيش الاحتلال يبحث عنهم في مستوطنات غلاف غزة.

ثالثاً، تقول «حماس» إن الأسرى ليسوا موجودين جميعاً بيدها أو بيد طرف واحد، وإنهم موزّعون على عدد من الفصائل والمجموعات العسكرية، وإن من سلّمهم المواطنون إلى قيادة الحركة ليسوا كل من تم نقلهم إلى القطاع.

رابعاً، عملية إحصاء كل من هم في عداد الأسرى داخل القطاع تحتاج إلى آلية تتطلب وقتاً غير قصير، وبحثاً يشمل كل القوى والأمكنة، خصوصاً أن عدداً من الأسرى قُتلوا في الغارات التي شنّها العدو، وقد يكون بعضهم لا يزال تحت الأنقاض، خصوصاً من لم تُعرف الجهة التي تحتجزهم.

خامساً، تريد «حماس» هدنة مريحة لا تقتصر على ست ساعات كما يعرض الأميركيون والإسرائيليون، وأن يصار إلى وضع ترتيبات تضمن المساعدات الإنسانية المباشرة مقابل إطلاق المدنيين من الأسرى، وأن العملية الإنسانية يجب أن تكون مضمونة ومقبولة أيضاً، وأن يسمح لأطقم طبية من خارج القطاع بالدخول مع مساعدات كبيرة تحتاج إليها المستشفيات الفلسطينية من جهة، وسيارات إسعاف مجهّزة لنقل أكثر من أربعة آلاف جريح إلى خارج القطاع للعلاج، ممن تبدي دول عدة استعداداً لاستقبالهم، من بينهم مصر.

 

سادساً، السماح لقوافل المساعدات الموجودة على الجانب المصري من معبر رفح بالدخول إلى القطاع، والوصول بشكل آمن، وضمان عدم تعرضها للقصف، والسماح بتوزيعها على المحتاجين في كلّ مناطق القطاع، وكل ذلك يتطلب وقتاً لا يمكن حصره بساعات محدودة.

 

التحفّظ المصري

في هذا السياق، أبدى الجانب المصري استعداده للمساعدة، وقالت مصادر رسمية مصرية لمسؤولين في الفصائل الفلسطينية وفي قطر وتركيا إنها جاهزة لاستقبال كل المساعدات الطبية والإغاثية ونقلها إلى القطاع. وأبلغ الرئيس عبد الفتاح السيسي وزير الخارجية الأميركي والقيادات العسكرية المصرية بأنه يجب اتخاذ الإجراءات التي تضمن حصر الخارجين من القطاع بلوائح تُقدم له من قبل الأميركيين وحماس، وأن يصار في الوقت نفسه لانتقال هؤلاء إلى نقل المساعدات، وأن أي محاولة لقيام العدو بفتح النار لترويع الناس ودفعهم إلى المغادرة نحو مصر ستوقف العملية، وأن القرار واضح برفض دخول «أي نازح أو مهجّر» من القطاع إلى مصر.

 

وعلمت «الأخبار» أن مسؤولين من مصر وتركيا وقطر أبلغوا جهات عدة في غزة وبيروت بأن الضغط لتحريك الملف الإنساني قائم بقوة، وأنه سيصار إلى فرض هذه الخطوات على الإسرائيليين. وقال هؤلاء إن المحادثات التي جرت مع الجانب الأميركي ركّزت على هذه الخطوة. وبحسب ما علمت «الأخبار»، فإن تعمّد هذه العواصم إبلاغ حزب الله بالأمر، سببه أن الولايات المتحدة طلبت منهم حثّ الحزب على «عدم التورط» في الحرب، وأن هذه الرسائل وردت بعدما تلقّت دوائر غربية معلومات بأن الحزب يربط تدخله ليس بتوسيع العملية العسكرية ضد القطاع فقط، بل بتعمّق الأزمة الإنسانية فيه.

«حماس» تطلب وقتا لإحصاء الاسرى والتثبت من عددهم وجنسياتهم والتمييز بين المدنيين والعسكريين… وساعات قليلة لا تكفي!

 

هل فشلت محاولة الحلف العربي مع إسرائيل؟

من جهة أخرى، قال دبلوماسي عربي لـ«الأخبار» إن جانباً رئيسياً من جولة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن على مصر والسعودية وقطر والأردن، تركّز على البحث في إمكانية قيام حلف سياسي تقوده الولايات المتحدة وتشارك فيه تركيا، يعمل على «استثمار العمليات التي تشنّها إسرائيل ضد عدونا المشترك حماس«. وقالت المصادر إن الولايات المتحدة التي حصلت على موافقة متوقّعة من جانب الإمارات العربية المتحدة والمغرب، فشلت في الحصول على موافقة مصر والسعودية، وإن الأردن نفسه كما الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضا المقترح، وإن كان لكل منهما حساباته الخاصة.

وبحسب مصدر في قوى محور المقاومة، فإن هدف المقاومة الإستراتيجي في منع تهجير غزة أو كسر المقاومة في القطاع، تقاطع للمرة الأولى مع مصالح «قُطرية» لدول وعواصم لا تؤيّد المقاومة. وأشار إلى أن الأردن كشف عبر حديث صريح لملكه ووزير خارجيته عن خشية كبيرة من أن التحالف المنشود يستهدف أساساً تغيير الوقائع الديموغرافية في المناطق الفلسطينية وليس التغيير السياسي، وأن فكرة النزوح تستهدف فرض حالة تهجير ستفجّر الأمور أكثر داخل الشارع الفلسطيني، وأن مصر لا يمكنها السير بالخطة، كما أن ملك الأردن، يرى في الأمر تمهيداً لتهجير جزء كبير من أبناء الضفة الغربية إلى شريط ملاصق للأردن، وتحميله مسؤولية إدارتهم، بما يجعل الأردن خلال عشر سنوات على أبعد تقدير «الوطن البديل». فيما قال عباس إن المشروع يطيح بما تبقّى من السلطة الفلسطينية، ويجعلها قوة قمع في الفترة المقبلة، خصوصاً أن المشروع الأميركي يقوم على تسليم القطاع لسلطة رام الله بعد الغزو البري، وأن على أجهزة السلطة الفلسطينية ضمان عدم بقاء مقاتلين لحماس وبقية الفصائل، وهو ما فسّره المصريون بأنه دعوة إلى حرب أهلية فلسطينية.

 

وبحسب إعلاميين رافقوا الوزير الأميركي، فإن خطته السياسية فشلت، وإنه شعر بوجود ضغط في الجانب الإنساني، لذلك وعد بخطوة في هذا الاتجاه، وأعلن لاحقاً عن تكليف السفير السابق ديفيد ساترفيلد بالمهمة. علماً أن الخطوة لا تعكس جدية أميركية، خصوصاً ان ساترفيلد من خارج الإدارة، وسيكون مجرد ساعي بريد لا أكثر، ولا سيما أن بلينكن صارح محدّثيه العرب بأن إدارته ليست في وارد منع إسرائيل من تنفيذ الهجوم البري على القطاع.

 

ايران بلسان المحور: الوقت ينفد

في غضون ذلك، توسعت دائرة الاتصالات والتنسسيق بين قوى وحكومات محور المقاومة. ويبدو ان التنسيق الميداني قائم على اكثر من جبهة، ويتجاوز ساحتي غزة ولبنان. وفيما تلتزم قوى المقاومة الصمت حيال ما يمكن ان تقوم به ردا على العدوان الاسرائيلي، تولت ايران ادارة الدفة الدبلوماسية. وعلمت «الاخبار» ان طهران تلقت رسائل من الولايات المتحدة عبر اطراف وسيطة من بينها قطر، تدعوها الى البقاء بعيدا عن المواجهة، وان تمارس الضغط على حزب الله لمنع تدخله في المواجهة. وقد رد الايرانيون برسائل مضادة اشارت الى ان تهديدات مقابلة. وبينما يحتار كثيرون في عدم تحدث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن مجريات الامور، كان لافتاً ان وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان تحدث في عدة لقاءات، وتعمد القول إنه ناقش مع السيد نصرالله الوضع. وقال «اطلعت على وجهة نظره، وقال لي ان جميع السيناريوهات مطروحة على الطاولة، وفي اي لخطة يمكن ان يتوسع الصراع».

 

وحرص الوزير الايراني على القول ان طهران تجد نفسها ايضاً في موقع من يهدد القوى الداعمة لاسرائيل بأنها لا تقدر على القيام باي امر في حال تأخر وقف العدوان. وكرر في حديثين منفصلين بأنها «مسالة ساعات، فاما يقف العدوان والا يكون الاوان قد فات وقد يتوسع الصراع في المنطقة، ولن يكون بمقدور احد السيطرة على الوضع»، في اشارة الى الحديث عن الجبهة الشمالية من جهة وجبهات اخرى ايضا، وهو ما أبدى الجانب القطري اهتماماً به بعدما سمع الكلام مباشرة من الوزير الايراني وتولى نقله الى الجانب الاميركي.

 

 

  • صحيفة اللواء عنونت: جبهة الجنوب تقلق الغرب.. والإليزيه يطلب تدخل إيران
    غالانت يدعو حزب الله لإبتعاد متبادل عن الحرب.. والمقاومة تحتفظ بورقة المشاركة

وكتبت  تقول: لم يطرأ على المشهد اللبناني ما يشير الى ان وتيرة «الستاتيكو» على المستويات كافة تميل الى الخروج عن الرتابة اليومية، باستثناء المتابعة المقلقة لتطورات الموقف العسكري في الجنوب، سواءٌ في ما يتعلق برد حزب الله  على القصف الاسرائيلي لمواقع او تحركات خشية من قلب الوضع في مستعمرات الجليل الاعلى، والبلدات الاسرائيلية من مسكافعام، الى كريات شمونة والمنارة، اضافة الى جبل العلام، وبركة ريشا وموقع راميا والعباد.

واعتبرت مصادر سياسية ان جوجلة لنتائج الاتصالات التي أجراها كبار المسؤولين مع سفراء الدول الكبرى والاقليمية والعربية المؤثرة في المنطقة، لتطويق التوتر المتصاعد على الحدود الجنوبية، لم تبدد اجواء القلق التي تسيطر على لبنان، لان معظم هؤلاء نصح المسؤولين بضرورة الحديث مع حزب الله لمنع  الانجرار لأية اعمال قتالية ولتهدئة الاوضاع ومنع تسلل عناصر فلسطينية او غيرها من مناطق سيطرته او اطلاق الصواريخ عبر الحدود اللبنانية، لتفادي ردود فعل وتصعيد من الجانب الاسرائيلي.
وكشفت المصادر انه ليس لدى أيّ من هؤلاء السفراء معطيات او مبادرات  من دولهم تبعث على الطمأنينه، وتبدد المخاوف من امتداد شرارة الحرب الدائرة في غزة وحولها، الى الحدود اللبنانية الجنوبية،وأن اهتمامات هؤلاء تركز على دور فاعل للحكومة  والسياسيين بضرورة اقناع حزب الله بالبقاء خارج الحرب الدائرة الان، حفاظا على مصلحة لبنان والحزب معا لان المخاطر المحدقة كبيرة جدا، ولا يمكن التكهن بنتائجها وتداعياتها المأساوية.

واستبعدت المصادر ان تحمل وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كورونا في زيارتها الى لبنان اليوم اي مبادرة او مقترحات محددة لضمان ابقاء لبنان بعيدا عن حريق غزّة، لان زيارتها تأتي ضمن جولة تزور فيها عددا من دول المنطقة لمناقشة
التطورات في غزّة، وموضوع المواطنين الفرنسيين المحتجزين لدى حركة حماس، ولكنها ستعبر عن دعم  فرنسا للبنان في هذه الظروف، ووقوفها الى جانبه، وتشدد  على ضرورة التزام حزب الله بوقف التصعيد وعدم الانجرار لأية اعمال او ممارسات تؤدي إلى زيادة التوتر وتعريض لبنان واللبنانيين لمخاطر هم بغنى عنها.
وحسبما يكشف قياديو حزب الله فإن الحزب يدرس الوضع، ويراقبه، ويدقق مما يحصل من مواجهة وصمود لدى فصائل المقاومة من حماس الى الجهاد، وعندما يحين الوقت، يتصرف مراعياً مصلحة لبنان، وعدم السماح لاسرائيل بتحقيق تقدم او احراز مكاسب في الحرب الدائرة.
وتدل الوقائع على تدحرج الوضع العسكري على طول الحدود الجنوبية، من الناقورة الى شبعا وكفرشوبا في ضوء تبادل القصف بين حزب الله والمقاومة وجيش الاحتلال.

وجاء في بيان المقاومة الاسلامية بأنه في مواصلة للردّ على قتل وجرح الصحافيين في بلدة علما الشعب والمدنيين في بلدة شبعا، هاجم مجاهدو المقاومة الاسلامية امس ثكنة حانيتا بالصواريخ الموجهة مما ادى الى إصابة دبابتين من نوع ميركافا وناقلة جند وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف العدو.
وتمكنت مدفعية المقاومة من تعطيل الكاميرات المراقبة والتجهيزات الفنية العائدة للعدو على طول الحدود الجنوبية.
وليلاً استهدفت مسيرة اسرائيلية معادية تلة العويضة غربي كفركلا، بالقرب من مركز للجيش اللبناني، ولم يفد عن وقوع اصابات.
واعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يواف غالانت بأن اسرائيل ليس لها مصلحة في شن حرب على جبهتها الشمالية. وقال لـ «حزب الله»: «اذا لجمتم انفسكم فنحن سنفعل ذلك ايضاً، وهذه الحرب قاتلة، وستغيّر وجه المنطقة الى الأبد».
ولا تقتصر الهواجس من فتح جبهة الجنوب على اسرائيل والولايات المتحدة بل يتعداه الى اوروبا الغربية ككل.
وفي هذا الاطار، حذر الرئيس الفرنسي، قبيل ايفاد وزيرة خارجية بلاده الى المنطقة، ومنها لبنان ضمناً، الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي، خلال اتصال هاتفي بينهما، من اي تصعيد او توسيع للنزاع بين اسرائيل وحماس، خصوصا في لبنان. وكان وزير الخارجية الايراني امير حسين عبد اللهيان قال من الدوحة: إن لم يقف العدوان على غزة فاتساع جهات الحرب غير مستبعد.
سياسياً، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن التركيز على متابعة تطورات الجنوب وانعكاساتها  يجب ألا  يصرف النظر عن  ملف النزوح انطلاقا من التدابير التي تم اتخاذها وتستدعي استكمالها  وتوقفت عند  تأكيد مجلس الوزراء الأخير على أن  هذا الملف سيحضر بشكل دائم في كل جلسة حكومية.

ورأت هذه المصادر أن قسما من  الاتصالات واللقاءات  المحلية  التي تحصل  تصب في سياق استشراف المرحلة المقبلة في ظل هواجس اللبنانيين من  توسيع دائرة المواجهات في الجنوب.
إلى ذلك افادت أوساط مراقبة لـ «اللواء» أن  الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر معلق في الفترة الراهنة ملاحظة قيام اتصالات بين الطرفين بعيدا عن ملف الرئاسة ولا يمكن اعتبارها تنسيقية.
وفي اطار المواقف، قال النائب السابق وليد جنبلاط بعد لقاء الرئيس نبيه بري في عين التينة: نتمنى ان يبقى لبنان خارج الصراع، الا اذا اصر العدو على الاعتداء».
وتطرق رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى ما جري في غزة ولبنان، فطرح معادلة، لا غاز من كاريش من دون غاز من قانا، وخاطب من يراهن على «اجتياح اسرائيل للبنان ستنتظر طويلا لحظة لن تعود».
مضيفاً، مراهناتك الفاشلة لم تثبت فشلك فضلا، بل آذت مجتمعاتنا ووطننا.

وفي محاولة للاستثمار الرئاسي في الحرب الدائرة، دعا باسيل الى ان «ننتخب رئيساً بالتفاهم الآن، من دون انتظار نتائج الحرب التي ستطول..». مذكرا مما اسماه «معادلة الداخل»… مشددا على ان من يظن ان تسويات او اتفقيات او احداث خارجية كأحداث غزة تفرض علينا رئيساً فهو واهم.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى